حب أسطوري طويل جمع الملكة إليزابيث الثانية بشريك عمرها الأمير فيليب، الذي توفي يوم 9 نيسان/أبريل عام 2021، وأسدل الستارة عن زواج إستمر لحوالى 75 عاماً، وكسرا به العديد من العادات والتقاليد الملكية.

اللقاء الأول

إلتقى الأمير فيليب و الملكة إليزابيث الثانية لأول مرة في عام 1934 في حفل زفاف عائلي ملكي، ثم إلتقيا بشكل رسمي مرة أخرى بعد 5 سنوات وتحديدا في عام 1939، عندما كانت تبلغ من العمر 13 عاماً، وهو كان يبلغ 18 عاماً، وهذه المرة الأولى التي قالت فيها الملكة إنها تتذكر مقابلته حين كانت في زيارة للكلية البحرية الملكية البريطانية، حيث كان فيليب وقتها طالباً فيها.

وهناك قرابة بعيدة تجمع بين الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب، فهما أبناء عمومة من الدرجة الثالثة، من خلال الملكة فيكتوريا، ومن الدرجة الثانية من خلال الملك كريستيان التاسع ملك الدنمارك.

من ناحيته كان فيليب وسيماً ورياضياً، عاش بين باريس وألمانيا والمملكة المتحدة، بعد أن أُجبرت عائلته المالكة على الفرار من مسقط رأسه، اليونان. قضى الكثير من طفولته بعيداً عن والديه، وإستمر في الخدمة في البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الهادئ، خلال الحرب العالمية الثانية.

أما إليزابيث كانت وقتها تتلقى تعليمها في المنزل، ولم تغادر المملكة المتحدة أبداً، كما كانت تتحدث الفرنسية بطلاقة وشمل تعليمها التاريخ الدستوري والقانون إستعداداً لتوليها العرش.

وبحسب رسالة كتبتها عام 1947، تمكنت هي وفيليب من قضاء بعض الوقت مع بعضهما، بعد إنتهاء الحرب عندما كان هو في مدرسة ضباط البحرية.

خوف عائلة إليزابيت من ارتباطهما

كانت خلفيتهما المختلفة مصدر قلق للعائلة المالكة، فقبل زواجهما كان هناك الكثير من التردد في المحكمة والقصر، حول ما إذا كان فيليب مناسباً أن يكون زوج الملكة المرتقبة، خصوصاً أن خطوبتهما حصلت بعد أن تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش في عام 1936، بعد أن وقع في حب إمرأة أميركية.

وأعلن إليزابيث وفيليب خطوبتهما في تموز/يوليو عام 1947، وتزوجا بعد 4 أشهر.

الزفاف

كان حفل الزفاف بحد ذاته حدثاً كبيراً، وحضره حوالى 2000 شخص في Westminster Abbey، وبعدها حفل إستقبال في قصر باكنغهام، ويُقال وقتها أن كعكة الزفاف بلغت إرتفاعها 9 أقدام.

تلقيا 2500 هدية زفاف من جميع أنحاء العالم، ولأن ​بريطانيا​ كانت تعاني من الدمار بعد الحرب، طلبت الملكة إليزابيث الثانية قسائم تموينية لشراء المواد اللازمة لثوبها، الذي صممه نورمان هارتنل.

بعد الحرب لم يكن إنشاء علاقات مع ألمانيا مقبولاً، فإضطر الأمير فيليب لقطع علاقاته مع شقيقاته الثلاث الباقيات، اللواتي تزوجن في السابق من زعماء ألمان، فلم تتم دعوتهن إلى الزفاف كما أنه لم تتم دعوة الملك إدوارد الثامن السابق، عم الملكة إليزابيث الثانية، وحصل فيليب على لقب دوق إدنبرة وألغى لقبه الملكي اليوناني من أجلها.

سرعان ما رزق الثنائي بطفلين، هما الأمير تشارلز بعد عام واحد فقط من الزفاف والأميرة آن بعد ذلك بعامين.

وفي عام 1960 ولد إبنهما أندرو دوق يورك، وبعدها إبنهما إدوارد إيرل ويسيكس عام 1964.

تسلم إليزابيث الحكم وانتهاء مسيرة الأمير فيليب

خلال هذه السنوات الأولى من زواجهما، ركز الأمير فيليب على حياته العسكرية، وعمل قائداً لسفينة تابعة للبحرية الملكية. عاش مع زوجته في مالطا من عام 1949 إلى عام 1951، حيث كانت الملكة إليزابيث الثانية تعيش أميرة متزوجة من ضابط.

إنتهت هذه الحياة الطبيعية بالنسبة الى الثنائي، بوفاة والد إليزابيث بشكل غير متوقع في عام 1952، بعد 5 سنوات فقط من زفاف إليزابيث وفيليب.

وتولت الملكة إليزابيث الثانية العرش وإنتهت مهنة فيليب العسكرية، فتولى دور الرفيق الملكي وهو أمر كان من الصعب عليه في البداية التكيف معه.

التغيرات في حياتهما

كان الأمير فيليب داعماً كبيرا ومهماً لـ الملكة إليزابيث الثانية ،فنجاح نظامها يعود بجزء كبير منه إلى عمل الأمير فيليب وراء الكواليس.

وعلى الرغم من أنه تم تصويره في كثير من الأحيان وهو يقف خلف زوجته، إلا أن فيليب كان شريكها إلى حد كبير في حياتهما المنزلية وفي النظام الملكي لا يقبل المجاملات، إلا أنه كان مهتماً بعمل زوجته، رغم أنه لم يحصل أبداً على لقب ملك، حسب قانون البرلمان الملكي.

تقاعد الأمير فيليب ووفاته

تقاعد الأمير فيليب عن أداء واجباته الملكية يوم الأربعاء 2 آب/أغسطس عام 2017، بعد أن بلغ عامه السادس والتسعين، وشارك في ذلك اليوم في آخر فعالية رسمية له، إلا أنه بقي يمضي وقته مع عائلته ويدعم زوجته في المناسبات، حتى توفي يوم 9 نيسان/أبريل عام 2021.

وفاة الملكة إليزابيث

توفيت الملكة إليزابيث الثانية مساء يوم الخميس 8 أيلول 2022 ، عن عمر يناهز الـ 96 عاماً بعد تعرضها لوعكة صحية، ونقلها إلى المستشفى بعد ظهر اليوم. وأعلن قصر باكنغهام الخبر ببيان قال فيه: "توفيت الملكة بسلام في بالمورال هذا المساء. الأمير تشارلز وعقيلته سيبقيان في بالمورال هذا المساء وسيعودان إلى لندن غدا".