سلمى شلبي ممثلة محترفة متخصصة في علم النفس الإجتماعي والمسرح، تتقن إختيار أدوارها وتجسيدها. شاركت في عدة أعمال درامية عديدة، نذكر منها مسلسلات "من ... إلى" و"ذهب غالي" و"الغريب"، كما تشاركت بطولة مسرحية "ورد وياسمين" مع الممثلة يارا زخور.
أما ميران ملاعب، فهو ممثل وراقص معاصر، تخرج من كلية الفنون في الجامعة اللبنانية قسم المسرح منذ ثلاث سنوات، وشارك في مسرحيات عديدة، من بينها "رحيل" مع الممثل والمخرج غبريال يمين، ومسرحية "المسخ" للمخرجة رهف جمّال.
سلمى شلبي وميران ملاعب، شاركا في تكريم الكاتب والمخرج ريمون جبارة، من خلال مسرحية "زردشت صار كلباً"، التي أعيد عرضها في مسرح مونو، والتي تولى إخراجها أنطوان الأشقر، وقد كان لنا هذان اللقاءان معهما.

سلمى شلبي

كيف تقيّمين مشاركتكِ في مسرحية ريمون جبارة؟

عندما عُرضت عليّ المشاركة في المسرحية، لم أتردد، لأنني لم أحظَ بفرصة اللقاء بالمخرج ريمون جبارة، وفي الجامعة تعرفت عليه من أساتذتي، فكانت لي فرصة إختباره على المسرح، لاسيما أن النص كتب في سبعينيات القرن الماضي، وما زال يحاكي الزمن الحاضر، ويشبه المجتمع الحالي، أما رمزيته فهي صـادمة، ولهذا السبب كنت سعيدة بالمشاركة في مهرجان تكريمي قام به المخرج والممثل غبريال يمين، وتبناه مسرح مونو بإدارة جوزيان بولس، وفخر كبير لي كإنسانة وممثلة، أن أشارك بعمل من كتابة ريمون جبارة.

كيف تفاعلتِ مع أدواركِ المختلفة في المسرحية؟

خلال التحضير، كان المهم أن نبقى أوفياء لفكر ريمون جبارة وروحيته، وأن نبقى في الإطار الذي حدده، وكان من أصعب الأشياء التي يمكن أن أنفذها، لأن الدور الكاريكاتوري في اللوحة الثانية للمرأة العرجاء، التي تنتظر الطبيب وتشيد به وبكفاءته، قرر ريمون جبارة المبالغة به، كي يظهر صعوبة الموقف، بينما في اللوحة الثالثة، جسدت دورين، الأول كنت ضمن فرقة هزلية، والثاني زوجة الشخص الذي وافق على أن يكون كلباً، فكانت المقاربة صعبة بين الأدوار، وتطلب الأمر طاقة مختلفة لكل دور.

أي شخصية لامستكِ؟

الشخصية التي لامستني هي زوجة المثقف الحائز شهادة دكتوراه، والذي وافق على أن يكون كلباً، وذلك لأنها شخصية مترددة بين خيارين، إما أن يموت أولادها من الجوع، أو أن يصبح زوجها كلباً، ما هو أمر غير منطقي، وهناك بعد بين الحب والكراهية، وكان صعباً أن تختار بين الحب والمنطق، لكنها إختارت العقل، لأن متطلبات الأولاد المادية كبيرة. وهناك جملة لامستني كثيراً، وهي عندما قالت لزوجها: "لو كنت أعلم أنك بحاجة إلى كل الشكليات كي تصبح كلباً، ما كنت شجعتك"، وكأن الثنائي دخل إلى مرحلة قبول فكرة الكلب، ويؤمنان بها، لأن الظروف حكمت عليهما، كما أن الزوجة تقدم تنازلات لصالح صاحب المعمل، الذي دعاها إلى العشاء.

كيف تصفين تعاملكِ مع المخرج أنطوان الأشقر؟

المخرج أنطوان الأشقر هو أستاذ في الجامعة، وأشعر بالفرح والفخر، لأن الأساتذة أصبحوا زملاء، لاسيما الأستاذ جوزيف ساسين. كان التحضير منهكاً، والتمارين مكثفة، وبما أن أنطوان الأشقر شارك مع ريمون جبارة في نفس المسرحية، وبنفس الدور، فهذا إضافة لي كممثلة.

ماذا عن أعمالكِ الجديدة؟

سأشارك قريباً في مسرحية جديدة، وهي مسرحية هادفة، كما أشارك في فيلمين سينمائيين خلال هذا العام من إخراج كارولين لبكي وجاد العنداري.

ميران ملاعب

هل كنت مطلعاً على نهج ريمون جبارة قبل أن تُعرض عليك المشاركة في المسرحية؟

سمعت الكثير عن المخرج والكاتب ريمون جبارة، ولكني لم أكن مطلعاً على أعماله، وتعرفت عليه من أساتذتي في الجامعة جوليا قصار وغبريال يمين وأنطوان الأشقر، الذين شرحوا لنا قيمة فكر ريمون جبارة، كونهم تلاميذه، ورافقوه، وشاركوا بالتمثيل في مسرحياته.

ما الذي لفتك في مسرحية "زردشت صار كلباً"؟

عندما إطلعت على فكر ونهج ريمون جبارة، إكتشفت أنه إنسان عظيم ورؤيوي، وفي لبنان لم يقدّر الجميع قيمته، وأنا سعيد بأن يعاد عرض مسرحياته، بعد تسع سنوات على وفاته، وأدعو الجميع لمشاهدة أعماله والتعرف عليه، لاسيما أن الوضع في لبنان ما زال كما هو، لا بل أسوأ.

كيف تصف كمشاهد مسرحية "زردشت صار كلباً"؟

مسرحية "زرادشت صار كلباً" أثرت بي كممثل وإنسان، وبعد قراءة النص وجدته ثقيلاً، وطريقة الأداء موجعة، هو نص صعب، وحين نشاهده، نرى الطبقة الأولى منه، لكنه في الحقيقة يتضمن أكثر من طبقة في داخله، من حيث المعنى وطريقة الطرح. المشاهد الذي يحضر المسرحية، سيعيد النظر بأمور كثيرة، وبطريقة تفكيره، خصوصاً بعد مشهد الإنسان المثقف، الذي يوافق على أن يصبح كلباً كي يعيل عائلته. ما كتبه ريمون جبارة منذ حوالى الـ 50 عاماً عن الذل، ما زلنا نعيشه يومياً، وبالطبع المسرحية لامست الناس.

هل شاركت بأعمال خارج إطار المسرح؟

شاركت في عدة أفلام قصيرة، وفي الفيلم الطويل Zaman Dark للمخرج الفرنسي كريستوف كاراباش، سيعرض هذا الشهر في فرنسا.