حققت نجاحات كثيرة في العديد من المجالات، بين الغناء والتمثيل والرقص والجمال، ودائماً ما تخطف الأنظار بإطلالاتها الرائعة، وتثبت وجودها في الأعمال التي تشارك فيها، من خلال إحترافها الكبير في عملها.
إنها الفنانة اللبنانية ميرفا قاضي، التي تشارك في المسرحية الغنائية الأكثر شهرة في المسرح العالمي "Broadway" "شيكاغو بالعربي"، التي ترجمت إلى أكثر من 40 لغة حول العالم، وعرضت مؤخراً في لبنان، وأبطالها إلى جانب ميرفا قاضي بدور "سلمى فهمي"، الفنانة سينتيا كرم بدور "نانسي نار"، والممثلون روي الخوري بدور "وائل حرّ"، فؤاد يمّين بدور "أمين نار"، ويمنى بو هدير بدور "ماما دنيا"، بالإشتراك مع المغني ماتيو خضر، وفرقة رقص وأوركسترا.
موقع "الفن" أجرى مقابلة مع الفنانة ميرفا قاضي، كشفت لنا خلالها كواليس مسرحية "شيكاغو بالعربي"، ومشاريعها المقبلة.


كيف تصفين عملكِ في مسرحية "شيكاغو بالعربي"، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققته؟

كنا محظوظين لإختيارنا لأداء الأدوار، في هذه المسرحية الغنائية الجميلة باللغة العربية لأول مرة في التاريخ، وهذا فخر لنا كلبنانيين، وما زالت المسرحية تعرض في جميع أنحاء العالم وبلغات عديدة. عملنا في الكواليس بقلب واحد، فنحن أصدقاء، ونحب بعضنا البعض، ونخاف على مصلحتنا، ولا يوجد أي شعور غيرة بيننا. كان هدفنا الوحيد إنجاح هذا العمل، فإذا أخطأ أحد منا، نساعده على تصحيح هذا الخطأ، وكان الجو العام خلال التحضيرات جميلاً، ما ساعد على نجاح هذه المسرحية.
كان الموضوع صعباً قليلاً في البداية، فأنا شاهدت المسرحية في فرنسا سابقاً، وعندما قرأنا النص باللغة العربية، أصابتنا صدمة إيجابية، فقد برع روي الخوري وفؤاد يمين في كتابتها باللغة العربية بشكل مميز وبطريقة ذكية، فقد إستطعنا أن نوصل كل الرسائل الموجودة في هذه المسرحية. يمكننا القول إننا "لبنناها"، فالمسرحية أصبحت تحتوي على الكثير من النكات اللبنانية، بالإضافة إلى أن النص يضيء على حجم تأثير الـ Media على الرأي العام، إذ يمكن لأي شخص إختلاق كذبة وجعل العالم يصدقها، ليخرج بعدها بريئاً، ولا علاقة له بها، كما تتكلم المسرحية عن الشغف، وطمع الإنسان في الشهرة، التي يمكن أن يقتل من أجلها.

إلى أي مدى كانت تمارين المسرحية مجهدة؟

التمارين كانت صعبة في البداية، فقد بدأنا كفريق بالنص، ودخلنا بعدها في تصميم الرقصات وحفظ الخطوات، والتدرب على الغناء والرقص في الوقت نفسه، وهذا الأمر يتطلب جهداً وتركيزاً كبيراً، ويحتاج إلى أشخاص لديهم موهبة، ويملكون أصواتاً جميلة ومهارات في الرقص، وفي المسرحية نغني بشكل مباشر وليس Playback، إلى جانب 14 موسيقي حضروا من أنحاء العالم، ليعزفوا الموسيقى مباشرة على المسرح. النقطة الأهم كانت النفس الطويل، وكيف نغني على المسرح من دون أن يرتجف صوتنا، وهذا كان أكثر ما أخافنا، ويحتاج إلى تمارين رياضية، فأنا كنت أمارس رياضة الجري لمدة معينة، وأحاول الغناء بنفس الوقت، وأعتبر هذه المسرحية هي أجمل تجربة عشتها في حياتي.


أنتِ بارعة في التمثيل والغناء والرقص، ولكن ما هي الصعوبة التي واجهتكِ في المسرحية؟

بالنسبة لي لم يكن صعباً أن أرقص وأغني في نفس الوقت، إلا أننا كنا نؤدي ما يقارب الساعتين على المسرح، والصعب هو أن لا تتعب جسمك، ولكني تأقلمت مع الأمر وإعتدت عليه، وما ساعدني أكثر هو خبرتي في مجال المسرحيات الغنائية، فأنا لدي الـ Burlesque Show، بالإضافة إلى عدد من الحفلات الإستعراضية التي قدمتها ونالت نجاحاً كبيراً.
دائماً ما أقول إن الممثل الذي لا يغني لا يستطيع المشاركة في الأعمال المسرحية الموسيقية، فعلى أي شخص أن يكون محترفاً في المجالات الثلاثة، وهي الغناء والتمثيل والرقص.


بعد أن شاهدتِ المسرحية بنسختها الأحنبية، وعملتِ في نسختها العربية، أيهما الأجمل؟

بكل تواضع وصراحة، ما قدمناه في لبنان باللغة العربية، أفضل وأجمل من ما رأيته، عندما شاهدت المسرحية في بعض البلدان، نحن قدمنا شيكاغو بصورة رائعة، من حيث الرقصات وتأديتنا للأدوار.
النجمة كاثرين زيتا جونز هي التي أدت دور Velma Kelly في الفيلم، وهي نفس الشخصية التي أديتها، وأعتبر الفيلم من بين الأفلام المفضلة لدي، وقد فهمت شخصيتها، وهي أدت الدور بشكل رائع، وأنا أديته بنفس الأسلوب، ولكني لم أقلدها أبداً، بل كنت أضيف أموراً على الدور، وأرتجل.


عرفكِ الجمهور في بدايتكِ الفنية بالغناء، قبل أن تدخلي عالم التمثيل والإستعراض، هل يجب أن تكون لديكِ هوية فنية محددة؟

إذا كانت لدي موهبة الغناء أو موهبة الرقص، وأنا أحبها كثيراً، لماذا أهملها وأركز على موهبة التمثيل؟ هذه المواهب تساعد بعضها البعض، في إنجاح الشخص ووصوله، ولم لم أكن أمتلك هذه المواهب، لم أكن سأحصل على دوري الرائع في مسرحية Chicago.
في أميركا، بيونسيه وجينيفر لوبيز ومادونا وريهانا وغيرهن من النجمات، يقدمنَ الإستعراض من خلال الغناء والرقص، بالإضافة إلى التمثيل، ولكن في الوطن العربي، هذا الأمر ليس موجوداً، ولكنه ليس خطأ، وأنا أحب بالأكثر المسرحيات الغنائية، التي أقدم فيها كل ما أملك من مواهب وقدرات، ولكن العروض التي أتلقاها، لا تكون دائماً كما أحبها.


هل تحضرين أغنية جديدة؟

هناك أغنية جديدة سأطرحها قريباً، وقد مررنا بظروف صعبة لحوالى الثلاثة أشهر، وتعطلت أعمالنا، وتم إلغاء عدد من الحفلات بسبب أحداث فلسطين، ونحن نشعر بالظروف الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، وأتمنى أن يكون العام الجديد أفضل من العام السابق.


تتمتعين بجمال غربي وبملامح وجه مميزة، هل فكرتِ في خوض مسابقات الجمال، أو بدء مسيرة فنية خارج الوطن العربي؟

قدمت لي عروض كثيرة في فرنسا، لكني رفضتها، وذلك بسبب الأعمال التي كنت أحضر لها في لبنان، وأنا لا أندم على أي قرار أتخذه، في الحياة لا تعلم إلى أين سيوصلك قرارك.