قدمت فرنسا "تمثال الحرية"، في مثل هذا اليوم من العام 1886، إلى الولايات المتحدة الأميركية، احتفالاً بالذكرى المئوية لإعلان الاستقلال، وتأكيداً على الصداقة بين شعبي البلدين.


صُمم التمثال على يد النحات والرسام الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي (1834-1904)، الذي استوحى فكرته من شكل "فلاحة مصرية محجّبة"، وذلك بعد زيارته مصر بين عامي 1855 و1856.
كان التصميم على شكل "فلاحة مصرية"، إلا أنه قام بتغيير وجه التمثال تماما إلى سيدة تضع تاجاً على رأسها، وملامحها تشبه ملامح والدته شارلوت، وكانت المرأة الصعيدية تحمل شعلة في يدها أيضاً.
نُصب تمثال الحرية في 4 تموز/يوليو عام 1886، في ميناء نيويورك. ويعد أحد أشهر المعالم السياحية في أميركا والعالم، إلا أن هذا التصميم كان في البداية لفائدة مصر تحت اسم "مصر تحمل النور إلى آسيا"، إذ إن المصمم الفرنسي كان ينوي تصميم تمثال ضخم يمثل امرأة محجبة، ترتدي زيا صعيديا وتحمل مشعلاً، ليوضع في ميناء بورسعيد في الطرف الشمالي لقناة السويس، فعرض الفكرة على الخديوي إسماعيل، لكن التكلفة المالية الباهظة حالت دون قبوله.
يرمز التمثال إلى سيدة تقف على جزيرة في مدخل خليج نيويورك، تتجه بأنظارها إلى أوروبا، ونُحت على قاعدة التمثال كلمات للشاعرة "إيما لازاروس": "أرسلوا إلي المنبوذين!، المشردين!.. سأعطيهم شمعة ذهبية عند الباب". كما وُضع على رأسها تاج مكوّن من 7 أسهم، وتشير أسنة التاج إلى السيع بحار والسبع قارات. تحمل "سيدة الحرية" في يدها لوحا كتب عليه تاريخ 4 يوليو 1776، وهو تاريخ إعلان استقلال الولايات المتحدة، وفي اليد الأخرى شعلة، كما وُضعت أغلال عبودية مكسورة ملقاة عند قدميها وهي تمشي إلى الأمام.