"Floraison" هو إسم على مسمّى، إختارته الفنّانة التشكيلية الشابة مايا فارس عنواناً لمعرضها الفردي الذي يقام في "غاليري Exode" الأشرفية من 15 أيلول سبتمبر الجاري إلى 27 منه.


شاعريّة العنوان ومعناه الخصب المورق والمزهر، يلمعان جمالاً وإبهاراً، في لوحات مايا المنسلّة من سكون الضياء، ومن رهافة العناصر، إذْ ثمّة شفافية نورانية عالية التأثير، وثمّة رومانسية موسيقية باطنة التصوير، تسري في مشهديات الأعمال المعروضة للفنانة.

وعلى الرغم من تعدد تقنيات هذه الأعمال بين الأكواريل والبورسلين والزيت على الكانفا، فإنّ وحدة الأسلوب المنبثق من مخيّلة مايا ومن ذهنيّتها وتفاعلها الحسي والتعبيري والرمزي والطبيعي مع العناصر والأشياء والمرئيات الماثلة بين المكان والزمان، أتاحت للمتلقّي فرصة الوقوف أمام لوحات فنية بمستوى وحرفية عاليين ، خصوصاً أنّ الفنّانة فارس تابعت دورات في دروس الفن التشكيلي مع فنانين عالميين نذكر منهم ادواردو ريس، وميكيتا ناريتا، وباتريزيا أريفياري، وريغوبرتو.

الورد الجبلي، البيت الريفي، الشجر، النهر، الجِرار، كلّ هذه العناصر تتهادى في لوحات مايا عبر ظلال الألوان الرائعة الهادئة التي اختارتها بذكاء، ما جعل لوحاتها تتباسق بجمالية الخط والشكل والضوء نحو الأعالي، كأنّ الوردة ههنا مصباح مُضاء بزيت العطر، وكأنّ البيت شجرة حُلم وخيال، وكأنّ الشجرة نهر ينساب عند ضفاف القلب.

حتى الوجوه الإنسانية والرموز التي تعبّر عن غضبٍ ما، أوثورةٍ ما، أوكبرياء لافت، تغدو الملامح والألوان الصارخة فيها، أشبه بجمال ثائر، وبمِلْوَنة فائقة الإيحاء والتصوير والرهف.

مايا فارس، تحمل في معرضها" Floraison"، بطاقة دخول راقية إلى حرفية اللوحة، وتحتفظ في الوقت عينه بأصالة مشهودة، تستمدّ من البيئة اللبنانية طبيعتها الريفية الأخّاذة، الأمر الذي يتيح لها بأنْ تكرّس ريشتها في ساحة اللوحة اللبنانية المتميزة، بآفاق مستقبلية واعدة ورائدة.

وتميز المعرض بحضور لفيف من الفنانين تقدمهم الفنان حسن جوني والأهل والأصدقاء ومحبي الفن التشكيلي.