كريستيان الزغبي ممثل ومقدم برامج لبناني، يتميز بعفويته وأسلوبه الكوميدي المرح، شارك في برنامج "بسمات وطن" وبرنامج "دمى قراطية"، وحقق شهرة كبيرة في برنامج Ovrira، وبعدها في برامج "شي ومنو"، "إربت تنحل"، "كتير سلبي شو"، وشارك بعدة مسلسلات وأفلام منها "بروفا"، "العودة"، "حبة كراميل"، و"ولعانة" وغيرها، وشارك أيضاً في العديد من المسرحيات.
كان لموقع الفن لقاء مع كريستيان الزغبي، تحدثنا فيه عن محطات في مسيرته، وعن مواضيع عديدة أبرزها عن الكوميديا وعن الـ Stand Up Comedy وغيرها.


كيف بدأت رحلتك في مجال التمثيل الكوميدي ومن إكتشف بك هذه الموهبة؟

بدأ مشواري في مسرحيات الضيعة، كنت أقوم بكتابة مسرحيات في القرية تأتي الناس لمشاهدتنا، ويضحكون، شعرت أن لدي الموهبة، فذهبت الى مسرح الأطفال عند الكاتب والمخرج المسرحي كلوفيس عطالله، وهناك بدأت أقدم أدواراً كوميدية في مسرح الأطفال، أما بالنسبة لإكتشاف موهبتي، فلم يكتشفني أحد، فهذه الموهبة كانت لدي منذ الصغر وقمت بتنميتها، وبعد ذلك أصبحت أقصد الأشخاص الذين يقومون بتجارب الأداء لكي يعطوني الفرص.

هل تستلهم شخصياتك الكوميدية من خلال تجارب من حياتك الشخصية أم هي من وحي الخيال؟

بالنسبة للشخصيات التي أستلهمها، تحدث أمامي مواقف أستلهم منها كراكتيراً معيناً، مثلاً كراكتير المعلم لبيب هو شخص موجود في الحياة و أنا أقلده، هناك كراكتيرات ثانية كالكراكتير الذي استوحيته من طفل، فنعم أستوحي الكراكتيرات من ناس حقيقية وأقوم بإضافة "البهارات والملح" عليها أي ببعض الإضافات، ويخرج الكراكتير .

هل تفضل الإرتجال بالنص المسرحي؟

أنا شخص مشاغب عندما يكون لدي مسرحية، لا ألتزم بالنص فأخرج كثيراً عنه، أحب الارتجال كثيراً إذ يعطي الكراكتير الذي ألعبه على المسرح نكهة خاصة بي، لكن بطبيعة الحال الإرتجال له قوانين و يجب أن يكون مدروساً لكي يحصل بشكل صحيح، ولكي لا أسبب أذى للزملاء معي على المسرح، فالممثل يكون مرتبطاً بغيره من الممثلين لذا يجب أن يكون الارتجال مدروساً، لكنه في الوقت نفسه أمراً أساسياً .

بناء على ماذا تقيّم الكوميديا، بناءً على الموهبة والفطرة أم بناءً على سكريبت مكتوب بشكل جيد؟

الكوميديا بالتحديد تأتي بالموهبة والفطرة، ليس السكريبت الذي يجعلك كوميدياً أو لا، يمكن أن يكون السكريبت فاشلاً ويجعله الممثل جميلاً جداً بالموهبة، ويمكن أن يكون ناجحاً جداً ويفشل بسبب عدم إمتلاك الممثل الموهبة، ليس للسكريبت أهمية، وهناك الكثير من المشاهد نراها على التلفزيون، يكون السكريبت جميلاً جداً لكن الذين يقدمونه فاشلين بالكوميديا، فنرى النتيجة فاشلة .

لمن يرغب بالدخول في مجال الكوميديا يجب أن يكون كوميدياً في حياته الشخصية، أو لا علاقة للكوميديا بالحياة الشخصية؟

لمن يرغب بالدخول في مجال الكوميديا، يجب أن يكون موهوباً، "الهضامة" أي خفة الدم في الحياة الشخصية شيء وفي التمثيل شيء آخر، يستطيع الشخص أن يقوم بتأليف النكات في حياته الشخصية، ولكن إذا أراد أن يتكلم كلمتين أمام الكاميرا أو على المسرح يخاف ويشعر بالإرباك ولا يعرف كيف يقولهما، لذا يجب أن يكون لديه الموهبة أيضاً، فـ"الهضامة" أي خفة الدم لا تكفي .

هل صحيح أن الكوميديين لديهم جانب حزين في حياتهم؟

كل إنسان على وجه الأرض لديه جانب حزين في حياته، مهما كان مرتاحاً مادياً، معنوياً، ومن كل الجوانب، هناك ناس يستفيدون من هذا الحزن بطريقة ما، إما بالكتابة أو من خلال عمل ما، وهناك ناس يحولونه الى كوميديا، فكل انسان لدي جانب حزين يستغله بطريقة ما، فليس كل الناس مثل بعضهم، بالنسبة لنا نحن الكوميديون فإننا نستغل الجانب الحزين لدينا، ونحوله الى كوميديا لكي نتخلص من الحزن والأمور البشعة التي نفكر بها.

أين البرامج الكوميدية التلفزيونية الآن وما سبب تراجعها؟

نعم هناك تراجع كبير بالبرامج الكوميدية والسبب هو الميزانية في التلفزيونات التي قلّت كثيراً، فلقد توقفوا عن انتاج البرامج المكلفة، فالبرامج الكوميدية فيها أكثر من ممثل، وإن كنت تريد إنتاج برنامج ناجح يجب عليك أن تجلب ممثلين أقوياء بالكوميديا، والممثلون الأقوياء مكلفون، وما قامت به التلفزيونات هو تخفيف الميزانية لكي تمر هذه الفترة الصعبة مادياً على كل القطاعات، وأنا برأيي فإن التركيز الآن هو على الأمور السياسية والقصص التي تجعل الناس تنتفض وتفور، لغايات وأجندات سياسية معينة، إذ يريدون أن تبقى الناس غاضبة دائماً .

هل عرض عليك قبل ذلك دوراً تراجيدياً؟

للصراحة نعم عرض علي أكثر من دور لكني لم أقبلها، ليس لأنها دراما فأنا أمثل كل أنواع التمثيل، لكن الأدوار التي كانت تقدم لي منها لم أحبها ومنها أدوار صغيرة، فكنت أعتذر عن ذلك .

هناك الكثير من ممثلي الستاند أب كوميدي في لبنان يلجؤون في عروضهم إلى النكات السياسية والدينية، هل تحب شملها في عروضك بطريقة عفوية ومحايدة أم تفضل أن تبتعد عنها؟

لدي pub في برمانا، أقدم فيه ستاند أب كوميدي كل سبت، هناك ممثلون جدد بدؤوا معي، وأساعدهم بذلك، وأول شرط لدي هو منع السياسة والدين، غيري يحب استعمال النكات الدينية والسياسية، أرى أن هذا الشيء ينجح خارج لبنان، لأنه في لبنان ما زالت الناس متمسكة بدينها ومتمسكة الى أبعد حد بإنتمائها السياسي، ولا يوجد أحد لا ينتمي ألى حزب معين، فتحاربك الناس في حال ذكرت فلاناً أو فلاناً وأنا لا أريد أن تكرهني الناس، لذلك أقدم كوميديا إجتماعية نظيفة تضحك الجمهور، أتكلم فيها عن نفسي وعن أمور في الحياة من دون التجريح بأي شخص.

هل تجد أن هناك ابتذال في الكوميديا التي تقدم من خلال بعض ممثلي الستاند أب كوميدي؟

يوجد ممثلون موهوبون وآخرون لا جدوة منهم، من ناحية لأنهم يسرقون أغلب محتواهم من الإنترنت ويقومون بإعادة صياغته، ويتكلمون عن أمور إباحية على المسرح، نعم هناك إبتذال لكن ليس عند الجميع، 80 % منهم أخذوا الكوميديا بشكل خاطئ من الخارج وأخذوا السيئ منها، فلماذا هذا التجريح؟!