كريستا ماريا أبو عقل، ولدت مع موهبة فنية ملفتة، حيث أنها ترنم منذ الصغر، وصنفت أصغر مرنمة في لبنان، حتى أن الصحافة أعطتها لقب "فراشة الترانيم الكنسية"، وتبنت موهبتها محطة تيلي لوميير، وشاركت في العديد من البرامج والحفلات والمهرجانات في لبنان وكندا.
ومن بين إنجازاتها خلال سنوات مسيرتها الفنية، أنها حملت لقب "سفيرة المجلس الأعلى للطفولة"، وها هي اليوم تحمل إسم لبنان عالياً، من خلال مشاركتها في برنامج ذا فويس بنسخته الكندية، ووصولها إلى مراحل متقدمة فيه.
موقع "الفن" كان له لقاء مع كريستا ماريا أبو عقل، حدثتنا فيه عن هجرتها إلى كندا، والعديد من التفاصيل في مسيرتها.

لماذا قررتِ الهجرة إلى كندا، بعد أن تخطّت أعمالكِ شوطاً كبيراً من النجاحات في لبنان (فيديو كليبات، أعمال فنية مع المايسترو الراحل إحسان المنذر، رسيتالات دينية وغيرها الكثير)؟

لست أنا من اتخذ قرار الهجرة إلى كندا، فلما وجد أهلي أن الحياة في لبنان باتت صعبة، وآفاق مستقبل الاولاد، وشقيقي وأنا من بينهم، تكاد تكون مسدودة، اتخذوا هذا القرار، ويومها كنت في سن المراهقة، ولم أجد في مشروع السفر أي عائق لإكمال مسيرتي الفنية، فمن جدّ وجد، وبإمكاني أن أكمل طريقي حيثما أكون.

انطلاقتكِ في الفن بدأت من لبنان، ما سبب مشاركتكِ في ذا فويس كندا؟

انطلاقتي كانت من لبنان، وكنت حينها صغيرة جداً في السن، اليوم جاءتني فرصة المشاركة في برنامج على مستوى ذا فويس بنسخته الكندية، فقررت المشاركة بتشجيع من أهلي، خصوصاً وأنني أدرس أصول الغناء والعزف في جامعة مونتريال، وبذلك أكون قد حققت حلماً لطالما راودني، من خلال الانضمام الى برنامج بهذه الأهمية، على أمل تحقيق نجاح أرفع به اسم بلدي عالياً.

ألم تخافي من المجازفة في بلد شاسع وهو كندا، وعدد المتقدمين للبرنامج بالآلاف؟وما هي الآفاق التي ستفتحها لكِ هذه المشاركة؟

أعتبر مشاركتي في البرنامج فرصة إلهية، والموضوع جاء بالصدفة، حيث اتصل بي أحد المهتمين بالمواهب في البرنامج، وطرح عليّ المشاركة، وكان قد شاهدني في مباراة غنائية ربحت فيها بتصويت الجمهور وتصويت لجنة الحكم ،فقبلت على الفور، وخضعت لإختبار لجنة الحكم، ووصلت الى ما أنا عليه اليوم.
وعن الآفاق التي ستفتحها لي هذه الفرصة، باعتقادي ان برامج الهواة بغالبيتها تسهّل على المواهب، في أي مضمار كانوا، دخول عالم الفن من أبواب واسعة، كونها تسهّل عملية الانتشار، لذا أتمنى أن تفتح لي أحد هذه الأبواب، خصوصاً وانني أصقل موهبتي بالدراسة والتدريب الدائمين.

إثنان من لجنة التحكيم أدارا كرسيهما فور سماعك تغنين، كورنييه، وماريو بلشا الذي لاحظنا كم كان متحمساً لإنضمامك إلى فريقه، فلماذا اخترتِ كورنييه؟

لا شك بأن كل أعضاء اللجنة هم من أهم الفنانين المعروفين، في كندا وفرنسا وحتى لبنان، واختياري الانضمام الى فريق كورنييه، هو لأني أحب أغانيه وأرددها، فهي الأقرب إليّ، والى اللون الذي أغنيه.

كم هو مهمن وأنتِ التي تملكين صوتاً يميل الى الغربي، أن تشاركي في مسابقة بهذه الأهمية في كندا؟ وما الذي تبحثين عنه في هذا البرنامج؟

مهم جداً أن أشارك في مسابقة بهذا المستوى العالي، وفي كندا بالتحديد ،فقد تقدم الآلاف من الذين يتمتعون بأصوات جميلة، وتم اختيار المقبولين وفق معايير معينة، وقد استطعت دخول البرنامج من خلال موهبتي، وهذا أمر مهم، لاسيما وأني أغني بالغربي وبعُرب شرقية.
أما عن ما أبحث عنه في البرنامج، فهو كسب "تجربة جديدة"، ففي الجامعة تعلمت النظريات، وفي البرنامج أطبق ما تعلمته خلال دراساتي الموسيقية.

هل الشهرة في كندا أسهل من الشهرة في لبنان؟ وهل الفنان يقدّر فيها أكثر من بلدنا؟

أنا لا أسعى إلى الشهرة، بقدر ما أسعى إلى تقديم فن راقٍ يليق بمن يسمعه، أسعى إلى أن أضع بصمة خاصة لي في عالم الغناء والموسيقى، ولذلك نظرتي إلى الشهرة مختلفة، فأنا أؤمن بأنها ستتحقق بالدراسة والمثابرة، وحسن اختيار ما سنقدمه بعناية وتأنٍّ.
وعن تقدير الفنان في كندا أكثر من لبنان، فالفنان فنان أينما كان، وهو من يفرض هذا التقدير بفنه وحضوره، وبما يقدمه.

في مرحلة "الصوت وبس"، أشعلتِ مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام اللبناني برمّته، وأعدتِ الكرّة في مرحلة المنافسة، صفي لنا شعوركِ؟ وما هي المرحلة المقبلة؟

لقد حظيت مشاركتي في البرنامج الكندي بتغطية إعلامية لبنانية واسعة، كما تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ما أفرحني كثيراً، ومن خلال موقع "الفن"، أتوجه بالشكر الكبير للجميع، وذلك على التشجيع والدعم اللذين خصوني بهما، وأعدهم باكمال المشوار، لأن نجاحنا في دول الإغتراب، هو نجاح وفخر لبلدنا وأرضنا. وعن المرحلة المقبلة، نحن كفريق بانتظار تحديد من سيكون في دائرة الخطر، فينتقل إلى مرحلة المواجهة، وإن حالفني الحظ، أنتقل إلى مرحلة "المباشر" الذي سيحدد في الشهر المقبل.

سجلتِ في مشاركتكِ مفارقتان ،الأولى بتفردكِ بالغناء باللغة العربية، والثانية في تنويه خصك به النائب اللبناني الأصل زياد أبو لطيف، في مداخلته في البرلمان الكندي، وهي سابقة فريدة من نوعها في كندا، ما تعليقك؟

إنها المرة الأولى التي يغني فيها أحد المشتركين في برنامج La Voix بنسخته الكندية باللغة العربية، وقد اخترت أغنية "لبيروت"، لأنها تعني لي الكثير، فيها الحنين والشوق لبلدي الأم، أتبعتها بأغنية Dernière Danse، وهذا ما سجل سابقة في البرنامج، وقد تفاعل الكنديون كما العرب، مع ما قدمته، ما أسعدني كثيراً، وبعد يومين، فوجئت بمداخلة لسعادة النائب زياد أبو لطيف في البرلمان الكندي - هي بالفعل سابقة -، تحدث فيها عن موهبتي ومشاركتي، وإعتبرني قيمة مضافة لكندا، كوني أمثل الصورة الحقيقية للشباب المهاجر، ما أفرحني بالطبع، فنحن جيل بإمكانه النجاح والتحليق عالياً، وما يلزمنا فقط هو الفرصة والإيمان بمواهبنا. أوجه تحية كبيرة للنائب زياد أبو لطيف، وأقول له "شكراً من القلب ،أعدك بمواصلة التحدي، وتحقيق المزيد من النجاح، فبالدراسة والتدريب يمكننا التحليق عالياً، وأنا أسعى إلى التميز والتفرد بما أقدمه، وأن أكون الرقم الفني الصعب".

في حال وصلتِ إلى النهائيات، ما هي أمنيتك؟

أتمنى أن أُظهر وجه لبنان الفني الحقيقي في دول الإغتراب، وأن أحمله بصوتي كما قلبي، ليس فقط في كندا، إنما في كل دول العالم.