وقّعت المؤرخة لينا المر نعمة كتابها الجديدFatwas Et Caricatures"فتاوى وكاريكاتير" الصادر باللغة الفرنسية عن دار سالفاتور للنشر، باريس وذلك يوم أمس فيSalon Du Livreفي جناح مكتبة أنطوان في معرض بيال .

بدأت نعمة بكتابة "فتاوى وكاريكاتير" عقب مجزرة شارلي إبدو حيث تضيء على خطورة التكفيريين والتحريض على القتل مشيرة الى أن "هذا شيء مخيف جداً أن يستطيع هذا الفكر الإرهابي أن يطبع كتباً في باريس ويبيعها هناك".

موقع "الفن" رافق المؤرخة لينا المر نعمة في حفل توقيع كتابها الجديد ، وكان لنا معها هذا اللقاء .

نبارك لك صدور الكتاب ، ولكن قبل الدخول في تفاصيله ، نسأل "لماذا تكتب لينا المر نعمة" ؟
صراحة في البداية لم اكن أريد أن أكتب ، ولكني صرت أقرأ أشياء متناقضة من كتاب الى كتاب وأسمع الناس يقولون أشياء أعرف أنها كاذبة ، فصرت أبحث في الكتب والمجلدات القديمة والصحف كي أصل إلى الحقيقة ، أصبح لي 35 عاماً وأنا أعمل في هذا المجال ، بحوث مكثّفة ولم أنتهِ حتى الآن .


تقولين إنك ألّفتِ كتاب "فتاوى وكاريكاتور" بعد مجزرة شارلي إبدو، أي في مدة 9 أشهر ، هل هذا صحيح؟
أنا كنت كتبت على الفايس بوك أني سأعمل على كتاب وهذا هو الكتاب وصحيح أنجزته خلال 9 أشهر ، ولكن عليك ان تقول 9 أشهر زائد 35 عاماً لانه في النهاية لو لم يكن لدي كل هذه المعلومات مسبقاً لما كنت انجزته في هذه المدة ، فالأشهر التسعة كانت لتدوين أشياء هي عندي .

بعض كتاباتك مزعجة ، لماذا؟
يقولون إن أكثر كتاباتي مزعجة لأنه اذا لم يكن لدي شيء أنتقده فلا أكتب ، مثلاً عندما يقول الناس إن بعلبك رومانية وأنا أريد أن أثبت أنها فينيقية فسينزعج الناس الذين إعتادوا على أن بعلبك رومانية ، عندما يتحدثون عن عصر النهضة ويرونه أنه شيء جميل جداً وأنا أظهره على أنه مظلم ظالم فسينزعجون لاني أثبت ذلك وهناك أشخاص يشعرون بأنهم "مَبخُوعون" ، لهذا السبب يمكن أن تعتبر أكثر كتبي مزعجة ، ربما الحقيقة مزعجة فمثلاً إذا كان لديك مرض سرطان والطبيب قطعه لك هذا شيء مزعج جداً وموجع ولكنك تفرح لاحقاً .


لماذا كتبتِ "فتاوى وكاريكاتور"؟
كتبته لأنه حصلت مجزرة شارلي إبدو مثلما كنت تقول ، والناس لم يستوعبوا ما كان يجري في فرنسا ، وهنا أيضاً لم يفهموا ، ولكن أكثر شيء رأيته هو أنه ستحصل حرب أهلية في فرنسا بسبب أشياء من هذا النوع ، وبسبب التحريض الطائفي الذي يستعمله السياسيون من الجهتين ضد الناس ، وأنا أردت أن أُظهر لماذا حصلت هذه الأشياء ولماذا ستحصل مجدداً ، هناك أشياء سياسية ستتغيّر جذريا ، لا يمكنك أن تلاحق الإرهابيين الصغار و"المعترين" وتضعهم في السجن وألا تسائل الناس الذين غيّروا لهم دماغهم وأخضعوهم لغسل دماغ بتحريض وتحريض وتحريض ، تحريض طائفي ، وتحريض على الناس الذين لا يفكرون مثلهم .

وأنا وضعت في هذا الكتاب صوراً لنصوص تُقول "إذهبوا وأقتلوا" أو أنها تمدح العبودية وتقول "إنه وقت الحرب يأخذونهم أسرى هؤلاء لا شيء ، العبد أو أسير الحرب هذا يساوي حماراً أو بغلاً أو حيواناً آخر ، ليس أكثر من حيوان ، هذا إنسان وأنا وصفت هذه النصوص وسردت ماذا فعلت الدول ، فبعض الدول دفعت أموالاً وهي تفتخر بذلك وتقول كم دفعت ليعمروا جوامع خاصة للتحريض ، يعني جوامع ومدارس لتعليم الإسلام الوهابي ، هناك مسلمون كثيرون غير موافقين على هذا الأمر ، وأنا لا أحارب الإسلام بل أحارب هذا الفكر .

وأظهرت في كتابي أن هناك الكثير من المسلمين الجيدين جداً وهم ضحايا ، وأول ضحايا لهؤلاء التكفيريين سيكونون المسلمين ، ونحن نرى الأمر في العراق حيث أكثر الذين قُتلوا هم مسلمون وليسوا مسيحيين ، وأنا وضعت صفحة عن مجزرة شعيطات التي ذُبح فيها في يوم واحد 2000 سُنّي ، والباقون من الشيعة والدروز واليزيديين والعلويين ، والكل ممكن ان يتم ذبحه بحسب هذا الفكر التكفيري ، هذا شيء مخيف جداً أن يستطيع هذا الفكر أن يطبع كتباً في باريس ويبيعها ويتم شراؤها هناك .

في كتابك تعددين أسباب الإرهاب في فرنسا ، فأي سبب هو الأهم؟

السبب الاهم من هذه الكتب هو التحريض وكونهم يسمحون لدول بأن تموّل هذا النوع من التفكير والكتابات ، يستعملون الإنترنت والدولة لا يمكنها أن تقوم بشيء ضد الإنترنت ، ولكن القانون الفرنسي يمنع التحريض على القتل ، ورغم ذلك تتم طباعة كتب تقول إنه يجب عليك أن تقتل المسلم الذي لا يصلي وتجلد المسلم الذي يشرب الخمر وترجم الرجل أو المرأة التي تزني ، نحن لا نقول إن الزنا أمر جيّد ولكننا نقول إن هذه أشياء ضد القانون الفرنسي ، هم لا يطبقون القانون ، فليطبقوه ،فلأُظهر كل هذه الأشياء وأفضحها كتبت هذا الكتاب .

هل سيترجم الكتاب إلى اللغة العربية قريباً؟

صراحة حقوق النشر ليست ملكي فقد إشتروها مني ، إذا كان هناك دار نشر أحبت أن تترجم هذا الكتاب فأنا مستعدة أن أشرف على الترجمة .

كما عدنا بهذين التصريحين الخاصين .


وزير الثقافة ريمون عريجي: نحن لدينا موقف وطني ضد كل هذه الحركات التكفيرية التي ليس لها أي شيء من الإسلام ، ونحن كنا طرحنا في وزارة الثقافة شعار المقاومة الثقافية حيث نلتقي بالنهاية كلنا مع هذه الكتب التي تصدر اليوم مع حرية الفكر التي نحن متمسكون بها في لبنان والتي نراها في Salon Du Livre من خلال الطاولات المستديرة والنقاشات التي تحصل ، نحن متمسكون بحرية الفكر وحرية التعبير وحرية التفكير ضد الفكر الواحد الذي تحاول هذه الجماعات الإرهابية أن تفرضه علينا بالقوة وبالتطهير العرقي .


نائب رئيس التيار الوطني الحر نقولا الصحناوي: أقول لـ لينا برافو لانها مثابرة وتعبّر دائماً بأسلوب الكتابة ، وهي أضاءت على موضوع مهم جداً وهو الفكر التكفيري الذي يجب أن نحاربه كلنا ونوعّي الناس عليه وعلى خطورته ، وهو الذي يبدأ برأس الإنسان وبفكره وبالتربية ، ضروري أن نقوم بإستنفار عام ضد هذا الفكر التكفيري ونعلم من أين بدأ وألا نراه فقط من خلال الشخص الذي يقطع رأساً ، بل من خلال الشخص الذي ليس لديه قبول للآخر ويريد أن يلغي الآخر .


لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.