بيتي توتلممثلة لبنانية وكاتبة ومخرجة وأستاذة مسرح من أصل سوري من مدينة حلب. ولدت في لبنان وحصلت على الجنسية اللبنانية في تسعينيات القرن الماضي.
شاركت في عدة مسرحيات من كتابتها وإخراجها، إلا أن شهرتها في الأساس تعود إلى إطلالتها على الجمهور في برنامج ستار أكاديمي في عدة مواسم كأستاذة التمثيل والمسرح وكعضو لجنة تحكيم.
عملت في العديد من لجان تحكيم المهرجانات، بما في ذلك الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2019.

النشأة

اسمها الحقيقي ماري برناديت، أطلق خالها عليها اسم "بيتي" لأنه أحب فتاة بهذا الاسم، ولم يتمكن من الارتباط بها. أربعة من إخوتها الشبان ولدوا في سوريا، واضطر والدها المحامي رزق الله توتل إلى حمل عائلته إلى لبنان. فيما لم تحصل عائلتها على الجنسية اللبنانية إلا بعد صدور قانون التجنيس في التسعينات حين كانت بيتي في الثانية والعشرين من عمرها.
فقدت بيتي والدها باكراً في عام 1983، وتزامناً مع الحرب اللبنانية وجدت نفسها في سن المراهقة تمر في أبشع الظروف. فجأة وجدت نفسها أكبر من سنها وشعرت ان الحياة كانت ظالمة.


المرحلة الجامعية

حين قررتبيتي توتلاختيار التمثيل، امتنع شقيقها الأكبر جوزيف عن دفع مصاريفها الجامعية، فوجدت نفسها مجبرة على التدريس في مدرسة "زهرة الإحسان" في الأشرفية. إلا أنها عرفت خلال المرحلة الجامعية أجمل الأيام خصوصاً أن أساتذتها ومنهم جلال خوري وروجيه عساف وميشال جبر وألان بليسون كانوا من أشد الداعمين لها، وضعوا ثقتهم بها وآمنوا بموهبتها، وأمّنوا أولى فرص العمل لها.
هؤلاء الأساتذة كانوا بمثابة عائلتها التي دعمتها فنياً على عكس عائلتها التي لم تتقبل اختيارها للتمثيل وسط إصرارها القوي على خوض هذا الميدان. كانت بيتي متفهمة لموقفهم في زمن التسعينيات حين لم تكن الفكرة مقبولة إلى حد ما. فقد كانوا يتمنون لها مهنة غير التمثيل حتى أنهم في افتتاح بعض المسرحيات التي شاركت فيها في تلك المرحلة، لم يكونوا بين الحاضرين، إلا أنهم مع مرور الوقت أصبحوا متصالحين مع الفكرة وتقبلوا الموضوع.


الشهادات الجامعية

حصلتبيتي توتلعلى إجازة في العلوم المسرحية والسمعية-المرئية والسينمائية، ثم على شهادة الماجستير في الدراماتورجيا ودبلوم دراسات معمقة في المسرح، وهي محاضرة في جامعات مختلفة في لبنان.


برنامج ستار أكاديمي

عام 2003 شاركتبيتي توتلفي برنامج ستار أكاديمي بموسميه الأول والثاني كأستاذة التمثيل والمسرح وكعضو لجنة تحكيم، مما ساهم في انتشار اسمها عربياً. ثم عادت لتشارك عام 2013 بثلاث مواسم: التاسع والعاشر والحادي عشر.


المسرح

انطلاقتها كانت في المسرح حيث شاركت في عدة مسرحيات من كتابتها وإخراجها. لديها قدرة كبيرة على إضحاك الجمهور بفعل أدائها المتقن وإيماءاتها وحركاتها وانفعالاتها. ويجمع الجميع على أنها ممثلة محبوبة لدى جمهور واسع بفضل إجادة التخاطب معه. من جهة أخرى تصر على اختيار الأشخاص الذين يشاركونها التمثيل بحيث يشبهونها وتشبههم لكي تكون مرتاحة على الخشبة. اختارت المسرح في الدرجة الأولى، كتابة وإخراجاً وتمثيلاً، لأنها تحب الحيوية التي تتواصل من خلالها مباشرة مع الجمهور، ولأنها من جهة أخرى تشعر بالحاجة إلى الإحساس بالجمهور وتفاعله. إذاً اختارت بيتي توتل المسرح والمسرح اختارها.


الكتابة المسرحية والوحي

تعتبربيتي توتلالمسرح هو منبرها الفني الأول لأنها تحتاج إلى التعبير بجرأة عن نفسها، وإلى التصالح مع نفسها ومع عمرها، فتلجأ إلى الكتابة المسرحية. والمسرحيات التي تكتبها بيتي توتل، لبنانية المضمون ومن وحي الواقع وانعكاس له. فلبنان أكبر ملهم بالنسبة لها وغني بالمشاكل والمآسي والعبثية التي يعيشها أهله. وهذه العبثية جعلتها تبتعد وتمتنع عن الكتابة المسرحية وتنقطع عن خشبة المسرح خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى أن قررت الكتابة عن امرأة تختفي عمداً في مسرحية Mono Pause التي عرضتها هذه السنة وقدمتها مع الدكتور جاك مخباط الذي يشعر بأنه وحيد هو أيضاً.


المسرحيات

المسرحيات التي قدمتها توتل: جنينة الصنايع عام 2004، إيام بتسوى فرانكو 2009، آخر بيت بالجميزة 2012، الأربعا بنص الجمعة 2013، باسبور رقم 10452 عام 2013، قدمتها أيضاً باللغة الفرنسية في مونتريال في كندا ضمن مهرجان مونتريال للعالم العربي، وكذلك قدمتها في اليونان وجنوب أفريقيا، مسرح جريمة 2015، فريزر 2018، كولوار الفرح 2020، وأخيراً Mono Pause التي عرضتها في بيروت وفي دبي.

السينما

تشاركبيتي توتلفي الأعمال السينمائية عندما يتوفر نص جيد ومحترم ودور تقتنع به. كانت لها مشاركات في فيلم "سنة حلوة" (2008)، "شارع هوفلين" (2010)، "محبس" (2016) الذي عُرض لأول مرة في دبي ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي، و"ع مفرق طريق" (2022) الذي لعبت فيه دور البطولة والذي عُرض لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. في عام 2023، لعبت دور البطولة في فيلم "أرزة" الذي تم اختياره للعرض الأول في المسابقة الرئيسية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.


التلفزيون

لم تكن مشاركةبيتي توتلفي التلفزيون واسعة كما في المسرح. فكان لها: سجن الإيام عام 1996، الدنيا هيك 2010، تلات بنات 2015.


الأحلام والأماني

تحلم توتل أن يكون لها صالة مسرح خاصة بها تقترح تسميتها "بَيتي"، تكون بيتي (Betty) هي صاحبته.
وتتمنى الوقوف على خشبة المسرح إلى جانب الفنان زياد الرحباني.