أحلام جوزيان بولس عديدة وكبيرة في المسرح اللبناني، يتصدرها مسرح وطني كما في دول العالم، وأرشيف للمسرح اللبناني يتضمن كل أعمال نجوم المسرح، منهم ريمون جبارة وجلال خوري وشوشو وأنطوان ولطيفة ملتقى وأسامة العارف، ومهرجان عالمي للمسرح اللبناني في بيروت.
تسلمت جوزيان بولس إدارة مسرح مونو عام 2022، وحققت حلماً راودها منذ فترة طويلة. تعمل 14 ساعة يومياً، وتسعى إلى تحقيق مشاريع جديدة، منها مسرح للأطفال، وتتمنى أن يفتح المسرح أبوابه من الحادية عشرة صباحاً حتى الحادية عشرة ليلاً.
نعرض لكم اليوم، الجزء الأول من حوارنا مع جوزيان بولس، والذي تحدث خلاله عن إدارة مسرح مونو، وأحلامها الكبيرة.

ما الذي تتمنين تحقيقه في مسرح مونو، بعد نجاحك في إدارته؟

أتمنى توسيع المكان، وهناك طلب كبير على الأعمال المسرحية في مسرح مونو، ولا يمكنني إستيعاب الجميع. أحلم بعدد أكبر من المسارح، مع إدارة ناشطة، تتوجه نحو الممثل وتشجعه. أسعى إلى تخصيص مساحة للأطفال في مسرح مونو، وهو مشروع جاري العمل على تنفيذه، لأن الأطفال يجب أن يرتادوا المسرح منذ طفولتهم، فالولد حين يضحك ويشعر ويتفاعل، يتعلم بسرعة أكبر. أنا لا أحب الدراسة، لكنني أحب التعلّم، وهناك فارق كبير بينهما. لم أكن تلميذة مجتهدة في المدرسة، وكنت أمثّل في أوقات الإستراحة المدرسية، وأخترع. أتمنى أن يكون المسرح ناشطاً خلال النهار، لإستيعاب الأشخاص الذين لا يعملون، أو الذين لديهم أوقات فراغ، وهذا أمر قيد الدراسة، وأتمنى أن نصل إلى مرحلة، يعمل فيها المسرح من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، لتكون فرصة لزيادة الإنتاج، لاسيما للشباب المتخرجين حديثاً.

ما هي المسرحيات التي تحضرين لها حالياً؟

هناك تعاون مقبل مع المخرج وجدي معوض، عبارة عن إعادة إنتاج لأول مسرحية كتبها حين كان شاباً، وفريق العمل لبناني، وبما أن بعض المهن ليست متوفرة في لبنان، سيأخذ وجدي معوض على عاتقه، تدريب بعض الشباب اللبنانيين على هذه المهن. أما الديكور، فهو ضخم جداً، ويتطلب شهراً كاملاً لتحضيره، وسيقفل المسرح طيلة هذه الفترة، من أجل البروفات والتدريبات التي تتطلب ثلاثة أسابيع، وسوف يفتح المسرح أبوابه، في الأيام الثلاثة الأخيرة، لمن يرغب بمشاهدة التدريبات.
وفي 28 شباط/ فبراير يبدأ مسرح مونو بعرض مسرحية "تحت رعاية زكور"، إخراج غبريال يمين، وتعرض في إطار تكريم المخرج ريمون جبارة، من خلال أربع مسرحيات من كتابته وإخراجه، أطلقنا عليها عنوان "أربعة لريمون"، وهي فكرة غبريال يمين، وسوف يقدم مسرحية من إخراجه، كل من غبريال يمين وجوليا قصار ورفعت طربيه وأنطوان الأشقر، والممثلون المشاركون من بينهم مخضرمون وجدد.

يمكن القول إنجوزيان بولس حققت ثورة في عالم المسرح؟

يجب أن يحافظ المسرح على المستوى الذي وصل إليه، وهذا تحدٍ كبير، ويجب أن ننوّع، ولهذا السبب أحاول إستقدام مسرحيات من الخارج، لتفادي تكرار أعمال لنفس الأشخاص، لاسيما أن في بيروت ثلاثة مسارح فقط. المسرح هو رسالة، لا يجب أن يتوقف عن العمل، وهناك مردود معنوي ومردود مالي، وأتلقى رسائل شكر من الناس، ولم أتوقع أنني سأنجح إلى هذه الدرجة، في ظل إنتشار فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية. المسرح شغفي، وبالرغم من التعب والصعوبات، أحب عملي، وأنا سعيدة بما أقوم به، خصوصاً بعدما وضعت لمسات غربية في المسرح. لا بد أن أنوه بفريق العمل، المؤلف من تسعة أشخاص، ونحن نعمل ليلاً نهاراً، وأصبح المسرح خلية نحل لا تهدأ، والغرف تضج بالتدريبات والتحضيرات، والمسرح محجوز بالكامل لعام 2024.

لماذا توقفت الأعمال الكوميدية على التلفزيون؟

لست أدري، مع العلم أن الكوميديا هي ملح الحياة، وأنا أتساءل عن السبب، وألاحظ أن الأعمال التراجيدية تتشابه. لماذا لا نشاهد عملاً عن قصة أبو سليم؟ أو قصة حياة شوشو؟ لماذا لا نرى عملاً عن صخرة طانيوس؟ لماذا لا نختار ما يشبهنا وقصصنا؟ لماذا لا نكتب عن الحرب؟ إختفت برامج السيتكوم والكاميرا الخفية. لا أعتقد أن السبب هو كلفة الإنتاج، لأن الكوميديا لها مردود مادي أكبر من مردود التراجيديا، والناس يتوجهون إلى المسرح لأنهم بحاجة إلى الترفيه.

هل ما زالت جوزيان بولس تتحدى نفسها؟

بالطبع ما زلت أتحدى نفسي، وكل الأعمال شاهدة على ذلك، "أربعة لريمون"، وتعاون مع وجدي معوض، والغناء على المسرح، هذه الأعمال وغيرها هي تحدٍ لنفسي.

ما الذي يحتاج إليه المسرح اللبناني؟

خلال لقاء مع السفيرة الفرنسية السابقة، سألتني عن أكبر مشكلة في المسرح اللبناني، قلت لها: "بيخلق ببيروت وبيموت ببيروت"، مسرحنا مستواه عالمي، ومخرجوه وممثلوه يملكون كل المقومات والقدرات، لكننا لا نملك الإمكانات "منشتغل باللحم الحي، ما في دعم". يجب أن يتنقل المسرح داخل لبنان وخارجه، وأن يشاهد اللبناني المغترب أعمالنا. في الخارج توجد مهن ليست موجودة في لبنان، مع الأسف، هناك منظمون يعملون في مسارح أو في البلديات، يحضرون الأعمال المسرحية في مهرجان أفينيون، ويشترون أعمالاً مسرحية، والموزعون يبيعونها، وهاتان المهنتان غير موجودتين في لبنان.