هي قصة حب راهن العديد من النقاد والصحافيين على إنتهائها قبل بدئها، خصوصاً أنها جمعت بين نجم وسيم وناجح لقّب بـ"الدنجوان"، وهو الممثل المصري رشدي أباظة والراقصة والممثلة المحبوبة سامية جمال، التي ضحّت كثيراً وتحملت نزوات رشدي وزواجه خلال تعارفهما، وصولا الى زواجه من الشحرورة صباح من دون علمها، حين كانت لا تزال على إسمه.

التعارف

كمعظم النجوم الذين يتخذون قرار الارتباط، تعرّف رشدي أباظة على سامية جمال في كواليس تصوير فيلم "الرجل الثاني"، الذي تشاركا في بطولته. وفي ذلك الوقت كانت رشدي متزوجاً من سيدة أميركية وله منها إبنة إسمها " قسمت"، التي كانت نقطة ضعفه، خصوصاً أنه يعمل كثيرا ويغيب عنها.

وخلال تصوير الفيلم جسدا مشهداً، سبّب له صدمة، وهو حين تبلغه "سامية جمال" بوفاة إبنته الصغيرة بسبب أفعاله الشريرة، وعندما صرخت في المشهد: "بنتك ماتت يا عصمت، بنتك ماتت يا عصمت" إنهار رشدي بكاءً في مكان التصوير، متخيلاً إبنته التي كانت تعاني من إهمال أمها، وإنشغال والدها في التصوير.

إلتقط المخرج عز الدين ذو الفقار هذا المشهد، الذي كان حقيقياً، وبعد إنتهاء المشهد صفق الجميع له على هذا الأداء من غير أن يدركوا بما كان يجول في رأسه خلال التصوير، أما سامية جمال فكانت الوحيدة التي تعرف الحقيقة، فقالت له: "أحزانك يا رشدي حققت لك الصدق والتفوق فى هذا المشهد".

بداية العلاقة وتطورها

بعد إنهاء طاقم العمل من تصوير الفيلم، دعت سامية جمال كل العاملين والمشاركين فيه الى منزلها، ورحب الجميع بالدعوة.

يُحكى أنه بعد أن وصل المخرج عز الدين ذو الفقار طلب من سامية وضع موسيقى الفنان العالمي تشايكوفسكي، لكن بعد وصول رشدي أباظة طلب تغيير تشايكوفسكي إلى موسيقى شعبية، فقبلت سامية طلب الأخير مما أحزن المخرج فغادر المكان.

سافر رشدي وسامية كثيراً معاً لحضور العرض الأول لفيلمهما "الرجل الثاني"، وعندها أصبح شعورهما متبادل، وإنتشرت أخبار حول علاقتهما في الصحف والإعلام، وعندها قررت سامية الإبتعاد.

ردة فعل زوجته ومحاولة لإنقاذ زواجه

إنتشرت أخبار علاقة رشدي أباظة بـ سامية جمال ،وقد وصل الأمر الى زوجته "باربرا" وهنا إشتعلت الخلافات بينهما، ومع ذلك قرر رشدي محاولة إنقاذ زواجه من باربرا من أجل إبنته، على الرغم من أنه تعلّق بسامية وعندما عرض عليه بطولة فيلم "صراع فى النيل" وجدها فرصة جيدة لإصطحاب زوجته معه، لمحاولة تحسين الوضع إلا أن الأمور لم تسر مثلما أراد، فحصل الإنفصال.

عودته الى سامية جمال

عاد رشدي أباظة من تصوير فيلمه، وكانت أخبار إنفصاله عن زوجته قد إنتشرت، وعندها تواصلت معه سامية جمال وعبّرت له عن إشتياقها وفسرت له سبب إبتعادها عنه قائلة إنها لم ترد أن يُقال عنها أنها سبب طلاقه. وبعدها دعته الى شقتها وسهرا سوياً حتى الصباح، وقبل رحيله أعطته مفتاحاً لشقتها، كي يأتي ويذهب متى يشاء.

إستمرت علاقتهما 3 سنوات، وخلالها وطدت سامية علاقتها مع إبنته، كما أن والدة رشدي أحبتها كثيراً، لأنها جعلت من إبنها رجلاً مسؤولاً.

الزواج

تزوج رشدي أباظة من سامية جمال في 21 أيلول/سبتمبر عام 1962، مما إستفز زوجته باربرا، فطالبت بحضانة إبنتها، لكن رشدي رفض التخلي عن حضانة إبنته، وانتقل الى عمارة ليبون، حيث تقيم سامية. بهذا الزواج تخلّت عن حلمها وأصبحت "ست البيت"، تماماً كما يريد فكانت تحضر له حقيبة ملابسه، مع كل دور بطولة يحصل عليه.

خيانته لها مع صباح

سافر رشدي أباظة عام 1967 إلى لبنان لتصوير فيلم "ايدك عن مراتي"، الى جانب الشحرورة صباح، التي طلبها للزواج بعد تصوير مشهد لهما، وأخذها الى المأذون وتزوجا، وعندما سألته سامية عن الأمر كذّب عليها وأخبرها أنه إنفصل عنها، وتزوجا في الليلة نفسها.

وكانت وقتها صباح تظن أنه ليس متزوجاً، وبعد 15 ساعة من زواجهما سافرت الأخيرة إلى المغرب لإحياء عيد ميلاد الملك الحسن الثاني، وهناك إتصلت بها شقيقتها وأبلغتها أن سامية لم تزل زوجة رشدي، وأن الصحافة تتهمها بأن "خطافة رجال". واجهت صباح رشدي وإعترف لها أنه لا زال متزوجاً من سامية، فتم الإنفصال بعد 24 ساعة.

سامية تغادر منزله وترفض مسامحته بسهولة

تعاملت سامية جمال مع الشائعات وكأنها لم تكن، فإستقبلته في بيته ورتبت له عشاء مع الأصدقاء. لكن بعد أيام قليلة عادت من التصوير، ليرى أن خلافاً إشتعل بين زوجته وإبنته فحاول تأجيل الأمر لأنه كتن متعباً، لكنها هي أصرّت على الحديث، فهاجمها ووجه إليها كلمات قاسية ثم إعتذر منها، لكنها لم تسامحه فحملت حقيبتها وغادرت إلى أحد الفنادق، وطلبت منه الطلاق. حاول رشدي أن يصالح سامية، لكنها رفضت لحوالى الشهرين التحدث معه.

محاولته الإنتحار وعودة سامية إليه

فقد رشدي أباظة الأمل من أن تعود سامية جمال إليه، حتى أنه حاول الإنتحار عدة مرات، ويقول أنه كاد يطلق الرصاص على نفسه من مسدسه، لولا تدخل إبن عمه، الذي أصلح العلاقة بينه وبين سامية.

عادت سامية إليه وكانت تساعده في البيت وفي الأعمال وإختيار الأفلام، وعُرض عليه بطولة فيلم "نار الشوق" أمام صباح فرفضه، لكن سامية أصرت عليه فسافر وصوره.

بعدها رشحت المنتجة آسيا داغر سامية جمال لبطولة فيلم "الشيطان والخريف"، فوافق رشدي على عودة سامية الى التمثيل، خصوصًا أنه هو البطل أمامها، وأثناء تصويرها مشاهدها أُصيبت سامية بشلل مؤقت.

انفصالهما

توفي المخرج عز الدين ذوالفقار، مما أثّر على رشدي أباظة ،خصوصاً أنه دعمه كثيراً، وأصبح رشدي يسكر كثيراً وزادت من عصبيته، وكانت سامية الى جانبه تسامحه على كل تصرفاته، وتكافح من أجل توقيفه عن الشرب حتى أنهما تشاجرا مرة، وقال لها: "أنا عشت طول حياتي حر وهاموت حر.. ومش هاسمح لحد أن يتحكم فيا".

إستسلمت سامية جمال من إقناعه في التوقف عن الشرب، وعندها طلبت الطلاق، فجمع رشدي أغراضه وغادر منزله بعد 17 عاماً من الزواج.

حاول أن يصالحها لكنه فشل، حتى تدخل بعض الأصدقاء فقبلت بشرط أن يترك الشرب فوافق على الرغم من صعوبة الأمر عليه، ولكنه تفاجئ فيها حين أدت رقصة في حفل مهرجان القاهرة السينمائي، فعاد لشرب الخمر مبرراً أنه غضب من تصرفها، فهو وافق أن ترقص في الأفلام لا أمام الجمهور، وهكذا أسدلت الستارة نهائياً على علاقته بسامية جمال.

حضرت دفنه بالخفاء

في عام 1980 توفي رشدي أباظة بعد صراع مع مرض السرطان، وحضرت سامية جمال الجنازة متخفية، لكي لا يعرفها أحد، وبعد 3 أيام زارت قبره وقرأت له القرآن، ثم قالت: "كان نفسي تموت في حضني يا رشدي إنت اللي إخترت تموت بعيد عني".