وفاض النور المقدس من قبر المسيح، هذا النور الذي تنتظره شعوب كثيرة حول العالم، لتعلن قيامة المسيح من الموت، ولتعيّد عيد الفصح المجيد، وتعمد دول عديدة إلى إحضار شعلة من هذا النور إلى كل منها للتبرّك، وتقام إحتفالات حاشدة في إستقبالها.


نعم إنه عيد القيامة، عيد الرجاء، في زمن الحروب والقتل والفقر والجوع والغدر والخيانة، والأبرز هذا العام أننا نعيش زمن إنتشار فيروس كورونا الذي حرمنا من زيارة الكنائس التي نصلي فيها، والأهم أنه حرمنا من تناول جسد المسيح الموجود في القربان المقدس.
عانينا كثيراً في لبنان، هذا الوطن الذي ينزف بإستمرار، ويدفع الثمن غالياً عنه وعن غيره من البلدان. نحن مررنا بأصعب الظروف المعيشية والإقتصادية، ولازلنا نمر بها لغاية اليوم، ولكن حتى في أوج الحرب اللبنانية، لم تقفل كنائسنا أبوابها، فكلما كان يعلو صوت القذائف، كان يعلو في المقابل صوت الكاهن والترانيم خلال الذبيحة الإلهية.
المسيح الذي قال لتلميذه سمعان، القديس بطرس الرسول :"أنت بطرس، وعلى هذه الصَّخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تَقْوَى عليها"، نحن نقول للمسيح إن الأحقاد والمصالح الشخصية جعلت كثيرين يبتعدون عنك، ويذكرونك فقط في المناسبات الدينية، وربما لم يعودوا يذكرونك أبداً، ولكن إنتشار فيروس كورونا جعلهم يعيدون حساباتهم، ويفهمون جيداً أن مجدهم الباطل ممكن أن ينتهي في أي لحظة، وتنتهي معه حياتهم.
كنائسنا التي أقفلت أبوابها منذ فترة، وذلك للحد من إنتشار فيروس كورونا، لازالت تستمر بصلب المسيح مرتين كل عام. إلى متى سننتظر حتى نوحّد عيد الفصح لدى كل المسيحيين، مثلما حصل في بلدة الشوير اللبنانية، هل تنتظرون أسوأ من هذا الزمن لنضحي من أجل إيماننا ونتحد بإسم يسوع المسيح؟
المسيح قام، حقاً قام.