شاركت الممثلة حنان مطاوع في الموسم الرمضاني الماضي بمسلسلَي "وعود سخية" و"سره الباتع"، في تحدٍ كبير لها ولموهبتها من خلال التنوع الشديد ودقة الاختيار. وفي حوار خاص لموقع "الفن"، كشفت "حنان" عن كواليس وتفاصيل مشاركتها في العملين، وعن أبرز تحدياتها وتحضيراتها، وعمن يشبهها من الشخصيتين، بالإضافةإلى سر تقديمها لعملين في موسم رمضاني واحد، وعن رأيها في سيطرة المنصات الرقمية على الأعمال التلفزيونية، والعديد من التفاصيل في الحوار التالي:

بداية، حنان مطاوع لا تقبل إلا بالأدوار التي تضعها في تحدٍ مع نفسها، فما الذي وجدتِه في مسلسل "وعود سخية"؟

بالفعل، وهذا ما وجدته في شخصية "سخية"، فاختلاف الدور هو الذي حمسني للعمل، فلقد أحببت الشخصية للغاية، خاصة أن فيها تحولات عديدة، إذ إن شخصية "سخية " تركيبة مختلفة وشاذة، لأنها شرسة و"صعلوكة" إلى درجة ما، وعندما تعرضت للظلم، كان رد فعلها في غاية الصعوبة.

صرحتِ أنك وقعتِ في حب شخصية "سخية".. فهل تشبهك؟

لا على الاطلاق، فتركيبتها بعيدة عن شخصيتي الحقيقية ولا تشبهني بشيء ولكن في النهاية أنا مُتيمة ومغرمة بشخصية "سخية"، وقد استمتعت جداً بتقديمها لأنها جديدة بالنسبة لي.

جسدتِ دور فتاة شعبية من قبل ولكنكِ قدمتِ الشخصية بصورة مختلفة.. حدثينا عن تحضيرك لها؟

بالفعل، قدمت العديد من الأدوار الشعبية من قبل، ولكن ليست مثل "سخية" فكل الشخصيات الشعبية التي قدمتها من قبل كانت تتسم بصفات مثل الأصل الطيب، النعومة، الجدعنة وليس التوحش، تحضيري لها لم يكن سهلاً فقد قرأت النص لأكثر من مرة واستحضرت نماذج تشبهها قابلتها من قبل في حياتي، ورسمت ملامح لها إضافة إلى طريقة ارتدائها للملابس وحديثها وكل شيء.

مسلسل "وعود سخية" مؤلف من 15 حلقة.. كيف ترين انتشار هذه التيمة بالأعمال الرمضانية؟

كان من المقرر أن أقدم مسلسلاً من 30 حلقة، وهو عمل آخر بعيدًا عن "وعود سخية"، ولكن نظرًا لضيق الوقت فقد قررنا تأجيله، وبدأنا العمل على مسلسل "سخية"، وأرى أن تيمة الـ 15 حلقة، لا تختلف كثيرًا عن الـ 30 حلقة، فالمميز هو التفاصيل والموضوع الذي يتم تناوله، فهناك أعمال تتحمل أن تصنع 30 أو 45 حلقة أيضاً ولا يكون هناك أي ملل، وهناك أعمال يجب أن تكون قصيرة ولا تتحمل أكثر من 5 أو 7 حلقات أو حتى حلقة واحدة، وهذا كله يتوقف على المضمون والأحداث المطروحة أمام المؤلف.

برأيك هل تسحب المنصات الرقمية البساط من شاشة التلفاز في السنوات المقبلة؟

أرى أن المنصات هي المستقبل سواء أبينا أو وافقنا، ومن الممكن ألا يكون هناك شاشات تلفاز في السنوات المقبلة.

التصوير في الأماكن الشعبية ليس أمرًا سهلاً .. فكيف تم تجاوز ذلك خلال تصوير مسلسل "وعود سخية"؟

الجمهور متعاون ومتفهم لطبيعة عملنا وكواليس التصوير وضرورة مساعدتنا، لأن المناطق الشعبية هي أهل الكرم، وقد قمنا بالتصوير في مناطق شعبية عديدة منها الحطابة وبولاق والتعاون كان غير طبيعي، فقد كانوا يغلقون أي راديو أو تلفزيون أثناء التصوير، ولا أنسى أنهم كانوا لا ينظرون إلى الكاميرا حتى لا نضطر إلى إعادة التصوير مرة أخرى، فأهل الحارة المصرية هم الأصل، وقد كنت أشعر أنني وسط أهلي.

تقديم عملين في موسم رمضاني واحد أمر مرهق ومجازفة.. فما الذي حمسك لتلك الخطوة؟

أتفق معك، وخاصة أنني حريصة ودقيقة للغاية فى إختيار أعمالي ولكنّ الدورين شديدا الاختلاف، الأول دور "سخية"، وهي فتاة شعبية شريرة جداً تعرضت لظلم وقهر ليس لهما حدود، ولفضيحة كبيرة ليس لها ذنب فيها، فعادت بشخصية شرسة وانتقامية جداً، أما الشخصية الأخرى فهي "صافية" في مسلسل "سره الباتع" للمخرج خالد يوسف، وهي شخصية نقية مثل اسمها ورومانسية ومُحبة وعاشقة للحبيب، وفدائية للوطن، تحمل درجة الحب والرومانسية نفسها لحبيبها وبلدها أيضاً.

إذًا كيف جاء ترشيحك ومشاركتك في مسلسل "سره الباتع"؟

كان من خلال المخرج خالد يوسف والذي أشكره للغاية على اختياره لي، كنت في حالة من الحيرة قبل الموافقة عليه لأنني كنت ملتزمة بمواعيد تصوير لمسلسلي "وعود سخية"، وعندما أخبرته طمأنني بأنني سأستطيع التوفيق بينهما، وقد كان ذلك.

هل قمتِ بقراءة الرواية الأصيلة للعمل للأديب يوسف إدريس؟

لا، فحين عرض علي المخرج خالد يوسف الفكرة لم أكن قد قرأت قصة "سره الباتع" رغم أنني أقرأ بشكل مستمر وليوسف إدريس بشكل خاص، ولكني كنت مرتبطة حينها بعمل آخر، وبعد التعاقد قمت بقراءة السيناريو بعدما حكيت لي التركيبة النضالية لصفية، كما أن حبي الشديد لتقديم عمل للوطن حمسني.

هل تشبهك صفية مثلما شبهك البعض من الجمهور؟

شخصية صافية فيها ملامح مني، ولكن ليس بحد كبير، فأنا لست جريئة مثلها ولا لحوحة، ولكنها رومانسية وثائرة مثلي، فمشاهد النضال ضد الفرنسيين كنت أقدمها بكل جوارحي، فقد كنت أشعر أثناء إلقاء الهتافات في بعض المشاهد أن جسدي يرتعش، وأعتقد أنني لو كنت أعيش في أي فترة من فترات الاحتلال سأكون مثل صافية وأضحي بحياتي في سبيل الوطن.