إنطلق في مسرح مونو، عرض مسرحية "بيكنيك عخطوط التماس"، وهي المسرحية الثانية من سلسلة "4 لريمون"، لتكريم الكاتب والمخرج المسرحي الراحل ريمون جبارة، الذي ساهم في وضع أسس المسرح اللبناني الحديث، ونقله خارج حدود البلد. ريمون جبارة فنان من النهضة الثقافية والفكرية والفنية، تتراوح مسرحياته بين السخرية والفكاهة السوداء والنقد والإستهزاء.
مسرحية "بيكنيك عخطوط التماس" بعرضها الجديد، من إخراج جوليا قصار، ويستمر عرضها لغاية 17 آذار، ويشارك فيها الممثلون جوزف آصاف، مايا يمين، جوليان شعيا، جلال الشعار، لين بواب وجورج عون. مسرحية "بيكنيك على خطوط التماس" كشفت تميز وقدرة ريمون جبارة على نقل الواقع المرير، بطريقة ساخرة ولاذعة، إلى حد أصبح الوجع مضحكاً، والعمل يدعو إلى مراجعة ذاتية، وإعادة النظر بشعارات المجد والبطولة.

المسرحية تعيد أجواء​​​​​​​الحرب

على مدخل الصالة، وقفت شابة تحمل رشاشاً بين يديها لإستقبال الحضور، وعلى الجهة اليمنى أكياس الرمل، فإسترجع الناس مشاهد كانت جزءاً من يومياتهم خلال الحرب اللبنانية، مع أصوات الرصاص والقصف​​​​​​​، وإستذكر الكثير منهم عرض المسرحية بنسختها الأساسية لـ ريمون الجبارة. تدور قصة المسرحية حول رئيس بلدية سابق قاتل مع الجيش الفرنسي، ويتباهى ببطولاته الوهمية، قرر القيام بنزهة مع زوجته إلى خطوط التماس في أسواق بيروت، ليزورا إبنهما المقاتل، غير مهتمين بالخطر الذي قد يتعرضان له، وبعد وصولهما، يتسلل شاب مقاتل من الجهة المعادية، ويقع أسيراً لدى الشاب ووالده. لكن العدائية بينهما وبين الشاب، زالت بعد أن أدركوا أنه مثل إبنهما يرفض الحرب. جسّد دور الوالد الممثل جوزف آصاف، الذي يعتز بماضيه المشرّف في القتال، على حد قوله في المسرحية، لكنه يهرب كلما سمع صوت رصاص.
الممثلة مايا يمين جسدت دور الزوجة، التي تدافع عن إبنها، وتتلقى ملاحظات وإنتقادات من زوجها معظم الوقت. الممثل جوليان شعيا جسد دور إبن الزوجين المقاتل، الذي يتولى حراسة بيت الزعيم وبيت حبيبته، أما الممثل جلال الشعار، فجسد دور المقاتل الذي يأتي من الجهة المعادية.

​​​​​​​
​​​

رسائل المسرحية
​​​​

مسرحية "بيكنيك عخطوط التماس"، إستوحاها ريمون جبارة من الكاتب الإسباني فرناندو أرابال، وأعاد كتابتها وأخرجها عام 1999، وهي تدين الحروب، وكل أشكال العنف وقتل الأبرياء، بأسلو​​​​​​​ب ساخر تميز به جبارة. إستعاد الحاضرون مشاهد الحرب بتفاصيلها، من صوت الرصاص إلى أصوات القصف، وصفارات سيارات الإسعاف ومتاريس الرمل، لكن الحوارات اللاذعة والطريفة، أضحكت الجمهور إلى حد علت أصواتهم في القاعة مراراً وتكراراً، ولم يهدأ التصفيق حتى بعد نهاية عرض المسرحية.​​​​​​​

تميز فريق العمل

مخرجة المسرحية الممثلة جوليا قصار، ​​​​أخرجت العمل بدقة وإتقان، وحافظت على روح ونهج ريمون جبارة، وأبدعت في عملها، أما ​​​​​​​الممثل ​​​​​​​​​​​​​​جوزف آصاف، فقد أبرز قدراته الفنية مجدداً في هذه المسرحية، خصوصاً لناحية أداء الصوت​​​​​​​ وحركة​​​​​​​​​​​​​​ الجسد، وأضحك الحضور مطولاً بردود فعله العفوية. الممثلة مايا​​​​​​​ يمين أتقنت تجسيد دور الأم والزوجة بعفويتها وتفاعلها، وقدرتها على الإنتقال في تعبير إلى آخر بسرعة فائقة. الممثل جوليان ​​​​​​​شعيا​​​​​، أ​​​​​​​ثبت​​​​​​​ قدرا​​​​​​​ته ​​​​​​​ا​​​​​​​لتمثيلية بدور المقاتل، الذي جسده على أكمل وجه، أما الممثل جلال الشعار، فأبرز إحترافه في التمثيل، وأعطى الدور حقه.

الصور بعدسة جو خوري.

​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​