مختلف النجم السوري محمود نصر، ونموذجي في موهبته، وقدرته على التكيف مع الأدوار، مهما كانت مركبة أو معقدة، فهو من النجوم الذين أدركوا أن التلقائية والعفوية المدروسة من أسرار النجاح في هذا المجال، وأدرك أيضاً أن لوسامته والكاريزما اللتين يتمتع بهما، باسبور عبور مفتوح إلى قلوب معجباته، على امتداد العالم العربي.


لقد جمع محمود نصر مقومات ليست سهلة في خليط النجومية، والأهم أنه تفرد في خط ونهج تمثيلي بين كل أبناء جيله، وبلده العابق بمواهب فذة.


لنبدأ من مشاركته في مسلسل "الندم"، من خلال دور "عروة"، الذي شكل مفترقاً محفوفاً بالنجاح والنجومية، لافتاً إليه الأنظار من مختلف الدول العربية.


أما في بطولة مسلسل "مربى العز"، بدور "مناع"، فقدم شخصية من العيار الثقيل، مليئة بالتناقضات بين القوة والجبروت وبين الحب والمشاعر الدافئة. في هذا الدور تفوق محمود نصر على نفسه، واستحوذ على إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، ليثبت أنه ممثل متمكن جداً، وحاضر بقوة.


أما في المسلسل المصري "٦٠ دقيقة"، فقد أبدع في تجسيد دور "أدهم"، وإتقانه اللهجة المصرية، فبدا مصرياً أباً عن جد، وأظهر للمشاهد أنه ممثل من الطراز الرفيع، يملك كل أدواته، وبارع في كل حلقة، معيداً إحياء الشخصية، بطريقة يجعلها أكثر إقناعاً وحقيقة وجاذبية. وهنا لا بد من التنويه بقدرته على إيصال الشر المطلق وراء الشخصية، ما تسبب في نفور الجمهور منه، وهذا إن دل على شيء، فعلى تفوق وإجتهاد وجدارة في التمثيل.


أما في مسلسل " كريستال"، فظهر بدور مختلف كلياً، عما سبق وقدمه من أدوار سابقة، إذ يجسد شخصية الدكتور جواد، ويحقق نجاحاً منقطع النظير.
هذا التنوع الفذ في تقليب الشخصيات والأدوار، يظهر مرونة قل نظيرها بين النجوم، كما يظهر موهبة دخلت وبقوة، على خط المنافسة الدرامية. هذا الحضور الآسر، والمنصهر بتواضع ومحبة من الجمهور، لا يسعنا إلا أن نرفع له القبعة، تقديراً واحتراماً، في انتظار العديد من الأعمال المليئة بالابداع والتفوق والتميز.