وسط كل المسلسلات التي نتابعها حالياً في رمضان، وكل الضغط الذي نعانيه جراء المواضيع (التي تنقل لنا الواقع من دون تجميل للحقائق) المطروحة في الدراما المحلية والعربية إجمالاً، يأتي مسلسل "كاراميل" في الوقت الصحيح "ليزيح الهم عن القلب"، فعلاً هذا اقل ما يمكننا القول عنه.

"كاراميل" مسلسل ذكي إختارته شركة "إيغل فيلمز" الى جانب مسلسلات عديدة للخوض به السباق الرمضاني وبالفعل كسبت الرهان، تساءل الكثيرون قبل عرضه كيف لمسلسل كوميدي أن ينافس وسط كم المسلسلات المعروضة، ولكن ردّة فعل الناس في الطرقات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تعطي العمل حقه وتبرهن أن الناس فعلاً تعبت وبحاجة الى جرعة من الضحك الزائد بفكرة مجنونة وغريبة كحبة "الكراميل" ومسلسل كراميل الذي وفرت فيه كل عناصر النجاح للعمل.

حبة كراميل غيرت حياة الفتاة البسيطة (ماغي بو غصن) فأصبحت من خلالها تعرف ماذا يفكر كل من حولها بها، ولنتصور اننا علمنا ما يفكره الاخرون فينا، فكم سنكتشف حقائق تفرحنا وأخرى تحزننا بالوقت نفسه وهل ستكون نقمة ام نعمة على الشخص؟ كل هذه التناقضات عاشتها ماغي في كراميل.

مما لا شك فيه أن كل عمل أساسه نص متين، وكراميل كتب بطريقة متماسكة تتماشى أحداثه بإطار حبكة مترابطة، وأحداث كثيرة تدق على الوتر الحساس، وهنا نثني على قلم وحنكة الكاتب السوري مازن طه الذي إستطاع وضع أحداث القصة بقالب لطيف، بعيداً عن الابتذال والاسفاف والاستخفاف بعقل المشاهد.(كوميديا الموقف)

"جوكر" المسلسل ماغي بو غصن التي لطالما أحبها الناس بالكوميديا، وعدت جمهورها قبل حلول الشهر الفضيل بعمل يليق بمستواهم وفعلاً هي مميزة في هذا "الشهر"، حيث أتت الشخصية التي تؤديها في المسلسل على قدر التوقعات(مايا)، إذ استطاعت بطرافتها خلق شخصية خاصة بها لا تشبه أحدا، وتدخل الى القلب من دون إذن مسبق "لتسرح وتمرح"، أدّت دور مايا ببراءة ورومانسية في آن ناقلة صورة شريحة كبيرة من فتيات اليوم، مع العلم أنها في المسلسل تعلم بكل ما يفكّر فيه الاخرون من حولها.

الممثل التونسي الوسيم ظافر عابدين الذي يتشارك بطولة المسلسل مع ماغي، يفاجئ الجميع بأدائه "السلس" للحظة لم نشعر بأنه حقاً يمثّل، وأيضاً يشكل ثنائية جميلة مع ماغي بو غصن في المسلسل ونكهة جديدة بعد دورهما الدرامي في 24 قيراط.

أخيراً نلتفت الى الصورة الجميلة والإيقاع السريع الذي ساعد في الابتعاد عن الملل، إضافة لأماكن التصوير والديكور المميّز المشغول بطريقة تتناسب مع نص كوميدي ولا بدّ من أن نثني عليه.

الجمهور دائماً بحاجة لابتسامة تبعدهم للحظات عن همومهم ومشاكلهم، ولكن هذه الابتسامة بحاجة لأن تكون نظيفة وعميقة، سهلة وممتنعة تماماً كما هو الحال في "كاراميل" الذي إستطاع أن يشدنا لمتابعته في زحمة السباق الرمضاني.