هنا إهدن، نوتات موسيقيّة تلاعب تاريخاً ، من أول "دو" إلى آخر "سي" ، هنا إهدن، أذنٌ موسيقيّة ذواّقة، تعرف الوتر وتقارب الناي، تلك البلدة المعلّقة على حافة السماء، المتّكئةً على كتف الذكرياتِ، النائمة على وسائد الأمجاد المريحة.

هنا إهدن، مسرحٌ وجمهور، مايكروفونٌ وسلطنة، بابليّة الثقافات واللغات، مشبّعة الحضارات والإبداعات، هنا إهدن وهنا كنا، نشاهد ونشهد، نستمع ونُسمِع، نتابع ونَتبع. جاين مانسون، أميركية التراب وفرنسية السماء، إنتمت إليها بديغوليتها، بفولتيريها، بمولييريها ، حتى أصبحت اللغة الفرنسية هويتها المتينة، وأصبحت سفيرة الصوت بأطراف حنينه الأربعة ، شمالي اللكنة، جنوبي الأصل الأميركي، غربيّ الحريّة ، وشرقيُّ على مسرح إهدنيات.
جمعنا اللقاء الصحافي، وجمعنا لحنٌ من عطر باريس وميناء مارسيليا.

بدايهً، ما رأيك بلبنان؟
لبنان بلدٌ رائع، يتمتّع بجماليّة إستثنائية. أنا سعيدة جداً لوجودي هنا. وفي الوقت عينه، أعاني من حزنٍ داخلي، لرؤيتي لبنان يتخبّط بالمشاكل من كل حدبٍ و صوب، من دون أن يجد سلامه الداخلي.

ألم تخافي المجيء إلى لبنان بسبب ما تتناقله وسائل الإعلام العالمية عن كل ما يحدث في المنطقة؟

صراحةَ، لم أخف المجيء أبداً، لا بل تشجعت ، وما شجعني إلى المجيء هو حبي للبنان وحزني عليه في آن.

كيف وجدتِ منطقة إهدن؟
رائعة، فعلاً هي "عدن"، الجنّة على الأرض. وهي تذكرني بإسبانيا، البلد الذي أسكن فيه . فإهدن تشبهها جداً، بهندسة جبالها كما هندسة منازلها أيضاً.

ماذا عن حفل الليلة؟

سيكون الحفل كبيراً جداً، سأغني لحوالى الساعة قبل "كلود بارزوتي" ، وأنا سعيدة جداً بهذا الحفل. لأنني لم أحيي أيّ حفل في لبنان منذالعام 1991 .

ما هي الرسالة التي ستحملينها بصوتك الليلة؟
أن تتحلوا بالشجاعة، وأن تثابروا في الحب ومسامحة كل من أخطأ في حقكم. سأحاول أن أزرع الحب، فالأخير سهلٌ بالكلام وصعبٌ بالفعل.
لذا "فلنصنع الحب قبل أن نودّع بعضنا" (وهو عنوان أغنيتها الشهيرة) .

هل ستغنين "ديو" مع كلود بارزوتي؟
نعم ، سنؤدي أغنيّة كتبها خصيصاً لي ، وأنا سعيدة بذلك جداً. فأنا لم أعتد على غناء الـ"ديو".

فكرة من كانت أغنية الـ"ديو"؟

جاءت بالصدفة صراحةً، فقد عرضها عليّ فريق العمل الخاص بي، وسألتهم: من كتب هذه الأغنيّة؟ فقالوا إنه كلود بارزوتي. فأُذهلت وطلبت الإجتماع به فوراً. وعندما غنّيتها كان سعيداً جداً.

هل تستمعين إلى أغانٍ عربيّة؟

طبعاً وأغنيتي المفضّلة هي "وينن" للسيدة فيروز. وسوف أحاول أن أغنيّ ولو جزءاً بسيطاً منها الليلة. أنا من عشّاق الموسيقى العربيّة، فهي ممتلئة بالأحاسيس والمشاعر، بالنبرات الموسيقيّة والطبقات. لهذا السبب جميع النساء اللبنانيات جميلات.

هل تتمنين لو تغنين "ديو" مع فنان عربي؟

أحلم بالغناء مع السيدة فيروز ، هذا حلمي الكبير.

هل تحضرين ألبوماً جديداً؟

نعم أحضر ألبوماً يختصر أربعين عاماً من الغناء في فرنسا ، كما سيضم أربع أغانٍ من كتابة "كلود بارزوتي".

هل من رسالة أخيرة لكل من أتى لحضور حفل الليلة؟

أولاً أنا سعيدة جداً لرؤيتي جمهوراً عريضاً ، إجتمع من كل حدبٍ وصوب ، وأقدّر لهم جداً مسافة الأربع ساعات من بيروت إلى هنا ، الديكور رائع والمنظمون يتمتعون بإحترافٍ شديد. وأنا سعيدة جداً بالمشاركة.