تحت شعار التغيير الاجتماعي الإيجابي، وعلى مدى ستة أيام متتالية، سيحظى عشاق السينما الشباب بفرصة متابعة حوالى 70 فيلماً مختلفاً من 33 بلداً تمّ اختيارها بعناية شديدة لتكون ملهمة لهم وتحفّزهم على مناقشة القضايا العالمية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان أجيال السينمائي الرابع.


وكانت إدارة مهرجان أجيال السينمائي، المنبثق عن مؤسسة الدوحة للأفلام، قد نظمت مؤتمراً صحفياً داخل مقهى الجزيرة الإعلامي أعلنت خلاله عن إطلاق الدورة الرابعة من المهرجان والتي ستبدأ فعالياتها في الثلاثين من الشهر الحالي وتستمر حتى الخامس من شهر كانون الأول المقبل، وذلك في الحي الثقافي كتارا الشهير في العاصمة القطرية الدوحة.

تخلل المؤتمر عدد من الكلمات بدأت مع السيدة فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي، التي أعلنت عن انطلاق الدورة الرابعة من المهرجان تحت شعار التغيير الاجتماعي الإيجابي حيث ستعرض مجموعة من 42 فيلماً في العروض العامة و18 فيلماً للحكام، كما سيتمّ تنظيم عدد من الحلقات النقاشية، الندوات التعليمية وعروض السجادة الحمراء، بالإضافة إلى معارض ونشاطات مخصصة للأسرة. وأشارت الرميحي إلى أن العروض تتضمّن 24 فيلماً طويلاً و46 فيلماً قصيراً روائياً ووثائقياً، وأن هذه الأفلام تحمل روح التفاؤل والأمل وتتناول مواضيع متنوّعة بدءاً من تمكين المرأة، أزمات النزوح العالمية وفقدان الأحبة، وصولاً إلى الاستقلال المالي والإنفصال والصراعات اليومية".

وأضافت: "هذا العام سيشاهد الجميع أفلاماً مؤثرة وهادفة تعزّز إدراكهم ومعارفهم بالعالم من حولهم وتلهمهم لرؤية الإنسانية من منظور مختلف. وبالنظر إلى موضوع المهرجان عن التغيير الإجتماعي الإيجابي، فقد أعددنا برنامجاً خاصاً يحث المشاهدين على فهم القوة التي تكمن في كل إنسان ليصنع الإختلاف في هذه الحياة". وأعلنت الرميحي عن استضافة المهرجان هذا العام عدداً من النجوم في مقدمتهم النجمة ميغ رايان التي ستتابع عرض أولى تجاربها الإخراجية، المخرجة والمنتجة الإماراتية نايلة الخاجة، الممثلتين البحرينيتين هيفاء حسين وأبرار سبت، الناشطين في مجال التواصل الاجتماعي: عمر حسين، محمد الحاجي، بالإضافة إلى المؤلف الموسيقي طارق العربي.


وتتالت الكلمات مع نائب مديرة مهرجان أجيال ريم صالح التي تحدثت عن البرنامج الخاص بالحكام، شادي زين الدين المشرف على البرمجة في مؤسسة الدوحة للأفلام الذي أشار إلى أهمية الأفلام المشاركة هذا العام بخاصة أن البعض منها سبق وأن حاز جوائز عدة والتي تعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهي فيلم "أنا دانيال بليك" الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان للمخرج كين لوتش، "البائع" لأصغر فرهادي، "في الظل" للمخرج باباك أنفاري، "حريق في البحر" الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين للمخرج جيانفارنكو روسي، "صيد المتوحشين" من إخراج تايكا واتيتي الذي عرض في صندانس، وفيلم "مقاطعة" للمخرج غوران رادوفانوفيتش الذي يمثل صربيا في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في العام الماضي. ولفت زين الدين إلى عرض خاص لأفلام الإثارة والرعب للمرة الأولى ضمن المهرجان، وإلى أهمية عرض ثلاثة أفلام طويلة مرشحة لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي لعام 2016 وهي "في الظل" (المملكة المتحدة)، "البائع" (إيران)، و"يا طير الطاير" (فلسطين) للمخرج هاني أبو أسعد والذي سيعرض ضمن المهرجان بنسخة خاصة من الترجمة الإثرائية إحتفالاً بيوم الأمم المتحدة العالمي للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، وذلك إلى جانب فيلم "السلام عليك يا مريم" الذي تمّ ترشيحه لجائزة الأوسكار عن فئة الأفلام القصيرة. كما كانت كلمة لرئيس الشؤون الإدارية في مؤسسة الدوحة للأفلام عبدالله المسلّم الذي نوّه بالفعاليات الترفيهية المتنوّعة التي سيستمتع بها الحاضرون على اختلاف أعمارهم.

والجدير بالذكر أن مهرجان أجيال السينمائي الرابع سيفتتح بالعرض الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفيلم "صائدة النسور" للمخرج وتو بيل، ويختتم بفيلم "السلحفاة الحمراء" للمخرج ميخائل دودوك دي فيت. وستشارك في الدورة الرابعة مجموعة من 24 حكماً دولياً يحضرون إلى الدوحة من دول مختلفة وهي: أوستراليا، البحرين، البوسنة والهرسك، العراق، إيطاليا، الكويت، لبنان، عمان، صربيا، تركيا، والإمارات العربية المتحدة.


وعلى هامش المؤتمر، تحدث موقع "الفن" إلى الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي فاطمة الرميحي التي صرّحت بالقول: "نشعر بالحماسة الشديدة مع انطلاق الدورة الرابعة من المهرجان، فهذا هو أحد البرامج التي تقدمها مؤسسة الدوحة للأفلام الذي بات قريباً من قلوب الجميع، ومن قلبي شخصياً كوني أماً لأربعة أطفال يشاركون في المهرجان سنوياً وينتظرونه بفارغ الصبر". وتابعت الرميحي قائلة: "ألاحظ مدى التأثير الإيجابي للمهرجان على أطفالي وألمس شغفهم وحماستهم للقاء شباب من مختلف الأعمار ومشاركتهم التجربة وأدرك حزنهم في اليوم الأخير مع اقتراب انتهاء المهرجان. حماستنا مضاعفة هذا العام في ظل وجود مجموعة من الأفلام الرائعة والفعاليات المختلفة، ناهيكم عن الحكام الذين هم نبض المهرجان. نعمل طوال العام جاهدين بهدف تقديم الأفضل وبطريقة علمية أكاديمية وترفيهية في آن تساعد الشباب على التعلّم والاستمتاع في الوقت نفسه".

أما نائب مديرة المهرجان ريم صالح فأكدت لـ"الفن" أن نجاح الدورات السابقة من المهرجان سهلت عملية إقناع الأطفال بالمشاركة في لجان التحكيم، وأشارت إلى أن ثمة لائحة انتظار طويلة تضمّ أطفالاً من مختلف الأعمار. وأضافت: "أتمنى لو كان بإمكاننا استقبال جميع الطلبات التي تردنا لكن للأسف لا توجد إمكانية لذلك، كما أن الأولوية للجان التحكيم التي شاركت في السنوات الماضية نظراً للدورات التدريبية التي قامت بها ولالتزامها معنا خلال الدورات السابقة، لكن من يود المشاركة بإمكانه تعبئة الطلب الخاص والذي يتضمّن مجموعة من الأسئلة التي يتفرّغ فريق العمل للنظر والتدقيق في الإجابات عليها مطوّلاً بغية اختيار الأنسب من بينها". وعمّا إذا كانت لجان التحكيم تتضمّن عدداً من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يوليهم المهرجان إهتماماً لافتاً، أجابت صالح بالقول: "نقوم بالتجهيز لمشاركة إثنين من ذوي الاعاقات المختلفة في لجان التحكيم وهذه خطوة تعتبر إلى حد ما تحدّياً لا يمكننا التكهن بنتائجه حالياً لكننا نعمل عليها بجدية".