أصبحت بيوت الضيافة خياراً سياحياً مهماً في لبنان، فهي تستقطب الزوار، وتقدم لهم خيارات واسعة ومتعددة في مختلف المناطق اللبنانية، وتساهم في إحياء نسيج ثقافي وإجتماعي بين السياح وأصحاب البيوت. وقد رُمّمت هذه البيوت، أو إستحدثت، مع المحافظة على البناء التراثي العريق، وتقدم لضيوفها الخدمة المميزة. هذه البيوت محاطة بحدائق وأشجار وأزهار لتضفي عليها جمالاً وسحراً. ويحرص أصحاب بيوت الضيافة على إستقبال ضيوفهم بحرارة، والتواصل معهم، والإستماع إلى رواياتهم وإهتماماتهم، ويدعونهم إلى تذوق الأطباق اللبنانية والمنتوجات الزراعية، ما يخلق روابط إجتماعية وصداقات في ما بينهم.
نستعرض لكم بعض بيوت الضيافة في البترون ودوما ومعاصر بيت الدين والمتين وصور.


بيت البترون

يقع "بيت البترون" على تلة، وهو محاط بأشجار السنديان، ويطل على البحر. نوافذ البيت كبيرة وأبوابه ملونة، تسمح للزائر بأن ينعم بالسلام، والتحرر من ضجيج المدن. يبعد 40 دقيقة عن بيروت، وهو يستقبل السياح من كل أنحاء العالم. بعد زيارة بيوت الضيافة في إنكلترا، قررت كوليت كحيل أن تبني بيتاً للضيافة في لبنان. فاختارت عقاراً قرب جبيل، وحرصت على أن تكون هندسته مستوحاة من البناء التقليدي اللبناني، وزينته بالأشياء العتيقة التي جمعتها. وعندما إفتُتح البيت، تم حجز كل الغرف لفصل الصيف. تقول كوليت إن الطعام يُحضّر في المنزل، وهي حريصة على إعداد الأطباق اللبنانية لكي يتذوقها الزوار. في الصباح، يتضمن طعام الإفطار الأجبان والمناقيش والعصير والزيتون والخضار الطازجة المزروعة في الحديقة. ويقول الزوار إنهم لا يسمعون خلال إقامتهم في هذا البيت، سوى زقزقة العصافير وحفيف الأشجار، وهم يشيدون بحسن الضيافة والإستقبال. وعن تجربتها مع الزوار، تقول كوليت إنها تستمتع بلقاء أشخاص من أنحاء العالم، والإستماع إلى رواياتهم.


بيت دوما

يقع "بيت دوما" في أعالي البترون، على إرتفاع 1000م، وهو يطل على الجبل وكروم الزيتون، وصُمّم ليكون منزلاً متواضعاً وليس فندقاً، فيمكن للزائر أن يشعر أنه في داره. وتكمن أهمية "بيت دوما" في فكر مصمّمه المبدع كمال مزوق، الذي صمم أيضاً "سوق الطيب". يتضمن الفطور المناقيش على أنواعها، التي تخبز في فرن تقليدي، على غرار أفران الحجر القديمة، وتزيّن المائدة أطباق اللبنة البلدية والزيتون والعسل والبيض المقلي بالفخار، كلّها تُجلب من إنتاج المزارع القريبة من البيت.
أما عن ديكورات "بيت دوما"، فقد أحضر كمال مزوق من كل بلد زاره، قطعاً نادرة زيّن بها المكان، وشاركه في هذا التزيين مصمم الأزياء اللبناني ربيع كيروز. على جدران البيت، هناك بعض اللوحات التي تحاكي الطبيعة وأوراق الشجر والنباتات الجبلية والطيور. أما الغرف، فقد زُينت سقوفها بسلال، تنبعث منها إضاءة خافتة. وهناك بعض الأشياء التي انحرفت عن دورها الأصلي، وتحولت إلى مهمات أخرى، إذ استلهم صاحب المنزل أفكاره من مشغل "بقجة" البيروتي، الذي يُعنى بتصنيع قطع الأثاث من مجموعة أشياء متروكة، كتحويل أكياس الخيش إلى علب للمشروبات الغازية.

بيوتي

إذا كنتم تبحثون عن مكان هادئ لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، عليكم التوجه إلى الشوف، وبالتحديد إلى معاصر بيت الدين، حيث بيت الضيافة "بيوتي"، فتجدون قطعة من الجنة على الأرض. يبلغ يتألف "بيوتي" من 10 بيوت، وهي متباعدة عن بعضها البعض، لإحترام حميمية الضيوف. يتسّع بعضها لأربعة أشخاص، وبعضها الآخر لشخصين. وجميع البيوت مطلّة على مناظر طبيعية خلابة، ومحاطة بالورود والأشجار ودروب المشي. وهي مجهزة بالأثاث القديم والحديث معاً، وبأسرّة وحمامات مصممة بأسلوب راقٍ. لا تغيب التكنولوجيا الحديثة عن البيوت، فقد حرص أصحاب المشروع على تأمين الإنترنت، والمكيفات الهوائية، وكل المستلزمات لتمضية عطلة الأسبوع برفاهية.
أسماء هذه البيوت تشرح للزائر عن هوية البيت الذي إختاره، إذا إختار الزائر "بيت الورد"، فهو على موعد مع صباح الورد، لأن رائحة الزهور البرّية والجوريّة المزروعة على جانبيه منعشة. أما بيت "المندلون"، فهو يتميز بهندسة ترتفع على شرفاتها القناطر القديمة. بيت "أليسار" إختاره صاحب المشروع رفيق بازرجي تيمناً بمصممة الرقص إليسار كركلا، التي سكنت في البيت لأسبوعين متتاليين، فقرر أن يقرنه باسمها. بيت "الياسمين"، لأن رائحة الياسمين تفوح بالقرب منه، بيت "العريشة" لأن مدخله تظلله الدوالي وعناقيد العنب. أما بيت "التنور"، فيوجد بقربه فرن تنور، حيث يمكن تناول الخبز الطازج على وجبة الفطور، بيت "النهر" لأنه بني على ضفاف النهر. وبيت "الغار" لأن أشجار الغار تحيط به. وبيت "الجسر" لأنه يقع إلى جانب جسر بيت الدين، الذي بني في حقبة الأمير بشير الثاني الكبير.

بيت جدي

بني "بيت جدي" في المتين، أعالي المتن الشمالي منذ أكثر من 200 عاماً، وهو يعود لصاحبه سليمان صروف. قرّرت حفيدة ابنه موريال، أن تحوله إلى بيت ضيافة، يستقبل العائلات التي ترغب بقضاء أيام بعيداً عن المدينة. ويتألف من طابقين: السّفلي، وهو مخصص لتناول الطعام والجلوس ونشاطات خاصة بالأطفال. وفي الطابق الثاني، غرفتا نوم، تتسعان لخمسة أشخاص، إضافة إلى شرفة كبيرة تطل على الوادي. يطالعك بهو واسع عند مدخله المحاط بحديقة صغيرة من الناحية الشرقية، وجلسة تحت "العريشة" من الناحية الغربية. وعلى درج خشبي حديث، تصل منه إلى طابق المنامة، المطل على مناظر طبيعية رائعة.

دار الياسمين

كانت "دار الياسمين" في صور منزلاً خاصاً لمدة 44 عاماً. بعدها قررت العائلة تحويله إلى مكان عام، وجهزوا 9 غرف. وحين لاقى المشروع رواجاً، قرر المالكون تحويل إسطبلات الخيل إلى غرف نوم. "دار الياسمين" مجهزة بالكامل، وتضم حوض سباحة، مطعماً، بار، ملعب تنس، نشاطات للأطفال والكبار، وغرفاً على كافة أنواعها، وكوخاً يناسب شخصين لعطلة رومانسية. ويمكن ممارسة رياضة ركوب الخيل، وتقديم الطعام للغزلان، ومشاهدة البط والبجع والطيور.