عجباً لزمن قلّت فيه المصداقية، وبات تشويه الحقائق أمراً مُعتاداً عليه، عجباً للسان ينطق بكلمات تُكتب بنوايا شريرة، وكأنها طبخة مكوناتها سامّة، تريد حرق من أمامها، لكنها لا تفلح ولا تصل إلى مبتغاها.


من المعيب أن تُطالعنا إحدى الصحف اللبنانية بخبر مفبرك، يقول إن الحضور في حفل الفنان المصري تامر حسني في لبنان، الذي نظّمه بكل دقة ورقي متعهد الحفلات اللبناني حسين كسيرة، ضم 7000 شخص تقريباً حضروا لتلبية دعوة وُجّهت إليهم، فهذا الكلام غير منطقي ولا يُصدّقه إلا الجاهل، أو شخص يعرف الحقيقة لكنه يريد إنكارها، ويرغب بالسير على سكّة الإفتراءات التي كثرت وللأسف في هذا الزمن، ونستشهد بقول الإمام علي بن أبي طالب "حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهّم أهل الباطل أنهم على حق".
نحن سنرد بما شاهدناه، وبما أنهم كتبوا ذلك، فأنا أسأل "إذا كان لدى حسين كسيرة معارف 7000 شخص، يعني أن عليه الترشّح للإنتخابات النيابية، فدعوات مجانية لـ 7000 شخص لحضور حفل تامر حسني كلفتها كبيرة جداً، وكم هو خارق حسين كسيرة، ليختيار أشخاصاً من بين 4 مليون لبناني ومليوني نازح ليدعوهم إلى الحفل، وجميعهم رددوا أغاني تامر حسني خلال غنائه على المسرح.. فعلاً إنه كلام مُضحك، وبعيد عن المنطق.
حسين كسيرة قدّم أجمل الحفلات الناجحة، ويُشهد له بذلك، وحفل تامر حسني فاق التوقعات بنجاحه، ورسّخ اسم حسين كسيرة في الأذهان، فمن الجميل أن نصفّق لإبن وطننا على تنظيم كل حفل مميز يقوم به، من دون أن نزرع الشوك في دربه.
أتدرون ما هي المشكلة المهمة في مجالنا؟ هي أن البعض لا يرضى بأن يشاهد نجاح الآخر وتفوقه، بل يصبح عدوّ النجاح، ومجبولاً بالحقد والكراهية، وغايته وضع العراقيل في وجه الشخص الناجح.
نجاح حسين كسيرة هو نجاح للفن في لبنان، أنظروا في دول أخرى كيف يلتم الجميع حول إبن وطنهم ويدافعون عنه، لكن هنا يتسابق البعض على إفساد أي نجاح للآخر.
تجدر الإشارة إلى أنني كنت حاضرة في الحفل، وشهدت على الحب الكبير من الجمهور لتامر حسني، وكيف كان الحاضرون يتهافتون نحوه، وينادونه بأعلى أصواتهم، كما كان هناك أشخاص أغمي عليهم، وأنا أدركت جيداً لماذا يقابل تامر حسني بهذه المحبة الكبيرة من قبل الجمهور، فعندما أغمي على أشخاص في الحفل، أوقف الغناء إلى أن استعادوا وعيهم، كما أن تامر حسني يتمتع بنفسية محبة، فهو سمح للفتاة ليا، التي شاركت في برنامج المواهب "ذا فويس"، بالغناء معه على المسرح، وكذلك فعل مع الفنانة كارولينا كرم، في حين أن هناك فنانين لا يرغبون بدعم مواهب فنية جديدة.
ختاماً هنيئاً لـ حسين كسيرة على تقديم أجمل الحفلات، ونحن نعرف أن الغبار الذي يرميه البعض لا يؤثر عليك.