ينافس فيلم حلم شهرزاد للمخرج فرنسوا فيرستر على جوائز مسابقة الأفلام الوثائقية بالنسخة الخامسة من مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد (2-6 أكتوبر - تشرين الأول)، حيث يُعرض الفيلم يوم الاثنين 5 أكتوبر - تشرين الأول ضمن فعاليات المهرجان الذي يُقام في السويد بهدف تعزيز التفاهم والتبادل الثقافي بين السكان الناطقين بالعربية ومجموعات إثنية أخرى تشاركهم العيش في السويد.



وخلال 5 أيام هي فعاليات المهرجان، سوف يتم عرض 120 فيلماً تتنوع بين الروائي والوثائقي والقصير، كما سيضم المهرجان الذي يعتبر حدثاً ثقافياً رئيسياً في السويد ندوات دراسية وورش عمل وصفوف دراسية، حفلات ولقاءات وثيقة بين حضور المهرجان من الجمهور وصُناع الأفلام.

وتأتي مشاركة حلم شهرزاد في مهرجان مالمو للسينما العربية بعد حوالى شهر واحد من فوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم في مهرجان أفانسا السينمائي بالبرتغال ضمن مسابقة التلفزيون الدولية، والتي جاءت عقب فوز الفيلم بـجائزة أفضل فيلم وثائقي من جنوب أفريقيا في مهرجان ديربان السينمائيالدولي بجنوب أفريقيافي نهاية يوليو - تموز الماضي.

وقد انطلق العرض العالمي الأول لفيلم حلم شهرزاد في الدورة الـ 27 من مهرجان أمستردام الدولي للسينما الوثائقية في نوفمبر - تشرين الثاني 2014، ضمن قسم Masters الذي يوصف بأنه يضم نخبة الأفلام الوثائقية لكبار السينمائيين عالمياً، ثم فاز بجائزة الحسيني أبو ضيف لأحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وقد شارك في عدة مهرجانات أخرى منها مهرجان هيومن رايتس ووتش للأفلام بلندن في عرض كامل العدد بعد إقبال الجمهور عليه، ومهرجان D-CAF (مهرجان وسط البلد للفن المعاصر).

ويتناول فيلم حلم شهرزاد التطورات السياسية والاجتماعية في السنوات الأخيرة بمصر وتركيا في إطار جذاب غير معتاد يعتمد على حكايات كتاب ألف ليلة وليلة، حيث يدمج الرصد الوثائقي بالموسيقى والتناول السياسي، ويستعير الفيلم شخصية شهرزاد الشهيرة لاستكشاف كيفية تواكب الإبداع مع وسائل التعبير السياسي رداً على القمع. يقدم الفيلم مجموعة من الشخصيات ذات خلفيات متنوعة، منها مايسترو أوركسترا تركي يستخدم مقطوعة شهرزاد للمؤلف الموسيقي راميسكي كوريسكوف كأداة لتعلم السياسة، مع ممثلة لبنانية تتصالح مع ماضيها بأن تصبح ناشطة على الإنترنت في مصر، فنان بصري عجوز يجسد حلمه عن شهرزاد في شخصية حكاءة شابة وجميلة، ثم رحلة قاصة سكندرية أثناء لقاءاتها مع أمهات شهداء الثورة سعياً لتحويل شهاداتهن إلى عروض حكي أدائية.

وبينما اعتمد الفيلم بشكل كبير على التمويل الشخصي، تلقى أيضاً مساهمات أخرى عبر عدد من الجهات، وهي: مؤسسة جنوب أفريقيا الوطنية للسينما والفيديو، صندوق مهرجان أمستردام الدولي للسينما الوثائقية / بيرثا، صندوق ساندانس الوثائقي، أفلام سبير، صندوق وورلدفيو التابع لـاتحاد إذاعات الكومنولث، الصندوق السينمائي الهولندي، الاتحاد الأوروبي ومبادرة وثائقيات لأفريقيا (أفري دوكس).

وتم إنتاج الفيلم بتعاون بين فيرستر مع وائل عمر من شركة أفلام ميدل وست، شميلة سِدات من شركة آندركارانت للسينما والتلفزيون التي أسسها فيرستر، ونِيل براندت من شركة فايروركس ميديا. كما شارك في الإنتاج فليركنوبتش ودنيس فاسلين من شركة أفلام فوليا (هولندا)، لوكاس روزانت من شركة أفلام مِليا (فرنسا)، سريين هُليلة وريم أبو كشك من شبكة حكايا الإقليمية.

فرنسوا فيرستر هو مخرج وصانع أفلام وثائقية حاصل على جائزة إيمي، وصاحب خلفيات وخبرات متنوعة في الأدب، الموسيقى والسينما، وقد وُلد في عام 1969 بجنوب أفريقيا، ونال درجة الماجستير في الأدب من جامعة كيب تاون، ثم شارك في عدد من الأفلام الروائية المستقلة، قبل أن يقدم فيلمه الوثائقي الأول كمخرج ومنتج، وهو فيلم أرستقراطيو الرصيف: مشردو كيبتاون (1998)، وهو الفيلم الذي نال عنه جائزة أفانتي الفنية، وقدم بعد هذا عدداً من الأعمال الحائزة جوائز دولية، منها: محاكمة أسد (2002)؛ الفائز بـجائزة إيمي في 2006، عندما تنتهي الحرب (2002)، منزل الأمهات (2006) وأيام لقاءات البحر (2009).