عمرو واكد ممثل مصري بارز، وصل للعالمية وشارك بأعمال مع أبرز وأشهر الممثلين العالميين، وهو من أكثر المشاهير المثيرين للجدل وذلك بسبب آرائه السياسة الصريحة، والتي كانت سبب طرده من بلده الأم وسببت له مشاكل عديدة على مر السنين، إنما هذا لم يقف بدرب واكد للإستمرار في مسيرته العملية، وصراحته، ويستمر واكد ليومنا هذا في مكافحة النظام وتعبير عن كل ما يدور في عقله، رغم أنه يواجه عقوبات في السجن ودفع غرائم مالية بتهم مختلفة.

طفولة عمرو واكد

ولد الفنان المسرحي والممثل التلفزيوني والسينمائي العالمي عمرو واكد في 12 نيسان 1972 في القاهرة – مصر، وهو الإبن الوحيد لعائلته. كان واكد تلميذ مجتهد وطموح، تخرج من الجامعة الأميركية في القاهرة، وحصل على إجازة في العلوم السياسية، وقرر العمل في البورصة بدوام جزئي.

لم يتميز واكد بذكائه وإجتهاده فقد، إنما أيضاً بموهبته الفطرية، إذ هو لم يدرس المسرح بل إكتشف موهبته بالصدفة، وذلك بعد أن رافق أحد أصدقائه الذي أراد تقديم تجربة أداء، ليقف أمام المسرح ويندهش، وهذا ما دفعه لتقديم تجربة بنفسه، وحصل على دور ثانوي في المسرحية، وهنا بدأت مسيرته العريقة.

عمرو واكد يدافع عن القضية الفلسطينية في مسيرته ليخون بلده بالعمل مع إسرائيليين

إستمر واكد بالعمل بدوام جزئي بالبورصة، إنما أيضاً عمل كممثل جزئي في العديد من المسرحيات من عام 1992 إلى عام 2002، وهنا حصل على أول فرصة له في دور رئيسي بفيلم " أصحاب ولا بيزنس"، والتي جعلته يتفرغ كلياً للتمثيل، وإتقان شخصيته، والتي كانت شاب فلسطيني، وبرع بهذا فكان من الصعب التصديق أنه ليس فلسطيني.

وإستمرت نجاحانه وحصل في 2003 على دور بطولة في فيلم " ذيل السمكة"، وربح عن أدائه جائزة أفضل ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وبعد عامين أنشأ مع أصدقائه شركة إنتاج تحت إسم " زيد للإنتاج الفني"، والتي ترعى الممثلين اليافعين وأفكارهم، وعام 2005 شكل مرحلة إنتقالية في حياة واكد على صعيد الشخصي والمهني، إذ حصل على دوره في الفيلم العالمي "Syriana" إلى جانت الممثل جورج كلوني، والذي أيضاً ربح عن أدائه به على جائزة " التميز العربي في عمل سينمائي دولي" في مهرجان الإسكندرية السينمائي لعام 2006.

وإستمر عمرو في المشاركة في أعمال محلية وعالمية، وشهرته لم تمنعه من إبداء أرائه السياسبة، لا بل جسدها من خلال أعماله، وهذا ما عرضه لإنتقادات لاذعة ومشاكل مع النقابة والقانون، وأولها كانت مشاركته عام 2007 في مسلسل " "The House Of Saddam، وتدور أحداثه حول صعود وسقوط الديكتاتوري صدام حسين. ويتضمن صعوده إلى السلطة، وكذلك تفاصيل الحربين اللتين خاضهما مع جيوشه ضد الولايات المتحدة، وجسد واكد شخصية حسين كامل أي زوج إبنة صدام، وواجه الممثل عقوبات كثيرة من النقابة بسبب بطل المسلسل الذي جسد شخصية صدام، وهو الممثل الإسرائيلي إيغال ناعور، وكاد أن يحظر بسببها من أداء أي عمل أو مشروع فني مستقبلي في مصر.

وإستمر في إستغلال شهرته العالمية لتجسيد شخصيات من العالم العربي بأدواره، وفي عام 2011 شارك في فيلم " Salmon Fishing in the Yemen"، وفي العام نفسه عمل إلى جانب الممثل العالمي مات ديمون في فيلم "contagion"، وإلى جانب سكارليت جوهانسون ومورغان فريمان في فيلم "Lucy" عام 2014، وإلى جانب الممثل الشهير جيرارد بتلر، وإد هاريس في فيلم " Geostorm" الذي صدر عام 2017 وحقق إرادت خيالية. و في عام 2019 شارك في مسلسل "Ramy" للممثل العالمي من أصول مصرية رامي يوسف، ولعب عمرو شخصية والد رامي، وتدور أحداث المسلسل عن عائلة مصرية مسلمة تعيش في أميركا، ويضوي المسلسل عن المصاعب التي يمرون بها كعرب مسلمين، خصوصاً بعد حادثة 9/11، وقال عن الدور: " قابلت رامي يوسف في مهرجان الجونة السينمائي، الجونة الأول والأخير الذي يمكنني حضوره، وتحدثنا عنه باختصار. بعد بضعة أشهر أرسل لي بعض السيناريوهات الجيدة، وقد شاركت فيها. أنا ممتن جدًا لكوني جزءًا من هذا العرض العربي الأمريكي الأصلي. إنه أصلي للغاية. انه صادق جدا. أعتقد أن هذا هو نوع الحقيقة الذي يخرج للتو من الجيل الثاني من العرب في الغرب بشكل عام".

ورغم العقوبات الصارمة التي تعرض لها عام 2007 بسبب عمله مع الممثل الإسرائيلي، إنما هذا لم يمنعه من إعادة هذه التجربة عام 2020 في فيلم "Wonder Woman 1984"، إلى جانب غال غادوت، التي خدمت في جيش الإسرائيلي، وحين أعلن عن مشاركته في العمل إنهالت عليه الإنتقادات، خصوصاً أنه كان يدافع عن القضية الفلسطينية منذ أن بدأ في التمثيل.

حياته الخاصة .. تزوج من ممثلة وملكة جمال

تزوج الممثل من الممثلة الفرنسية لويزانا لوبيلاتو وأنجبا صبي يدعى ياسين، من ثم تزوج من ملكة جمال مصر السابقة سارة شاهين، وإنتقلا ليعيشا في مصر، أما ابنه البالغ من العمر 16 عامًا، فيعيش مع والدته على الحدود الفرنسية مباشرةً، وابنه يهمه أكثر من أي شيء آخر في حياته، وقال في إحدى مقابلاته: " السبب الأول والأهم لمغادرة مصر هو أنني أريد أن أكون قادرًا على رؤية ابني في أي وقت أريده. أنا ممتن جدًا لأن القدر وضعني هنا، قريب جدًا منه".

آراؤه السياسية

لطالما كان عمرو صريح بآرائه السياسية، فشارك في ثورة 25 يناير وكانت هدفها دفع الرئيس محمد مبارك إلى التنحي عن منصبه عام 2011، وثورة 2013 ضد الإخوان، كما إنتقد النظام الحالي والأوضاع المعيشية والحريات، وبسبب آرائه المعارضة للنظام المصري، هذا ما جعله معرضاً إلى سحب الجنسية المصرية منه عام 2019 وذلك بعد أن إتهم بالخيانة العظمى.

عمرو واكد يطرد من بلده ويتهم بالاساءة الى نساء مصر

كشف النقاب عن احتمال عدم تمكن الممثل والناقد الحكومي المصري عمرو واكد من العودة لبلاده بعد أن قضت محكمة عسكرية بسجنه ثماني سنوات.

في سلسلة تغريدات، قال واكد إنه تعرض للتهديد من قبل مسؤولين لم يكشف عن أسمائهم، وقالوا إنه حُكم عليه بالسجن خمس وثلاث سنوات في قضيتين منفصلتين.

وقال الممثل إن المسؤولين أخبروه أنه حُكم عليه بتهمتي نشر أخبار كاذبة وإهانة مؤسسات الدولة، وذلك عام 2019.

وكان قد غادر واكد مصر إلى إسبانيا في تشرين الأول 2017، وفي وقت لاحق من ذلك العام، أخبره محاميه أنه يواجه تهمًا في مصر فلم يعد منذ ذلك الحين الى بلده.

كشف الممثل أن جواز سفره انتهى في تشرين الثاني 2017 ، لكن السفارة المصرية في مدريد رفضت تجديده وحثته على العودة إلى بلاده. قال واكد إن الأحكام الصادرة عن المحكمة العسكرية تعود إلى مايو/أيار، لكنه لم يتلق أي وثائق بشأنها حيث لا يمكن الانتهاء منها إلا بعد عودته إلى البلاد، وقال في إحدى تغريداته: "أنا في الخارج. قالوا لي إنني إذا عدت إلى مصر فسأواجه العواقب، وأن كل شيء جاهز للتصديق بقلم".

على الرغم من أن واكد ينتقد السلطات المصرية منذ فترة طويلة، إلا أنه من غير الواضح ما الذي تتعلق به أحكام أيار على وجه التحديد.

ومع ذلك، يواجه تهماً جديدة، عقب شكوى قدمها المحامي أيمن محفوظ في 23 شباط، تتهم واكد بـ "إهانة القضاء" و "تعكير صفو السلم العام"، وذلك بسبب إحدى تغريدات الممثل التي تؤكد أنه ضد حكم الإعدام وهي: " ضد حكم الإعدام للبريء والمذنب سواء. القتل خطأ كبير على الكل. غرض أي عقاب هو إعادة التأهيل. أين التأهيل في القتل والدم؟ كفاية دم."

وكان قد كتب هذه التغريدة عقب إعدامات أخيرة لـ15 سجينًا سياسيًا في مصر، واتهم المحامي واكد بإهانة القضاء المصري برفضه حكم قضائي وإهانة الإسلام بمعارضته عقوبة الإعدام من حيث المبدأ، كما اتهمه بـ "دعم الإرهابيين" ، في إشارة إلى الرجال الخمسة عشر الذين أُعدموا خلال ثلاثة أسابيع في فبراير / شباط.

وكان قد تم تقديم التقرير الذي يفيد بسجنه ثماني سنوات، بعد أيام من نشر واكد تغريدة تنتقد قرار البرلمان بالموافقة على صفقة جزيرة مثيرة للجدل مع المملكة العربية السعودية والتي تضمنت تسليم جزيرتين على البحر الأحمر، تيران وصنافير، كانتا تحت السيطرة المصرية في السابق للسعوديين، وقال واكد إنه يشتبه في أن تقرير صبري أثار الموقف الحالي لأنه من بين التقارير المرفوعة ضده داخل مصر، كانت قضية صبري هي القضية الوحيدة التي أحيلت إلى محكمة عسكرية.

على صعيد آخر إعترف واكد بأنه يواجه مضايقات وتهديدات مستمرة منذ 2013 بسبب آرائه السياسية، وقال إن رد الفعل العنيف كلفه أيضًا العمل في مصر، وذلك في مسلسل "أهل الإسكندرية" الذي قام ببطولته، والذي تروي فساد مؤسسات الدولة في السنوات التي سبقت الانتفاضة الشعبية في يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والتي تم منعها من البث هناك منذ ذلك الحين، وقال واكد: "إنهم يواصلون قول الأكاذيب عني، ويتهمونني بالعمل لحساب حماس أو كوني عميلاً لإسرائيل"، وقال إنه توقع أن يدفع ثمن حديثه وسيواصل ذلك لكنه لم يتوقع أن يصل الأمر إلى محاكمة عسكرية.

وينفي واكد التهم الموجهة إليه، وقال إنه بصفته شخصًا خدم في الجيش المصري، فإنه مستاء من تورط الجيش الآن في السياسة، وأضاف: "أنا مصري وخدمت في الجيش .. كنت على استعداد للموت من أجل بلدي. كان ذلك من حقي تجاهه، ولكن ليس من حق الجيش أن يعاقبني على التعبير عن رأيي".

وأكد واكد أنه لم يكن يحاول تصوير نفسه على أنه ضحية، وأن الضحايا الحقيقيين هم الشعب المصري، وقال: "ما أعانيه ليس شيئاً وليس له أهمية مقارنة بآلاف من المصريين الذين انتهكت حقوقهم، والذين تم اعتقالهم بشكل غير قانوني وتعرضوا لأشياء مروعة لمجرد التعبير عن آرائهم"، وأضاف: "هذا مخيف، لكن ربما سيكون شرارة للناس ليدركوا الخطر الذي نواجهه".

كما واجه أيضاً تهماً أخرى، إذ حكمت المحكمة المصرية على عمرو بالسجن ستة أشهر بسبب تهربه من الضرائب الحكومية. وأصدرت المحكمة بيانها وكفالة قدرها 10 آلاف جنيه أي ما يعادل 650 دولارًا أمريكيًا تقريبًا، وبدوره رد قائلا: " الدولة تتهمني بالتهرب من دفع ضرائبي والعمل سرًا مع وكيل تحصيل الضريبة في أمريكا. وعند تقديم المستندات تثبت ان شهادات الخصم من المنبع التي تقدمنا بها لمصلحة الضرايب هي من شركة وكالة استقطاع ضريبي امريكية وليست من شركة انتاج لم تعتد بها واعتبرت القيمة لاعمال تهربت من دفع ضرائبها".

وأضاف: " الشركة التي يتهمونني بالعمل سرًا معها والتهرب الضريبي بسببها هي شركة تحصيل ضرائب خاصة بصناع السينما في أمريكا. انا اصلا اللي مقدم الشهادات يا عرر. اي بحث بربع جنيه هيوضح. وده ويبسايت الشركة يا مفضوحين يا مزورين".

ومن التغريدات الأخرى المثيرة للجدل، كانت أحدثها تغريدة موجه لنساء مصر، والتي أحدثت ضجة، فنشر الممثل المصري استبيانًا خلال لمتابعيه للرد عليه، وسألهم "من الأفضل؟ امرأة داعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي متاحة مقابل 100 رجل أو واحدة ضده، تساوي 100 رجل". ومن الافت أن الممثل ندم لاحقاً على هذه التغريدة، وقرر الإعتذار من خلال تغريدة أخرى وكتب: " انا كتبت تويتة غلط ومسحتها وبعتذر لو ساء تعبيري واذا كنت جرحت اي مرأة سواء سيساوية او لا. الموضوع مالوش دعوة بالرأي. هو عيب صدر مني ومش كبير على اني اعتذر. وزي ما انا احتقر اسلوب التضليل المتعمد يبقى مش لازم اضلل وارمي ناس ظلم. دعم النظام شيء دنيء وايضا ما رميت به غيري غير اخلاقي".

وأضاف: " انا مش بقول كده ارضاء لحد او عشان الهجوم من ذباب النظام لأن ذباب النظام دول ما يفرقوش ب٣ نكلة. دول اصلا منافقين وبيدافعوا عن نظام فاسد ياما رمى النساء بالباطل. وبيتناسو عمدا ان ده نظام مارس ودافع عن كشوف عذرية لنساء مصر. انا بقول كده عشان لما فكرت حسيت اني بقيت زيهم فدخلت استحميت بسرعة لحسن نجاستهم تمسك فيا وكتبت الكلمتين دول. حقك عليا يا مرأة يا مصرية وملعون كل داعم منافق للنظام".

إنما هذا لم يمنع الناس من إستكمال حملتهم ضده ومهاجمته، وأبرزهم الإعلامي عمرو أديب، والذي خصص جزء كبير من برنامجه لقذف العبارات الجارحة ضده، وتبقى جرائمه الوحيدة والأكيد منها هي صراحته، شفافيته ورأيه السياسي.