مالطا، هي دولة على شكل جزيرة تقع في وسط البحر الأبيض المتوسط، وهي عبارة عن مجموعة جزر صغيرة ولكنها ذات أهمية استراتيجية، وقد لعب الأرخبيل عبر تاريخه الطويل والمضطرب دوراً حيوياً في صراعات القوى المتعاقبة للسيطرة على البحر الأبيض المتوسط وفي التفاعل بين أوروبا الناشئة والثقافات القديمة في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط. ونتيجة لذلك، يتألف المجتمع المالطي بفعل قرون من الحكم الأجنبي من قبل قوى مختلفة، بما في ذلك الفينيقيون، والرومان، واليونانيون، والعرب، والنورمان، والصقليون، والسوابيون، والأراجونيون، والإسبتارية، والفرنسيون، والبريطانيون.
في هذه المقالة سنتحدث عن عادات وتقاليد مالطا :

مهرجان الـ Festa

يعد مهرجان الفيستا في مالطا أو عيد القرية هو الحدث الرئيسي السنوي في العديد من المجتمعات المالطية، هذه الأعياد المحلية ليست مجرد موكب ديني، فهي احتفال وإظهار للفخر، حيث يقوم القرويون بتزيين كنائسهم وشوارعهم ببذخ وتنظيم فعاليات احتفالية مختلفة طوال أسبوع العيد. إنها أيضًا فرصة لزيارة الكنائس.


الألعاب النارية

لا تكتمل أي مناسبة مالطية من دون عرض للألعاب النارية، تبدأ عادة قبل أسبوع واحد من يوم العيد وتستمر طوال الأسبوع.
يقام هذا في وقت متأخر من المساء حتى يتمكن الجميع من الاستمتاع بالعرض الملون.

مهرجان منارجا الشعبي

هي مأدبة صيفية تقليدية تعود أصولها إلى المجتمعات الريفية، حيث كانوا يحتفلون بالصيف والحصاد الجيد. يقام العيد في منطقة غابات تسمى حدائق بوسكيت حيث تبدأ الأنشطة عشية يوم 29 حزيران.
خلال المساء وطوال الليل، يقضي الناس وقتًا ممتعًا، ويتناولون يخنة الأرانب التقليدية ويشربونها بالنبيذ المحلي بينما يغنون الألحان الشعبية. وفي اليوم التالي، وهو يوم عطلة رسمية، يقام عرض زراعي ومنافسة، مع سباقات للخيول .

حاملي التمثال :​​​​​​​

عامل الجذب الرئيسي لأي عيد ديني هو تمثال كبير للقديس الراعي، محمولاً على أكتاف ثمانية أو عشرة رجال أقوياء، عادة ما يكون التمثال مزينًا ببذخ، وثقيلًا أيضًا. يتقاتل سكان الجزيرة أحيانًا من أجل الحصول على شرف أن يكونوا أحد حاملي التمثال، وفي إحدى القرى يوجد مزاد لتحديد من يمكنه حمل التمثال، وعادة ما يتم التبرع بالعائدات للجمعيات الخيرية.​​​​​​​
في بعض المدن، يتم نقل لقب حامل التمثال من الأب إلى الابن، يتطلب الأمر الكثير من التفاني ليكون حامل التمثال.

لعبة الـ BOĊĊI :

كلمة boċċi تعني الكرات، ولكن في مالطا يشير هذا إلى لعبة قديمة في الشوارع حيث يتم لعبها بكرات خشبية بأحجام مختلفة، هذه لعبة لجميع المواسم، وهناك أيضًا دوري وطني يضم أندية قروية مختلفة في الصيف، تعد لعبة البوتشي هواية شائعة يتم لعبها مع الجيران، عادة في المساء، وفي الغالب بالقرب من البحر، يوجد عدد من الملاعب في جميع أنحاء الجزر.



اللغة المالطية :


شارك صانع محتوى تونسي يدعى "محمود" مقطع فيديو له من شوارع جزيرة مالطا مندهشاً من التشابه الكبير بين اللغة المالطية واللهجة التونسية وكذلك تشابه الشوارع والأسواق والمأكولات.
وعبر عن استغرابه من لهجتهم التي تشبه اللهجة التونسية إلى حدّ كبير قائلاً :"نحنا توا في دولة أوروبية يحكيو بالتونسي أكثر من التوانسة.. كلامهم يتنطق كيما اللهجة التونسية.. وعندهم مفردات تضحك كيما يحكيو الصغار عنا.. والأرقام نفسهم كيما في تونس.. وكي تمشي لعطار تحكي معاه بالتونسي يفهمك ويجاوبك".
والحقيقة أن ما يجمع تونس بمالطا كثير يصعب تعداده، وأهمه اللغة، فما يسميه البعض نسخة عن “اللهجة التونسية” هي في الأصل اللغة البونية أو البونيقية القرطاجية المشتقة من اللغة الكنعانية شأنها شأن العربية، والتي أضيفت إليها مفردات أمازيغية ثم لاحقاً مفردات لاتينية. وتتحدث مالطا إلى اليوم اللهجة التونسية أو اللغة القرطاجية لكنها تُكتب في مالطا بحروف لاتينية وأضيفت إليها مفردات إيطالية وانكليزية.