يحيى أنطون سعادة مخرج لبناني، من مواليد 18 أيار/مايو عام 1975، حقق شهرة واسعة ويعد من أنجح المخرجين اللبنانيين وتعاون مع عدد كبير من الفنانين والفنانات في الفيديو كليبات، التي لاقت أصداء إيجابية.

"عيشو حياتكن متل ما انتو بدكن مش متل ما العالم بدن"، هذه مقولة لـ يحيى، الذي غادرنا في عام 2010، عمر يناهز الـ35 عاماً، تاركاً خلفه موسوعة من الأعمال، فهو طوال سنوات عطائه الفني عمل مثلما أراد، لتقديم أجمل قصة للمشاهد، إذ رأى أن الفن وجد لكي تحلم الناس.

نشأته

ولد يحيى سعادة بذوق مكايل في محافظة جبل لبنان، لكنه عاش طفولته في قبرص، بعد أن هاجرت عائلته بسبب ظروف الحرب في ذلك الوقت.

عاد الى لبنان في مطلع الثمانينيات، فأكمل دراسته في مدرسة السيدة الأورثودوكسية.

تخصص بعدها بمجال الهندسة الداخلية في الجامعة اللبنانية في بيروت، وفجأة قرر التوقف عن الدراسة ولم يكمل تخصصه، وإنتقل للعمل مخرج فني "art director"، في مجال الإعلانات وتصميم الأزياء.

إنطلاقته

بعد سبع سنوات من العمل مخرجاً فنياً، قرر يحيى سعادة أن يشق مسيرته الإخراجية، وأول فيديو كليب أخرجه كان لأغنية "بياع الورد"، للفنانة اللبنانية أمل حجازي، وحقق العمل وقتها نجاحاً كبيرا بالفكرة التي قدمها، وطريقة الاخراج.

عندها تهافت النجوم للتعاون معه، والإستفادة من أفكاره الإبداعية، التي حملت طابعا إنسانيا وهادفاً.

أعماله

تعاون يحيى سعادة مع العديد من النجوم، في مسيرة قصيرة نوعاً ما كمخرج مستقل، فقد بدا عام 2006 إلا أن المشوار كان قصيرا، فتوفي عام 2010.

ومن النجوم الذين تعاون معهم، الفنانة اللبنانية هيفا وهبي في فيديو كليبات "ياما ليالي" و"مش قادرة" و"استنى حاسه" و"ما بنا" و" في حاجة" و"يا ابن الحلال"، ومع الفنانة اللبنانية نيكول سابا في فيديو كليبات "كنت فحالي" و"أنا طبعي كده" و"براحتي"، مع الفنانة اللبنانية نوال الزغبي في فيديو كليبين هما "قلبي اسالوا" و"منى عينه"، وتعاون مع الفنانة اللبنناية نجوى كرم في فيديو كليب "خليني شوفك بالليل"، مع الفنانة اللبنانية ميريام فارس بفيديو كليبين هما "مكانة وين" و"خلاني"، كما تعاون مع نجمات عربيات، ومنهن الفنانة المصرية سمية الخشاب بأغنيتي "عايزاك كدة" و"كلن بعقله راضي"، والفنانة رحمة بفيديو كليب "أنا وأنت"، والفنانة شمس الكويتية بفيديو كليب أغنية "تأتاة".

الجوائز

نال يحيى سعادة خلال مسيرته الإخراجية جائزة أفضل مخرج، تعطى من طلاب لبنان للمشاهير، مما يدل على تأثيره على أفكار الشباب، كما نال درع نقابة الفنيين السينمائيين اللبنانيين، الذي مُنح له بإعتباره رمزاً للتغيير والإبداع في السينما اللبنانية والعربية.

الوسط الفني يُصدم بوفاته

توفي يحيى سعادة يوم 17 كانون الأول/ديسمبر عام 2010، بعد تعرضه لصعقة كهربائية خلال تصويره لأول فيديو كليب، للفنانة اللبنانية مايا دياب، وتحديداً لأغنية "بنت اليوزباشي" في تركيا.

وروت مايا دياب تفاصيل ذلك اليوم، قائلة: "كنا الجمعة نقوم بمعاينة أماكن التصوير إستعدادا للبدء بالتصوير صباح السبت، وإكتشف يحيى شريط كهرباء مكشوفاً حذر منه الجميع، لكنه كان يريد وضع كاميرا التصوير قريبة منه، فقام ليعاينه بنفسه، وطلبت منه أخته أن ينتظر حتى تقوم هي بفصل الكهرباء عن المكان، لكنه لم ينتظر وفي لحظات صعقته الكهرباء، ولم يستغرق الأمر بعدها إلا دقيقة واحدة ليغيب عن الحياة".

مايك فغالي توقع وفاته

كشف الفلكي مايك فغالي أنه حذّر يحيى سعادة سابقاً من الموت، وقال في إحدى المقابلات: "سعادة أخ وصديق ومن خوفي ومن حرقتي عليه حذرته، وأرسلت له خبراً مع بعض المقربين جداً له، ولكن ما يفرضه رب الكون هو ما سيحدث على الأرض، وأنا وبالرغم من آلام الفراق وحسرة موته فرحت له كثيراً، فهو حيث موجود الان سيكون أكثر سعادة منا، فهناك سيعرف قيمته الحقيقية ولن يحاربه أحد، كما كان يحدث معه على الأرض وأصبح في السماء، سأصلي له كما أصلي لوالدي من الان فصاعداً.