قدّم موسماً مثمراً وخرج منه بمسلسلين سيسجلان في أرشيفه الذهبي ودفتر الدراما السورية.

.. أبدع في فتنة زمانها كوميدياً، ومن ثم كان المسيحي الذي يتزوج مسلمة ويدعوها للمسجد يوم الجمعة ويرافقها للكنيسة يوم الأحد... حتى تشكلت به لوحة النجم المختلف في سماء دراما 2015.
الفن يفرد مساحة لحوار مع النجم حسام تحسين بك وبشكل خاص وحصري .

عدت إلى الكوميديا العربية من باب واسع من خلال "فتنة زمانها".. ماذا رأيت في العمل؟

رأيت مسلسلاً وراءه هدف واحد وهو تقديم الفائدة والجديد للمشاهد العربي، وإعادة الألق للعمل العربي المشترك ورغبة منه في حشد نجوم عرب من أكثر من بلد عربي، وكل هذه سمات وصفات افتقدناها كثيرا في الدراما العربية وكذلك في الكوميديا وأعتقد أن فتنة زمانها تمكن من تحقيق نقاط إيجابية وبميزات خاصة به لم يسبقه إليها أحد.

ما أبرز تلك السمات من وجهة نظرك أو من مشاهدتك؟

يعني أنه كان أول مسلسل كوميدي عربي يحشد له نجوماً من الصف الأول من سورية ومصر، كسامية جزائري مثلا واحمد راتب، وهذه ميزة نادرة في مسلسل عربي، كذلك كان تصوير مسلسل عربي مشترك وكوميدي في بلد خليجي له علامة عالية في سلم الميزات.

هل شعرت بغرابة شيئا ما لكونك في كوميديا عربية مشتركة في بلد يتم فيه هكذا مسلسل لأول مرة؟

لا أبدا خصوصاً أن قصة المسلسل تروي حكاية عائلة سورية وبالتالي فمحيط القصة محفوظ عندي وأعيشه يوميا في دمشق، وكذلك مشاركة نجوم كبار من سورية ومصر ولبنان والخليج أعطى سمة شاملة للعمل فانتفت الغرابة بشكل تام.


ما الصحيح في ما أثير حول مشاكل وتوقف تصوير المسلسل لأيام؟

لم يحصل شيء من هذا، والمشاكل كانت خارجة عن الإرادة وتتعلق بصعوبة تحويل الأموال بالنسبة للمسلسل فتأخرت الأجور لأيام قليلة فكان من إدارة الإنتاج أن منحت فريق العمل كله إجازة من التصوير ليومين أو ثلاثة وتم حل الخلاف الذي لا أرى أنه خلافا.


كانت شخصيتك في مسلسل "بانتظار الياسمين" مؤثرة.. كيف تتحدث عنها؟

هي شخصية واقعية جدا، فرجل مسيحي يريد الزواج من مسلمة ويكون هدفه متعدد الأوجه، فمنها العاطفي ومنها السترة في الكبر ومنها الوطني في ظروف عصيبة يمر بها البلد.. هذا واقع لا أرى غرابة فيه وأستغرب التركيز عليه طالما أن الحالة متوفرة في المجتمع السوري بنسبة ليست عادية ومنذ سنوات طويلة.

تقول لها في النهاية.. سنذهب الجمعة للمسجد والأحد للكنيسة.. هل تؤمن بهذا الطرح في حياتك الشخصية؟

طبعا أؤمن فالوطن يتطلب الكثير من الليونة وعدم الوقوف عند جزئيات صغيرة، وفي تجربتنا في سورية لدينا الكثير من حالات الزواج بين مسلمين ومسيحيين، وأعتقد بأن الدراما تأخرت حتى جسدت هذا في التلفزيون.

والمسلسل عموما كيف رأيته؟

من أفضل وأروع ما جادت به الدراما السورية وعلى كافة النطاقات، وهناك كثيرون استغربوا القدرة على تخريج عمل كهذا، فليس سهلا أن تختصر المجتمع السوري داخل حديقة عامة وتصور حالته بشمولية تامة، وهذه نقطة تسجل للمخرج سمير حسين.

وفنياً.. ماذا رأيت؟

كل شيء كان يسيرا، وتجميع أكثر من خمسين من نجوم الصف الأول في مسلسل كهذا وفي ظروف صعبة، هو إنجاز كبير ومهم ويجب أن يبنى عليه للمواسم المقبلة، حتى أنك تحتار فيمن يكون النجم الأوحد، بل قل إن النجم الأوحد غائب تماما عن العمل، لأن البطولة كانت جماعية.

برأيك لو تم تصوير المسلسل خارج سورية.. هل كان سيكون أقوى وأفضل؟

لا أبدا، بل قوة المسلسل هي في انه تم تصويره في الداخل، كما لو أنه تم تصويره في الخارج لفقد الكثير من السمات الأساسية المميزة وأبرزها البيئة الحقيقية له، فضلا عن المناخ الذي اقترب في المسلسل من الحقيقة. لا أرى ضرورة لتصوير أي مسلسل سوري خارج سورية إذا توافرت له شروط العمل الناجح أو حتى أقل من كلمة ناجح بقليل.

بيئة حقيقية في بإنتظار الياسمين، وبيئة مصطنعة في فتنة زمانها.. كيف تقارن؟

لكل عمل خصوصيته، ففتنة زمانها مسلسل كوميدي قصته عن سوريين خارج سورية ويقيمون في منتجع وبالتالي لا يمكن لك أن تصوره في سورية بالمطلق.. بينما بإنتظار الياسمين بيئي سورية وشارع سوري ولا يمكن لك أن تصوره إلا في سورية. لا يمكن المقارنة بين المسلسلين من حيث البيئة. هكذا اعتقادي.



والدراما السورية عن موسم كامل كيف رأيتها؟

ما زال ينقصنا الكثير لنعود أو لنسجل انطلاقة أقوى، لكن بالنسبة للموسم الحالي تحديدا فقد سجلت الدراما السورية أفضل موسم لها بين سنوات الأزمة وتمكنت من صنع شيء جديد على كافة المستويات، المحلية والعربية، وعلى مستوى الكم حينا، والنوع حينا آخر، وأرى أنه لن يكون هناك أدنى خوف عليها في السنوات المقبلة.

ما أكثر المسلسلات التي أثارت انتباهك في شهر رمضان؟

مسلسل حرائر كان جيدا وحقق قفزة نوعية على مستوى دراما البيئة الشامية، وكذلك مسلسل غدا نلتقي فقد قدم شيئا رائعا تحتاجه الدراما العربية كلها، ومسلسل العراب نادي الشرق الذي جاء بشكل جديد ونوعية مختلفة على صعيد الأعمال الكبرى.

طالما أنك تكتب سيناريو في العادة.. هل ترى من الصواب توجه الكتاب نحو روايات عالمية لترجمتها إلى الحالة المحلية؟

بصراحة كثرت التشابهات بين النصوص في السنوات الأخيرة بسبب طغيان الأحداث في سورية على ما تطلبه الدراما والكثير من الكتاب استهلك الحالة في مواسم سابقة، فجاءت الروايات أو الأفلام العالمية لتكون الحل.

الأمر ليس صحياً بالمطلق لكنه ليس سلبيا بالمطلق أيضا... يجب أن نشاهد روايات مسقطة على الواقع ويجب أن نرى أفكارا جديدة من خيال الكتاب أو مشاهداتهم.