فنان راقٍ، يملك خامة صوتية نادرة، وأرشيفه الغنائي غني بالأغنيات التي حققت نجاحات كبيرة، عدا طبعاً عن ترانيمه الخاصة، وترانيم أخرى أداها أروع أداء.
هو الفنان الذي غنى الحب والأم والإنسان والأرض والوطن والجيش، وهو المرنم الذي مجد الله بصوته.
إنه الفنان نقولا الأسطا، الذي حل ضيفاً على موقع "الفن"، وكانت لنا معه هذه المقابلة، التي تحدثنا معه خلالها، في العديد من المواضيع الفنية.

إحتفلت بعيد ميلادك في 3 كانون الأول/ديسمبر الماضي، ولاحظنا كتابة إسم أغنيتك "ما تغيرت" على قالب الحلوى، ما الذي لم يتبدل بالنسبة لـ نقولا الأسطا؟

كل ثوابت وقناعات نقولا الأسطا لم تتبدل، والفن لم يتمكن من تبديلها، لأنه مهما علا شأنه بالنسبة لي، لن يتقدم على إنسانيتي.

بعد موافقة الفاتيكان على إعلان المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي طوباوياً، أطلقت أغنية روحية بعنوان "بطرك القديس"، إلى أي مدى يعني لك هذا الحدث؟

نشأنا على ثوابت جوهرية نعتز بها، وعلى تميز لبنان كونه "وقف الله على الأرض"، وهو بلد القداسة، ويملك خصوصية في المنطقة العربية، علينا أن نحافظ على نبض وجوده، من خلال قناعاتنا وإنتمائنا، ولا أجد أهم من نعمة الصوت، التي منحني إياها الرب، ويسعدني ويشرفني أن أشارك من خلال صوتي، بحدث جوهري ومهم من هذا النوع. كما أن الأب بشارة إيليا الأنطوني، الذي كتب كلمات "بطرك القديس"، أراد أن تكون الأغنية بصوتي، ونُفذت منذ حوالى العشر سنوات، على أمل إعلان قداسة البطريرك الدويهي.

أعلنكَ مهرجان السلام للشباب سفيراً للسلام، وأقيم الإحتفال في مجمع اليونيسكو في بيروت، ما هي المسؤولية الملقاة على عاتقك بعد أن أصبحت سفيراً؟

هذا اللقب يسعدني، لاسيما أنهم إختاروني، بالرغم من عدم وجود علاقة بيننا، وإنطلقوا من سلوكياتي، وهذا اللقب يرتّب عليّ مسؤوليات. قبل حصولي على اللقب، أعتبر أني أتحمل هذه المسؤولية، كي أكون الرجل المناسب في المكان المناسب. بالطبع شكّل نمط حياتي ومسيرتي الفنية وأرشيفي، دافعاً لإختياري، وهو ليس لقباً تم شراؤه، أو نتيجة علاقات عامة، بل هو مستحق، لاسيما أننا في لبنان، نفقد شيئاً فشيئاً المحبة والسلام، والتعاطي الإنساني في ما بيننا، أتمنى أن أنقل أبهى صورة للمحبة والسلام، وأنشر الوعي لأهميتهما.

هل سنشهد مبادرات إنطلاقاً من لقبك الجديد؟

المبادرات مستمرة، خصوصاً من خلال المؤسسات التي تعنى بالمساعدة الإجتماعية، وأعتبر نفسي الوجه الفني والإنساني لها، وأتابع هذه المبادرات بشكل دائم، وأسخّر موهبتي وعطية الله لي في مجتمعي.

ما رأيك بالمعاهد الموسيقية، وهل تلعب برأيك مختلفاً عن المعهد الوطني العالي للموسيقى؟

من جهة أجدها بادرة خير، أن يتوجه الناس إلى الموسيقى، لاسيما أنها أزالت النظرة القديمة التي كانت لدى الأهل، الذين يعتبرون الموسيقى خياراً غير صائب، لكن الظروف والمعتقدات تبدلت. أما بالنسبة للمعهد الوطني العالي الموسيقى، فمن الأفضل تنظيم الأمور بشكل يتماشى مع العصر.

ماذا عن أعمالك الجديدة؟

أطلقت أغنية جديدة "كانت حبيبتي" كلمات زياد برجي، التوزيع الموسيقي مارسيلينو، استوديو ايلي سابا وإخراج الفيديو كليب روي أبي خليل. خلال فترة إنتشار فيروس كورونا والحجر الصحي، جهّزت ستوديو أحضّر فيه كل تسجيلاتي، وأعلّم الأشخاص الموهوبين أصول الغناء، الذي يتطلب حنكة، وذلك من خلال خبرتي الصادقة. أطلقت مؤخراً أغنية "الأرض لأهلا" كلمات نعمان الترس، من ألحاني، توزيع موسيقي وتسجيل كمال صيقلي، وقبلها أغنية "بيكفي" كلمات نعمان الترس، من ألحاني، وتوزيع موسيقي وليد قبلان، وأغنية "صدفة" كلمات نعمان الترس، من ألحاني وتوزيعي الموسيقي، وأغنية "عكفك" لعيد القيامة، وقبلها أطلقت ترنيمة "بعرف صليبك" كلمات نعمان الترس، من ألحاني وتوزيع كمال صيقلي، أنا في نشاط دائم والإعلام النظيف ومن ضمنه موقع "الفن"، يتابع ويسلّط الضوء، حتى لا يقال إن الفنان لم ينل حقه ولا نراه، لأن الإعلام يكون غالباً مدفوعاً وتجارياً.

Lyrics & Composer : ziad bourgi Music Arrangement : Marcelino Studio : Elie Saba Director ; Roy Abou khalil

كيف تتعامل مع المواهب الجديدة التي تقصد الستوديو الجديد الخاص بك؟

بالطبع أشجعهم وأوجههم، ومن لا يستطيع أن يتسجل أقدم له المساعدة، وكل من يدخل ستوديو نقولا الأسطا، يكون قد دخل إلى بيته، ونصيحتي لا تنطلق من مصلحة، بل لأني أشعر بلذة مساعدة الناس، خصوصاً أنني من الناس الذين لم يتلقوا دعماً ومساعدة من أحد، ربما لأني أتمتع بموهبة عالية، وكانت النتيجة إخفاء مواهبي وقدراتي منذ فترة ستوديو الفن. أقدم المساعدة كي لا يشعر أحد بالنقص، بالرغم من قدرات مواقع التواصل الإجتماعي، التي تطلق الشباب بسهولة، من خلال التطبيقات، على عكسي وعكس زملاء من جيلي، كانت صورتنا محصورة بشخص أو بمؤسسة.