كصاروخ نووي تصدرت اهتمام متابعي الدراما العربية، وبسرعة البرق دخلت خط المنافسة من الباب العريض، مخترقة صف النجمات اللامعات في عالمنا العربي.


رزان جمّال اسم على مسمى، نجمة في غاية الخلق والجمال، وموهبة فذة. بملامح طبيعية، وقدرات تمثيلية مدروسة ومنمقة، ظهرت جمّال بدور البطولة في مسلسل "الثمن"، إلى جانب النجم السوري باسل خياط، والذي يعرض عبر منصة شاهد vip.

جاءت جمّال في زمن أحوج ما تكون فيه الدراما العربية إلى هذه العذوبة الخالية من تكلف الأداء، وحقن الفيلر والبوتوكس التي تستخدمها الكثير من النجمات.
جمّال متحكمة بملاح وجهها وبتعابيرها، تمثل بنظراتها، وجبهتها، وحركة فمهما في كل كلمة تتفوه بها. لذلك تشعر في حضورها بحالة من الانصهار التام بينها وبين الشخصية، يعني تنطبق عليها مقولة "تمثل من دون تمثيل".
الوصول إلى هذه الحالة من الاحتراف في الأداء ليس وليد اللحظة، بل يحتاج إلى دراسة معمقة، وخبرة متراكمة كونتها جمّال من خلال مشاركتها في العديد من الأعمال في نيويورك، أبرزها اختيارها في دور لايتا هول، في مسلسل Sandman، وفي مصر بمسلسل "إمبراطورية مين" ومسلسل "ما وراء الطبيعة"، وبعدها فيلم "كيرة والجن" حيث جسدت شخصية "إميلي"، تحت إدارة المخرج مروان حامد، لتتوج باكورة هذه الأعمال بمسلسل "الثمن".


هنا بيت القصيد، والقصيد في الحالة الجماهيرية التي انجذبت بالكامل إلى حضور رزان جمّال في دور "سارة"، المرأة التي تكافح لمعالجة ابنها الصغير المصاب بالسرطان. أداء دور امرأة وحيدة تخلى عنها الجميع، هو واقع عايشته جمّال، وبتجربة مريرة مع والدتها، التي أصيبت بالسرطان ورحلت حقيقة. الدور ليس سهلاً على الاطلاق، احتاج إلى استجماع ألمها الحقيقي، لتجسده بكثير من الاحتراف، في دور "سارة"، الأم التي تخسر زوجها، وتفعل المستحيل لعدم خسارتها صغيرها.
في الختام، دور موفق، وخيار أمثل، وممثلة نجمة على الرحب والسعة في قلوب ملايين المشاهدين في العالم العربي، إنه زمن المرهفة والراقية رزان جمّال.