إنطلقت في عمر 14 عاماً حيث سافرت وشقيقتها الفنانة رونزا مع الأخوين الرحباني والسيدة فيروز إلى royal albert hall بلندن حيث كانت أصغر أعضاء الفرقة سناً ، وحينها كانت هي ورونزا الوحيدتين اللتين غنتا صولو غير الفنانة هدى .



بعمر 17 سنة شاركت مع الأخوين الرحباني في برنامج "ساعة وغنية" ، بعدها أطلت على المسرح الملكي بالأردن وكذلك بعيد الجيش الأردني ، كما شاركت بمسرحية "المؤامرة مستمرة" وبمسلسل "من يوم ليوم" أيضاً للأخوين الرحباني وهذا كله وهي لا تزال على مقاعد الدراسة .

الفنانة فاديا طنب الحاج التي تطل هذه الأيام في حفلات فريقTriorientالذي يضمها وشقيقتيها الفنانتين رونزا وأمال طنب ، إضافة إلى مشاركتها الدائمة في حفلات فرقة سارباند الألمانية ، إلتقيناها في النشرة في هذا الحوار الصريح .

إنطلقتِ من لبنان بعمر صغير وحينها أصبح إسمك على كل لسان ، ما الذي أخذك إلى ألمانيا ؟

كانت الحالة الأمنية غير مستقرة في لبنان وتوقّفت الأعمال الفنية والرحابنة أوقفوا العمل ، تزوجت وتلقيت علومي الجامعية بعلم النفس وبدأت بالماستر ، ودرست 3 سنوات بالكونسرفاتوار وأنجبت أول ولد . بعمر 22 عاماً تقريباً قررت وزوجي أن نترك لبنان نهائياً "كان إجانا bourse كعيلة" وسافرنا إلى ألمانيا حيث كان زوجي دكتور وعاد وحصل هناك على دكتوراه ثانية بأبحاث بالفيزياء النووية ، وأنا خضعت لإمتحان دخول إلى كونسرفاتوار ألمانيا "كنت محضرة حالي من هون" وعدت وتلقيت دروساً خصوصية "لأنو ع 300 بياخدو 13" وكنت الوحيدة من الشرق الأوسط ، وكان ذلك إنجازاً وكان زملائي في الدراسة أصغر مني سناً ولكني تميزت بالخبرة على المسرح وبالغناء وعلى كل الأصعدة ، وكنت من الذين لديهم دائماً علامات عالية جداً ويأخدون أدواراً بالكونسرفاتوار .



كيف إنتقلتِ للعمل مع فرقة سارباند الألمانية ؟

بعد عامين على وجودي بالكونسرفاتوار هناك تعرفت على فرقة سارباند ، التي عملت معها في مهرجانات بعلبك عام 1998 وأخيراً بأوبرا مسقط ، فإلى جانب دراستي بدأت العمل مع الفرقة وعملت تسجيلات بالإذاعة الألمانية الكلاسيكية وإشتركت معها بمهرجانات كثيرة "مدير الفرقة بالصدفة حِضِي بحدا" من الشرق الأوسط يغني الغربي والشرقي ويستطيع مزجهما وقال لي :"بكل صراحة عايزك أكثر لأنك جايي من حضارة موسيقية شرقية بتتميزي عن 5 آلاف صوت متلك عم بيغنوا بالأوبرا ، لونيلي وعَرّبيلي الموسيقى الغربية الـ medieval music".


ما الأصعب الغناء الشرقي أم الغربي ؟
هناك أصوات تخلق من بطن أمها ، حتى لو خلقت بصحراء الجزيرة العربية ، تشعر بأن هذا صوت لو أنه لم يسمع أوبرا بحياته إذا تعلّم تقنية الأوبرا ينجح ، صوتي يستطيع أداء الأوبرا لكنها لا تليق بي ولا أتميز بها ، تليق بي الطبقات "اللي بدّا dramatic وبدّا صوت لونه غامق" ، صوتي mezzo soprano alto وحتى contralto فهذا النوع مطلوب في الخارج ولكن بصراحة لا أتميز به مثلما أتميز عندما أغني medieval music مشَرَّق الذي فيه مزيج شرقي غربي وأنا أرتاح فيه لأنه يشبهني .

هل تشعرين بأنك مقدرة إعلامياً أكثر خارج لبنان ؟
أشعر بأن هناك إحتراماً لشخصي في لبنان ، والذين يعرفون ويتابعون أشعر بأنهم يحترمون عملي ، عندما أقدم عملاً في لبنان ويشاهدونه يعطوني حقي فيه ، وإذا كان العمل في الخارج وأنا لا أغطيه لا يعلم به أحد "يعني بعدو بتِنشِهر بسرعة أكتر إذا غنيت بنادي ليلي أو ما بعرف بأي مطعم هي والناس عم تلعوِس بقدونس ولحم مشوي".
الإعلام هناك يعطي الفنون على أنواعها حقها ولا يركز فقط على الترفيه ، بينما الإعلام هنا "بدو يعيش ويجيب دعابات" ويسلّي الناس التي لا تستطيع أن تدفع وتحضر المهرجانات "اللي جايي تعبان على بيتو بدو يجي يموّه بيقلك ما بدّي شي ثقافي".


ما رأيك ببرامج الهواة التي تعرض اليوم وبلجان تحكيمها ؟
لا أتابع هذه البرامج إلا إذا صودف مروري أمام التلفزيون فأرى مشهداً فقط ، البرامج التي تُشرك أشياء مختلفة عن بعضها لا أؤمن بها يعني مثل "arabs got talent لأنو ما فيك تحط واحد متلاً يعمل جمباز شي بياخد العقل حدّ واحد بيغني شي بياخد العقل وبدك تختار واحد".
The voice لم أتابعه ولكن قالوا لي إن فيه أصواتاً جميلة جداً ، أعضاء لجنة التحكيم في ذا فويس عاصي وشيرين وكاظم وصابر "كلّن مناح ، هول مذوقين وبيعرفوا"، ولكن هذه البرامج "بتمشّي التلفزيونات ما بتمشّي الفنانين".

إذا أنتِ اليوم ضمن لجنة تحكيم ، كما كنت في برنامج سوبر ستار ، ما هو عدد الناجحين والراسبين فنياً في لبنان ؟
الذي يستمر يكون قد نجح "إذا بدي إنتقد الصوت في أكتر من 50 بالمية بيسقطوا" ، في برنامج سوبر ستار كنت أدخل في التفاصيل وأعطيهم علمياً لماذا هذا أفضل من ذاك "مش لأنو هيدا عجبني أكتر أو إنت حبيتك أكتر هيدي ما في منا".


ربما سوبر ستار لم يستمر لأنه كان يرتكز على الصوت
أنا الوحيدة التي كنت علمية، الباقون كانوا يحكون أشياء ثانية من نوع "صوتك بحبو متل ما بحب الرز ع دجاج" كان يصدر الكثير من التعليقات من اللجنة مثل هذا التعليق .
كنت أحب أعضاء اللجنة كثيراً وأتفق معهم كثيراً ولكنني كنت أشعر بأنه ليس هناك علاقة بما أقوله أنا ولكني كنت أقول "أوكي بتعطي تنويع".

أخبرينا عن رحلتك إلى سلطنة عمان حيث شاركت بحفلات منوعة بين Triorient وغالا رحباني وفرقة سارباند
رحلة عمان خلال أسبوع واحد غنيت بثلاثة برامج فنية مختلفة ، برنامج "غالا رحباني" لغدي وأسامة الرحباني حيث أحيينا حفلتين ، حفل مع فرقة سارباند حيث كنت أنا الصولو الوحيدة مع 9 موسيقيين ، وحفل Triorient مع ورونزا وأمال والأوركسترا الوطنية .
الجمهور كان مهذباً جداً ويصفق بنفس الطريقة لكل الأشياء ، والنقد الصحفي كان إيجابياً جداً .


ما قصة الكتاب الذي أهداكِ إياه زوجك ؟
زوجي يوسف كمال الحاج هو ناشر الكتاب حيث إتصل بكل الناس الذين عملت وأعمل معهم وأيضاً بكل الذين يعرفوني private ، وطلب منهم أن يكتبوا كلمة عني ، الكتاب هو نوع من تقدير مثل يوبيل ذهبي لي ، فيه كلمات للسيدات مي عريضة ونورا جنبلاط ونايلة دو فريج ولـchef d'orchestres وغيرهم ، وتواصل زوجي بالأكثر مع سارباند الذي لديه لائحة بكل الأعمال التي قدمتها .

أثرتِ ضجة العام الماضي من خلال عرض puzzle للفنان البلجيكي المغربي سيدي لاربي شرقاويوالذي قدمته فيمهرجانات بعلبك ، كيف واجهتِ الإنتقادات حينها بسبب "الرقص" على ترنيمة "إن البرايا بأسرها"؟
أنا طلبت أن أقابل المطران لكنه كان حينها مريضاً ولم أعرف رأيه الحقيقي بالموضوع ، عرفت فقط رأي الخوري الذي هو اليد اليمنى للمطران ، قبل يومين من الحفل سهرت للساعة الرابعة فجراً كتبت له رسالة عن الفن العالمي والـetique بالفن وأخلاقيات الفن ، وقلت له إنه حين كنت لا أزال طالبة كنت بمجموعة أوبرا ميونخ غنينا boris godunov وكان المسرح كله أيقونات روسية و boris godunov يغني بالروسي ، وكان هناك مشاهد بالقصة فيها القليل من الجرأة "بس ما حد إنتقد" من قِبَل الكنيسة الروسية والأورثوذكسية التي هي إحدى المرجعيات لكنيستكم "خصوصاً إني رحت لعندن فَرجَيتُن المَشاهد "إنّ البرايا بأسرها" الراقصين يتوقفون عن الرقص بيعملوا شي بيشبه تمثال الشهداء بيصير تَحَرُكُن هيك ما شي".

وأضفت في رسالتي :"أنت تعرف أني إبنة الكنيسة وأنا إبنة شقيقة المطران خضر الذي أعطاني بَرَكته ، إذا كنتم تريدون إنو نشيل (إن البرايا بأسرها) اللي نحنا عاملينا عن قناعة إيمانية ، رح نشيلها بس مش رح نلغي المشهد يعني رح نعمل مشهد صامت وهيدي يمكن تُعتبر تحدي ويصير في نقد لكنيستكن أكتر ما نحنا نتضايق" ، فإتصل بي الخوري في اليوم التالي وقال "ست فاديا معك ضو أخضر نحن نحترمك ، إعملوها كاملة وما تلغوا شي".

وأنا أريد أن أقول إنه في كل عقودي مع سيدي شرقاوي ممنوع العري وأي شيء فيه عنف على المسرح "لازم دايماً تكون المسرحية clean لإقبَل إشتغل فيها أنا والكوريغرافي".

هناك خوري أرثوذكسي قال "بدو يكب علينا بندورة وبيض" ، والإعلامية هلا المر إنتقدت الحفل ، لبنان وَسَط يحبّذ المشاكل والناس تنتظر "سكوبات" لتتكلّم ، "قَطَعِت الحفلة على رواق وأخذنا tres bonnes critiques" . مثل بعلبك عام 2000 عندما قدّمت "نشيد الأناشيد" ونصّه موجود بالعهد القديم وعمره 4 آلاف سنة "بلشوا بدّن يقوصوا علينا لأن كان هناك إنتخابات قادمين عليها" كيف أغني نصاً من "نشيد الأناشيد" الذي يحكي عن "سليمان" وجيشه ويأتي على ذكر "إسرائيل" و"أورشليم" ، و"أذكى ناس طُلعوا" حزب الله الذين قالوا "نحنا ما منتدخّل بالموضوع إذا هيدا نص biblique عمرو 4 آلاف سنة" ، القوميون هم الذين "قاموا القيامة" وعادوا وسكتوا .


ما تعليقك على إنتقاد رئيسة تحرير النشرة هلا المر لهذا الحفل ؟
هلا متعصبة لأرثوذكسيتها وأنا أيضاً متعصبة "لنُصّ أرثوذكسيتي" ، هلا كانت من الأشخاص الذين لم يحبّذوا أن يكون هناك رقص وتراتيل "مع بعضها" ، وأنا دافَعت عما أقوم به لأني على بيّنة منه "هي حَكمت قبل ما تشوف" ، وأنا أشكركم لأنكم نقلتم بموضوعية حديثي عبر إذاعة صوت لبنان ، فكان إنتقاد هلا يظهر عبر موقعكم في مكان ، وفي مكان آخر كان يظهر حديثي عبر الإذاعة .

كلمة أخيرة ؟
أنا حسمت خياراتي ولا أندم عليها وسعيدة جداً بها ، فأنا أحب أن أسافر كثيراً وهذا الأمر يعطيني الفرصة في أن أقوم بالأشياء التي أحبها ، هذه حياتي التي أحبها إضافة طبعاً إلى حياتي العائلية "هالشي خلّا عيلتي تضحّي كتير معي لأنو كل عمل بعملو مع سارباند بروح بلعبو 80 مرة".