بعد أن كتب سمير عطا الله في جريدة الشرق الأوسط مقالاً يوم الأحد الماضي في العدد 14649 تناول فيه معلومات مغلوطة تخص إرث جبران خليل جبران وتمس بلجنة جبران الوطنيّة، رد رئيس لجنة جبران الوطنية الأستاذ يوسف أ.

فنيانوس على الموضوع قائلاً:

"عندما قرّرت بلديّة نيويورك أن تصادر الأستوديو الذي كان يعيش فيه جبران، في الشارع 10 من المدينة تحديداً، قامت الدنيا في لبنان على رأس لجنة جبران ولم تهدأ إلاّ بعد زمن. كيف تقبل اللجنة أن يصادر الأستوديو؟ لماذا لم تفعل شيئاً؟ لماذا لم تستعمل حقّ الفيتو في مجلس الأمن؟ لماذا لم تعلن الحرب على بلدية "نيويورك"؟ وما من أحد سأل إذا ما كانت اللجنة، أو حتى لبنان كلّه، وحتى الشرق الأوسط برمّته قادر على أن يتصدى لقرار بلدي نيويوركي؟ كان هذا منذ بضعة سنين وأنت لا بدّ تذكره. وفي مطلق الأحوال تستطيع الرجوع الى أوّل مقال بهذا الصدد الخاص بالأستاذ قبيسي في جريدة النهار على ما أظنّ.

اليوم (في 31 /12 /2018) سقطت حقوق كتاب "النبي" وعدنا الى النغمة ذاتها: أين هي لجنة جبران الوطنيّة لنقطع رأسها؟ البعض يقولها هكذا صراحة والبعض الآخر يغرق في مغالطات يستعيد فيها لغة زمنٍ ماضٍ لن نصفها الآن. وهكذا هالنا أن نقرأ لكم مقالاً في جريدة الشرق الأوسط الغرّاء، وضمن قسم "الرأي" فيها، مقالاً بعنوان "سقوط الحقوق" فيه مغالطات عديدة تناولت جبران من ناحية ولجنته الوطنيّة من ناحية أخرى.

أوّلاً، تقولون أن المتحف شيء مزرٍ لا يليق بجبران، ولا بالثروة التي تركها لبلدته. عظيم ما هي حجّتكم؟ منذ متى لم تزوروا المتحف؟ وما رأيكم إذا ما قلنا لكم أنّ كلّ تلفزيونات لبنان المحلّية زارت المتحف وكتبت عنه بعكس ما تقولون تماماً. نذكر: "تلفزيون لبنان"، والـ "أل بي سي"، والـ "أم تي في"، و"المستقبل"، والـ "أن بي أن"، والـ "أو تي في"، و"الجديد"، وكان آخرها برنامج مخصّص له بعنوان "حجار بتحكي" من "تلفزيون لبنان". ثم ما رأيك لو قلت لك أن تعود الى يوتيوب لترى وتسمع ماذا قال عنه: تلفزيون الجزيرة الثقافية، والعربيّة، والتلفزيون العربي، والحرّة، والـ "سي أن أن" العربيّة. وأيضاً ماذا كتبت عنه، بعد زيارات خاصّة، كلّ من الصحف الأستراليّة في سيدني أوّلاً (عام 2011) ثمّ في ملبورن (عام 2018)، والصحف البرازيليّة (2013)، والولايات المتّحدة (2012)، وفرنسا وإيطاليا (2014)، والشارقة ودبي وأبوظبي (2015 – 2017). كان هذا بعد أن زارت لوحات جبران هذه الدول وأكثر كما زارت بيروت لمن يذكر. ناهيك عن مختلف الإذاعات.

ولمعلوماتكم، لم يكن هنالك متحف لجبران في أعوام الثلاثين. بل كانت بعض اللوحات معروضة في شقة سكنيّة يزورها بعض الناس. وما أقمنا المتحف الحالي إلاّ في العام 1970، ومنذ ذلك الوقت والى الآن تم تجديده وتطويره وتحديثه أربع مرّات على التوالي. وكان آخر ما فعلته اللجنة السابقة زيادة غرفتين على منشآته لنزيد من عدد اللوحات المعروضة. وهل تعلم أنّنا نملك 440 لوحة يفوق عمر بعضها المئة سنة؟ وهذا يعني ترميم مستمرّ حتى لا نخسر هذا الإرث الفنّي الكبير. وأن ترميم مثل هكذا لوحات بحاجة لأموال طائلة، أكثر من مئة ألف دولار سنويّاً، وأنّ اللجنة تقوم بالواجب منذ أكثر من ثمانين سنة وحدها ومن دون أيّة مساعدة من أحد. هذا فيما يخصّ المتحف وحده. ولن أحدّثك بالطبع عن نشاطاتنا الثقافيّة المتعدّدة والفنّية والمساعدات الإجتماعيّة التربويّة منها والمرضيّة.

ثانياً، أتيتم على ذكر بناء متحف جبراني في بيروت. للعلم، إنّ هذه الرغبة عمرها لا يقل عن 25 سنة في لجنة جبران. ونحيلك على بلديّة بيروت التي ما برحنا الى اليوم نتمنى عليها أن تقدّم لنا مكان يليق بإقامة المتحف المنشود. أكثر من ذلك، نحيلك على السرايا الحكوميّة نفسها، فطلبنا هناك ينتظر. ما تركنا مسؤولاً أو متنفّذاً إلاّ وطرقنا بابه لهذا الغرض، وما زلنا ننتظر. وأكثر أيضاً عرضنا على الجميع أنّه لن تكون حقوقنا (حقوق الملكيّة) عائقاً أمام تحقيق هذه…".