منحت فرنسا المايسترو هاروت فازليان وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة ضابط، في حفل أقيم لهذه المناسبة في قصر الصنوبر، بحضور حشد من الشخصيّات السياسيّة والفنيّة والإعلاميّة وعائلة فازليان.

وألقى السفير الفرنسي إيمانويل بونّ كلمة أشاد فيها بمزايا المُكرّم فازليان، واصفاً إيّاه بأنّه رجل ذو ثقافة عالية وبأنّ أعماله مصدر فخر للبنان.

وأشار بون إلى نشأة هاروت فازليان في كنف والده المخرج بيرج فازليان ووالدته الفنّانة التشكيليّة والممثلة سيرو فازليان، فكان المسرح منزله الثاني والسمفونيّة التاسعة لبيتهوفن، المدخل لتعرّفه على الموسيقى.

وتابع بون ليتحدّث عن تربية هاروت فازليان الموسيقيّة في سنّ مبكرة في بيروت، وقال: "تعلّم عزف البيانو والكمان، ومن ثمّ هاجر عام 1976 إلى مونريال في كندا حيث تابع دراساته الموسيقيّة، وفي العام 1983، سافر إلى يريفان في أرمينيا للتخصّص في الموسيقى الكلاسيكيّة...".

وتطرّق السفير بون إلى قرار عودة المايسترو فازليان إلى لبنان عام 1997 بعد سنوات طويلة من الهجرة، لينضمّ بعدها إلى الكونسرفاتوار الوطني اللبناني، وتابع :"فكنت الرجل المُناسب في الوقت المُناسب بخاصّة أنّ الموسيقى الكلاسيكيّة في لبنان، إحتاجت بعد الحرب لولادة جديدة".

ونوّه السفير بمحطات مهنيّة ناجحة جمعت فازليان برموز فنيّة أمثال السيّدة فيرو، كما نوّه أيضاً بدوره الأكاديميّ في تعليم الموسيقى الكلاسيكيّة للجيل الجديد ونشرها من خلال المهرجانات الكبرى".

وبعد أن قلّد السفير بون المايسترو هاروت فازليان الوسام، ألقى الأخير كلمة جاء فيها: "أودّ بداية الإعراب عن مدى تأثري لوجودي في هذا المكان العريق، وفخري لمنحي وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة ضابط وعن مدى إمتناني لوزيرة الثقافة الفرنسيّة فلور بيلوران والتي تمثلونها هنا، ولفرنسا هذا البلد الذي حمل راية الموسيقى والفنون، ولطالما كان نتاج فنّانيه وثقافته جزءاً من عالمي".

وأضاف "سعيد بإنتمائي لعالم الموسيقى الساحر، هذا العالم الذي أسعى دوماً لمُشاركته مع من حولي".

وقال :"هذا الوسام يُحمّلني مسؤوليّة كبيرة للإستمرار في نشر الحب، الذي تعكسه الموسيقى من خلال هذه الرسالة السامية، وأشارك هذا الوسام مع عائلتي كما أهديه لوزير الثقافة اللبناني والمعهد الوطني العالي للموسيقى، وأعضاء الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية".

وختم فازليان: "الموسيقى حريّة وأنا مقتنع تماماً أنّه على الرغم من كلّ الظروف القاسية، وحدها الموسيقى هي نقطة الخلاص...".