دوللي شاهين من الفنانات اللبنانيات اللواتي إستطعنّ أن يحققن نجاحاً في السينما المصرية، شاركت في العديد من الأعمال إلى جانب أبرز نجوم السينما.


في الفترة الأخيرة أثارت دوللي جدلاً كبيراً بعد أن أعلنت قرار اعتزالها الفن من دون أن توضح الأفلاح، ورغم أنّ البعض راهن على عودتها عن قرارها بعد أيام إلاّ أنّه حتى كتابة هذه الأسطر هي غائبة عن الساحة الفنية. تلتزم الصمت منذ أشهر، لكنها قررت أن تكشف لـ "الفن" عن الأسباب التي دفعتها للإبتعاد.

السؤال الذي يطرحه كل الناس..لم أنتِ غائبة؟
بالفترة الأخيرة أشعر بالإحباط وعدم رضا من الوسط الفني والأعمال التي تقدم على الشاشات، لذا شعرت بأنّه يجب أن أرتاح قليلاً لأرى من بعيد ماذا سيحدث، وربما قد أعود في السنة الجديدة وربما لا.


لم تأخذي قرارك بعد إذا كنت ستعودين إلى الساحة الفنية أم لا ؟
لا لم أخذ قراري بعد، لأنني لليوم لم أشعر بالتغيير يدفعني للعودة.


عندما أعلنت خبر إعتزالك، راهن البعض على أنّك ستعودين عن قرارك بعد أيام.
نعم، وخسروا الرهان لأنني لست كأي إمرأة ولا كأي فنانة.


دوللي، معظم الفنانين يشعرون بالإحباط من وقت إلى آخر، لكنهم لا يقررون الإبتعاد عن الساحة الفنية بين ليلة وضحاها، هل تعرضتِ لضغوطات معينة؟
أنا لم أترك عملي بالمعنى الحرفي للكلمة، لأنني لا استطيع أن أقوم بأي عمل آخر. أنا فنانة ولا أعرف أن أكون إلاّ فنانة. لكن مثل أي انسان يمر بفترة اكتئاب ويقرر اقفال هاتفه والعيش لفترة معينة بعيداً عن الجميع. أنا قبل أن أصبح فنانة، عندما كنت أشعر بالحزن والإكتئاب ابتعد وأقفل هاتفي. أنا فنانة والضغوط عليّ تصبح أكثر، صحيح أنّ كل الفنانين يتعرضون لضغوطات معينة لكن طاقة التحمل تختلف من شخص إلى آخر. لكنني أؤكد لك أنّ الضغوطات التي تعرضت لها لا تحتمل.

هل هذه الضغوطات عائلية أم عملية؟
تردد ضاحكةً: "ايه الأسئلة دي".


أنت شخصية عامة، وقرارك الأخير أثار الجدل وخوف البعض عليك، لذا هل تعانين من أي مشاكل عائلية؟
أنا صدقاً لا أحب أن أتطرق إلى حياتي العائلية أبداً، أفضل أن أقفل عليها الباب وأن لا يعلم أحد عنها.


كيف تقضين وقتك هذه الفترة؟
أقضي معظم وقتي مع إبنتي خصوصاً أنّ مدرستها بدأت، وأعيش حياتي "زي أي ست عادية".


اليوم عندما يتصلون بك ويعرضون عليك أعمالاً جديدة، كيف تردين؟
أنا لم أقفل باب الفن بشكل نهائي، عندما يعرضون عليّ أي عمل أطلب النص لأقرأه، وعندما أقرأ النصوص أجد أنّ الحق معي في الإبتعاد عن الساحة الفنية، لو راجعت تاريخي الفني، أنا لم أقدم أي عمل إن لم أكن قد استمتعت بقراءة النص، صحيح أن مصدر عيشي الوحيد هو الفن، لكنني فنانة وأريد أن استلذ الفن في أعمالي، أرغب أن أشارك في فيلم وأكون متشوقة لمشاهدته على الشاشة الكبيرة. أحاول على حسب قدرتي ألا أقدم أي أعمل لست مقتنعة به.

وهل يعجبك اليوم ما تشاهدينه؟
أنا أتابع الأفلام الأميركية طول الوقت، أتابع كل الأفلام لأنني عاشقة للسينما مع إعادتهم. بالنسبة للأفلام العربية بالتأكيد لا يعجبني كل ما أشاهده، لكنني أتابع. وبعض الفنانين لدي فضول لأرى ماذا يقدمون. لكن بشكل عام أفضل الأفلام الأميركية.


هل تتابعين الأعمال التي تقدم في لبنان؟
أشاهد بعض المسلسلات في الفترة الأخيرة لأنني موجودة في البيت.


يوجد تطور بشكل عام بالأعمال اللبنانية. هل تلاحظين ذلك؟
"أوقات بنجلط من اللي عم شوفوا". لا أعلم لم نحن كلبنانيين مصرّيين أن نبقى في الخلف، لا أعلم لم نقدم أعمالاً منافية للمنطق. يخبرونني عن بعض ما يقدم عندنا وأدخل إلى اليوتيوب وأشاهد وأقول "ده بجد ولا هزار؟". لو نظرنا إلى مؤسسي السينما المصرية سترى أن بعض اللبنانيين ساهموا في تأسيسها كـ آسيا داغر ويوسف شاهين ، بالإضافة إلى ممثلين لبنانيين كانوا من أساس السينما المصرية.


لكن هناك من يتعب لتقديم دراما وسينما لبنانية، لم برأيك هذا المجهود لا يظهر عبر الشاشة إذاً؟
في حياتي كلها لم أفهم لماذا نظهر بهذه الصورة ؟ بالتأكيد يوجد مخرجون مبدعون وممثلون جميلون وإنتاج جيد، والدليل على كلامي أنّه يوجد ممثلون يخرجون من لبنان إلى مصر وسوريا وباقي الدول العربية.

لهذا السبب لا نراك في أعمال لبنانية؟
أتمنى. لكن أنا لدي ثوابت للفن ومعايير لن أغيرها. لا أريد عندما أقدم فيلماً لبنانياً أن يبقى على مستوى لبنان فقط "يبقى أنا عملت ايه؟". وفي فترة معينة حصل تداخل بين لبنان ومصر في الأعمال، وكان اللبنانيون يتحدثون بلهجتهم الأم بالأعمال المصرية.


لكنني لم أفهم أين المشكلة إذا شاركت في فيلم على صعيد لبناني فقط؟
ليس تقليلاً من شأن لبنان ولا أقصد ذلك بالتأكيد. ما رغبت في أن أقوله هو أنّ لبنان كان منتشراً ويجب ألا يبقى صدى الأعمال على صعيد لبنان فقط. لو صنّاع الدراما والسينما في لبنان يعملون ليصبح ما يقدمونه عربياً بفنانين لبنانيين أعتقد أنّه سيحدث فرقاً.


أذكري لي اسم ممثلة لبنانية منتشرة عربياً ويعجبك عملها.
"ده سؤال محرج جداً".


أيعقل أنّه لا يعجبك عمل أي ممثلة لبنانية؟
أذكر لي بعض الأسماء، وسأقول لك من تعجبني.


يوجد لدينا الكثير من الممثلات اللبنانيات اللواتي حققن نجاحاً عربياً مثل سيرين عبد النور ونادين الراسي ونادين نسيب نجيم وورد الخال وغيرهنّ.
أفضل ورد الخال، شاهدت لها حلقة من مسلسل كوميدي لها مع الممثل يورغو شلهوب"تقصد مسلسل عروس وعريس"، ما أحببته أنّها مقنعة جداً ولا تحرك يديها كثيراً ولا تحرك "كل الحاجات اللي بتتحرك دي" لأنه يوجد بعض الممثلات يستخدمنّ "كلّ حاجة بقى" كالحاجبين والأذنين والشعر. ورد عيناها معبرتان وأعجبتني.