شادي مارون، ممثل لبناني نجح في إثبات حضوره وبقوة، في المسرح الكوميدي والكوميديا اللبنانية الساخرة، وإستطاع بخفة ظله وحسه الفكاهي العالي، أن يكسب محبة الجمهور، كما ونجح في الأعمال التراجيدية، وأثبت أنه ليس فقط ممثلاً كوميدياً، بل ممثل متمكن من أداء مختلف الشخصيات.
كما تميّز شادي مارون بقدرته الكبيرة على تقليد شخصيات مختلفة في مجالَي الفن والسياسة محلياً وعالمياً، والتي جسدها بإحتراف كبير.
وكان لموقع "الفن" هذه المقابلة مع شادي مارون، والتي تحدثنا خلالها في عدد من المواضيع الفنية، وسألناه عن أعماله المقبلة.





شاركت في العديد من المسلسلات الكوميدية والتراجيدية، وتحضر حالياً لدورك في مسلسل "الزيتونة مملكة الليل والحب" مع المخرج إيلي معلوف، أخبرنا أكثر عن هذا العمل.

شاركت سابقاً مع المخرج إيلي معلوف في مسلسل "ليلة القرار"، الذي جسدت فيه دور الرئيس الراحل شارل حلو، كما وشاركت مع إيلي معلوف في مسلسل "ورود ممزقة"، وكان التعامل معه جميلاً، إلا أن الظروف التي كنت أعمل بها في المسرح الكوميدي، أبعدتني قليلاً عن الدراما، وعدت وتواصلت مع المخرج للعودة إلى الأعمال الدرامية، وأعطاني دوراً مميزاً جداً.


هل إنتقالك من الكوميديا إلى التراجيديا هو خطوة صعبة؟

من الطبيعي أن يكون هذا الإنتقال صعباً، ولكن بالنسبة لشخص إحترف التمثيل وإمتهنه، لا يجب أن تكون هذه الخطوة صعبة عليه، وهناك تجارب سابقة لأشخاص كوميديين، نجحوا في التراجيديا والكوميديا، منهم جورج خباز وكارين رزق الله، وعلى الممثل أن يؤدي كل الأدوار، بما أنه إمتهن التمثيل، ولديه شغف فيه.



أطلقت سابقاً أغنية "شو ضل من الجمهورية"، هل تحضر أغنية جديدة؟

عليك أن تطل على الجمهور، بين فترة وأخرى، بعمل فني أو مسرحي أو تلفزيوني، أو بأغنية "بتخبر كل الخبرية"، فقد إقترح عليّ صديقي حينها، أن أقدم أغنية، في ظل الظروف التي لا زلنا نمر بها حتى الآن، وأزمة الشغور الرئاسي التي كانت حينها حديثة، وعندما سمعت الكلمات أحببتها، وتكلمت مع الملحن شادي الباشا ليلحن الكلمات، وصور المخرج جورج بو عبدو الكليب، وحقق الأغنية نجاحاً، رغم الإمكانات المحدودة.

هل يمكن للفن الذي تقدمه أن يؤثر في تغيير وضع البلد؟

الفن هو مرأة المجتمع، وصودفت مرة في الماضي غيّر خلالها هذا الفن الواقع، ومجرد الإنتقاد هو خطوة نحو التصحيح، وهذا هو الدور الذي لعبه من سبقنا، والذي نلعبه نحن الآن، والذي سيلعبه أيضاً من يأتي بعدنا.



هل واجهت يوماً مشكلة بسبب تقليدك إحدى الشخصيات؟

سابقاً كنا نرسل نص المسرحية إلى الأمن العام بسبب الرقابة المفروضة، أما في الأعمال التلفزيونية، فإدارة المحطة تتحمل مسؤولية ما نقوله، أما الآن في عصر المواقع التواصل الإجتماعي، لم تعد هناك رقابة، وأصبح لكل شخص رقابته الذاتية و"ضايعة الطاسة". لم أتعرض خلال مسيرتي لأي مشكلة، فأنا أعتمد على أسلوب عدم التجريح، وعلى أن يكون النقد إيجابياً وبناءً وموضوعياً، ولا أعتقد أن هناك أحداً ينزعج منه.



هل يمكن لمواقع التواصل الإجتماعي أن تؤثر على الكوميديا ومستقبلها؟

هذه المنصات تغني الكوميديا ولا تفقرها، ففي الماضي كانت هذه الأمور محصورة بالبرامج والقنوات، وكان من الصعب على صاحب الموهبة أن يطل على الجمهور، فنحن تعذبنا بسبب المسار الذي كان علينا أن نسلكه، إذ كنا نطل عبر ستوديو الفن، أو أي برنامج هواة آخر، يساعد الشخص الموهوب في الوصول إلى الجمهور، أما الآن فيمكنك فعل ذلك من خلال الهاتف، بالرغم من أن هذا الموضوع جعل الموهوب وغير الموهوب يكتسب الشهرة.



ما سبب نقص البرامج الكوميدية المشابهة التي كنت تقدمها، في السنوات الأخيرة؟

المشكلة الأساسية هي مشكلة الإنتاج في المحطات التلفزيونية، التي تواجه مشاكل مالية، لا تسمح لها بصنع هذه البرامج المكلفة نسبياً، كما أن الجمهور مل من الشكل الذي تقدم فيه هذه البرامج، فالكوميديا يجب أن توضع في أشكال وقوالب مختلفة، فهي مرغوبة دائماً من الناس، وهم بحاجة إليها، إلا أنها تأتي على شكل موجات.

أخبرنا عن جولاتك الفنية مع الممثل الكوميدي ماريو باسيل، وكيف تصف علاقتك به؟

تجمعني بـ ماريو باسيل علاقة قديمة، فقد بدأنا سوياً مع مارك قديح في التلفزيون منذ 20 عاماً، وعملت بعدها مع ماريو في أعمال مسرحية وتلفزيونية، وعلاقتنا متقطعة، ولكننا عدنا نعمل سوياً منذ 3 سنوات، وعملنا المسرحي في تحديث مستمر. جولتنا الفنية في كندا كانت جميلة جداً، وحققنا خلالها نجاحاً كبيراً، وأحببنا الجمهور هناك، و"لبنان طائر بجناحيه المقيم و المغترب"، كما قدمنا العرض مؤخراً للجمهور اللبناني والعربي في باريس، ونحاول القيام بجولة في أوروبا، نزور خلالها عدة بلدان، منها السويد وبلجيكا.
لقد قدمت الكثير من الأعمال مع ماريو باسيل، ولهذا السبب أنا أفهمه وهو يفهمني، بالإضافة إلى أن ماريو باسيل هو إسم كبير في عالم الكوميديا، ولديه كاريزما على المسرح، فإن لم تكن متمكناً من دورك إلى جانبه، يمكن للمشهد أن يأخذ منحى آخر، ونحن متعودان على بعضنا البعض، وهذا ما ساعد كثيراً على نجاح أعمالنا سوياً، كما أننا نمتلك خبرة كبيرة عمرها 30 عاماً.


تقليدك للفنان وائل كفوري لاقى تفاعلاً كبيراً.

قلدت الفنان وائل كفوري مع ماريو باسيل في الموسم الأول من Comedy Night، بأغنية "يا هوا روح وقلو" عندما كان شعره طويلاً، وأحب الجمهور تقليدي له كثيراً، وعاد ماريو في الموسم الحالي لإقناعي بإعادة تقليد وائل كفوري، خصوصاً أني كنت أرتدي ملابس مثل التي يرتديها وائل، فعدت وقلدت وائل بأغنية "البنت القوية"، وأعجب الجمهور بذلك بشكل كبير.



قدمت أعمالاً عديدة مع الممثل الكوميدي غابي حويك، حدثنا عن علاقتك معه، وهل من الممكن أن نراكما معاً بعمل جديد؟

قدمت مع غابي حويك أعمالاً كوميدية منذ 10 سنوات، من بينها برنامج "سهر الليل" وبرنامج "شادي وغابي كوميدي شو"، وعلاقتي به الآن جيدة، ولكن في الكثير من الأحيان، تكون هناك ظروف خارجة عن إرادتنا، ولا يوجد أي مانع في أن نعمل معاً مجدداً في عمل مسرحي أو تلفزيوني، فغابي بالنسبة لي زميل وصديق وأخ، وتجمعنا عشرة عمر.


إذا خيّرت في العمل بالسينما، أو المسرح أو التلفزيون، ماذا تختار؟

السينما هي الأسهل عملياً لناحية التعب، يليها التلفزيون، أما المسرح فهو الأصعب، لكن اللذة التي تكمن فيه هي الأفضل، فهناك شعور مميز عندما تعتلي خشبة المسرح، وترى تفاعل الجمهور، بالإضافة إلى أن المسرح وفي للفنان، وهذا بعد تجربة شخصية.