كارلا بطرس فنانة لبنانية برعت بتقديم انماط عديدة وشخصيات مختلفة، وادوار مركبة، هذا في التمثيل امّا في الحياة الطبيعية فهي وجه لشخصية واحدة حقيقية وصريحة .


تعمل بجهد وجد لتنال الرضى الذاتي قبل رضى الاخرين، جميلة جداً جريئة جداً في اختيار الادوار وتحويلها من مجرد شخصيات وهمية الى حقيقية نعيش معها وتعيش معنا، فهي قدمت ادواراً ربما ترفضها اي ممثلة أخرى كبائعة الهوى والمثلية، كذلك قدمت ادواراً اخرى تفتخر بها ونحن نفتخر بها كممثلة لبنانية محترفة بدرجة جيد جداً.

كارلا بطرس اخبرينا في البداية عن مشاركتك في فيلم "فيتامين"؟
انا العب دور "سناء" مالكة الاوتيل في ضيعة "بير المير"، وهي سيدة تعشق الضيعة كثيراً وترفض مغادرتها على الرغم من المعاناة التي يعيشها السكان "كل شي بهالضيعة عم بيموت" والفقر متفش فيها وشبابها هجروها ،حتى حبيبي تركني ورحل ولكنني رفضت الذهاب معه، سناء هي المرأة المناضلة التي تحافظ على الناس والقرية والوطن، هكذا هي سناء وفي هذه النقطة بالتحديد تشبهني كثيراً.


ترفضين السفر والمغادرة وترك الوطن، على الرغم من هذه الظروف التي نعيشها وانت المسؤولة عن ابنتيك؟
اذا فكرت عاطفيا من الممكن ان اخذهم وارحل الى حيث الامان، ولكن ماذا نفعل بلبنان بهذا الوطن الحبيب ولمن نتركه.


وكأن الفيلم يحمل رسالة مهمة، فشبهناه لهذه الضيعة التي تعيشون فيها على الرغم من كل تعتيرها.
بالتاكيد، وهذا الكلام هو الذي يجب ان يصل للناس ولمشاهدي الفيلم، طبعاً هناك الكوميديا والضحك والفرح في الفيلم والقصص غير المتوقعة، ولكن يجب ان تصل رسالتنا ايضاً للجمهور.

من اخترع سناء، ومن حولها من حبر على ورق الى هذه الشخصية التي نشاهدها في الفيلم، وانا على يقين بانك انت من تصنعين الجزء الاكبر من الشخصيات التي تجسدينها في اعمالك؟
واجب على كل ممثل ان يقوم ببحثه الخاص حول الشخصية التي يقدمها وان يلبسها على طريقته ما يناسبها، ولكن هناك النص الذي ننطلق منه وهو الاساس في صناعة الشخصية ثم اضيف عليها خبرتي واحساسي ولون الشخصية طبعاً بالاتفاق مع الكاتب والمخرج، وفي الفيلم صنعت سناء بالاتفاق مع الكاتبة كلود صليبا والمخرج ايلي ف حبيب، فعندما يأتون بممثلة تمتلك الخبرة فهم ينتظرون في المقابل ان تقدم لهم ما يرضيهم وهذا ما حصل في فيلم "فيتامين" اضافة لنظرتهم الخاصة حول كيفية اخراج الشخصية للناس.

تقدمين ادواراً عجيبة غريبة، كما حصل معك في مسلسل "الاخوة" فالجمهور احب شخصيتك في العمل
احبها وتفاجأ بهذه الشخصية، ولكنني لن اخفي عليك انني كنت خائفة من ان يكرهها، ولكن حصل العكس فالناس احبوا "رحاب" واحبوا كيف عالجت تركيبتها وهي المرأة الاتية من فقر كبير الى حياة الترف والجاه والمال، هذه الحياة التي لا تعرف عنها شيئاً.

الى أي درجة يساعد اختيار الممثل المحترف من قبل المنتجين في إنجاح اعمالهم؟
المنتجون يستعينون بالمحترفين لضمان نجاح اعمالهم، وهذه حقيقة لا احد يستطيع اخفاءها، هم يقرأون لنا النص ويضعوننا بفكرته الاساسية ويتركون لنا مهمة وضع الماكياج المناسب له، كيف نضع احساسنا ونخلق البيئة التي اتت من هذه الشخصية لنعرف كيف سنقدمها بالصورة الصحيحة للناس.
رحاب كانت "ست خوتة "تصرخ دائماً ولا شيء مهماً عندها سوى المال والجاه، ولكني عدت واسست الدور كما رأيته، هي " Nouveau riche " ما شايفة شي بلبنان وكانت فقيرة جداً ثم اغتنت، "اشتغلوا على حالن وزوجها صار معه مصاري يعني صارت اذا بدك مع اعتذاري للسيدات اللبنانيات تحب المظاهر" ولكنها ليست سيئة كانسانة لا تبيع نفسها او بناتها فهي مثل كل ام عربية تريد أن تزوج بناتها لشاب جميل ولديه المال "وهيدي كليشه معتمدة بايامنا الحالية".


وأضفت عليها الطابع المهضوم ايضاً؟
حولتها قليلاً الى سيدة مهضومة ، رحاب سيدة قاسية فكيف سيتقبلها المشاهد في 120 حلقة، فاضفت اليها "شوية هضمنة ومشي الحال".

ماذا عن سناء في فيتامين؟
سناء في فيتامين كلاسيكية اكثر، لست كوميديانة في فيتامين، فانا اقدم في الفيلم الشخصية الرصينة الراكزة.


ماذا بعد فيتامين والاخوة، احسسنا بانهم بدأوا يلاحظون موهبتك اكثر من السابق اليس كذلك؟
تحديداَ ليست القصة ان يطلبوك في اعمالهم بقدر ما هي قصة تفرغي اكثر للتمثيل، انا في النهاية أم لطفلتين اهتم بكل تفاصيلهما بحكم غياب الوالد المبكر عن عالمهما وغيابه عني ايضاً بسبب ذلك الحادث الأليم الذي اودى بحياته، اليوم اصبحت مرتاحة نفسيا اكثر من السابق "البنات كبروا شوي" واصبح بامكانهما الاتكال على نفسيهما ببعض الامور واصبحت قادرة على الابتعاد عنهما لوقت اطول، فاصحبت تلقائيا اقبل عدداً كبيراً من الادوار التي كنت ارفضها في السابق كي لا ابتعد كثيراً عن منزلي وابنتي.
ايضاً الانتاج اصبح غزيراً اكثر من السابق خصوصا اننا اصبحنا نخوض تجارب الانتاجات العربية المشتركة ، وهذا العامل اثر بطريقة ايجابية طبعا على عجلة الدراما العربية ككل، عندما دخلت مصر وسوريا والامارات والخليج في هذه الدوامة الجيدة جداً اثرت ايجابيا علينا كممثلين وعلى المنتجين والمخرجين والكتاب وعلى كل من يعمل في هذا القطاع.

الافادة كانت للممثلين اللبنانيين ام العرب؟
كانت جيدة للطرفين، هم استفادوا بدخول وجوه جديدة ومحترفة على انتاجاتهم، وجوهنا مختلفة هضامتنا مختلفة، اداؤنا مختلف فكل ممثل يختلف اداؤه عن الاخر بحسب بيئته، ونحن استفدنا من حصولنا على فرص عمل اكثر، في لبنان الانتاجات كانت قليلة نسبة لعددنا الكبير، مع احترامي للجميع نحن في لبنان لدينا ممثلات جميلات وبارعات، نجوم شباب مرعبون في ادائهم ، وكتاب ومخرجون مبدعون، لدينا مواهب مخيفة ولكن الفرصة هي التي كانت تنقصنا وقد اصبحت بفضل الانتاجات العربية المشتركة اكبر والحمدالله.

هل سنراك في رمضان المقبل في عمل عربي مشترك جديد، ما هي اعمالك الجديدة على وجه العموم؟
اتمنى ان اشارك في اعمال عربية مشتركة جديدة، هناك عملان لن اتكلم عنهما بطريقة جدية قبل توقيع العقود، انا من ناحيتي لا احب ان اخلط الامور بعضها البعض ولا ادعها تختلط باموري الحياتية والعائلية لذا عندما اوقع على اي عمل يجب ان اكون على معرفة بكافة تفاصيل ومواعيد تصويره والانتهاء منه ،احب ان ابقي اموري منظمة قدر المستطاع. هناك عرضان واحد سوري والاخر مصري "انشالله خير".

هل تواجهين صعوبة كامراة وحيدة تقوم بتربية صبيتين وإمرأة عاملة في قطاع التمثيل تحديدا حيث يتطلب الامر احيانا غياباً كبيراً عن المنزل وعنهما؟
احاول قدر الامكان اقامة التوازن ما بين حياتي الشخصية والعملية، خصوصاً انني وكما قلت المسؤولة الوحيدة والمباشرة عن كل شيء يخص ابنتي، الامور ليست بهذه السهولة وسؤالك في محله ، يجب علي ان ارى حجم الدور ونوعيته ونوعية المسلسل وطريقة انتاجه وكم من الوقت يلزمنا للتصوير، فاذا كان العمل يستحق ان ابتعد فيه لوقت طويل عن عائلتي او لا يستحق، كلها امور يفترض علي ان اخذها في الحسبان.


هل توافقين مثلا على ادخال رجل جديد إلى حياتك وحياة فتاتيك، ام ان الموضوع اصبح خارج تفكيرك؟
انا الآن اعيش لابنتي ولعملي فقط، كل ما يهمني ان اؤمن لهما حياة مستقرة، والحياة قسمة ونصيب، امّا اذا ما كان سيدخل رجل جديد الى حياتي وحياة ابنتي فللموضوع حسابات عديدة ودقيقة ، وبعيدة عني في الوقت الحاضر، حاليا لا رجل جديداً في حياتي.


كارلا بطرس نحن ليس لدينا ادنى شك في قدرتك على ادارة امورك كما يجب، ونتمنى لك كل التوفيق.
وانا بدوري اشكر دعمكم الدائم لي، واتمنى ان اقدم أعمالاً جديدة افتخر بها، واتمنى لهذا الوطن الحبيب كل الخير، واعياداً مجيدة ومباركة للجميع واتمنى ان يحمل العام الجديد كل الخير لكل الناس.