حياة مليئة بالتناقضات الفرح والنجاح والفراق والألم عاشتها المطربة والممثلة المصرية شريفة فاضل التي رحلت قبل أيام. لُقبت بسلطانة الطرب بعد أن لعبت دور "منيرة المهدية" في فيلم سينمائي قبل سنوات طويلة، وحصلت على اللقب وتربعت على عرش الشهرة والنجومية لسنوات. حققت أعمالها السينمائية نجاحاً وغنت أمام الملوك والرؤساء.

نشأتها

إسم شريفة فاضل الحقيقي فوقية محمود أحمد ندا. من مواليد القاهرة في السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول 1929، وهى حفيدة مؤسس التلاوة القرآنية وواحد من أعظم قراء القرآن الكريم أحمد ندا. ورثت عن جدها الصوت الجميل وقام بتدريبها كبار رجال الإنشاد الديني. بعد إنفصال والديها عاشت مع والدتها وزوج والدتها ولاقت تشجيعاً من والدتها على احتراف الفن بالرغم من معارضة والدها.

مطربة الملوك والأمراء

غنت شريفة فاضل في سن مبكر بحضور الملك فاروق الذي أبدى اعجابه بصوتها، كما أعجب بموهبتها الملوك والأمراء والرؤساء حين غنت "مبروك عليك يا معجباني" في حفل زفاف هدى ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكانت تغني بشكل دائم في حفلات الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

بداية فنية

بدأت شريفة فاضل مسيرتها الفنية حين طلب أحد رجال الأعمال من والدتها السماح لها بالمشاركة في فيلم "الأب" في منتصف الأربعينات من القرن الماضي قبل أن تشارك بفيلم "أولادي، وداعا يا غرامي". إلتحقت بمعهد التمثيل في بداياته لكنها حظيت بالقبول كمستمعة فقط بسبب سنها المبكر ولاحقاً تمت الموافقة على قبولها مطربة في الإذاعة.

نجاحها

شاركت شريفة فاضل بعدة أعمال سينمائية وبعد زواجها من السيد بدير أسندت إليها أدوار البطولة في فترة الستينات، منها "حارة السقايين" و"غاز​​​​​​​ية​​​​​​​ من ​​​​​​​سنباط​​​​​​​" و"الحب والثمن".

حققت النجاح الأكبر حين أسند إليها المخرج الكبير حسن الإمام بطولة فيلم "سلطانة الطرب" من خلال شخصية منيرة المهدية والملقبة بسلطانة الطرب. آخر عمل سينمائي شاركت فيه هو "تل العقارب" في عام 1985.

صوت البهجة والألم​​​​​​​

غنت شريفة فاضل أغاني الأفراح وتعاونت مع كبار الملحنين في تلك الفترة مثل منير مراد ومن أغنياتها "أمانة يا بكره" و"سألت فين حينا" و"حارة السقايين" و"يا حلو فهمنا" و"يا معجباني" و"آه من الصبر" و"الليل" ومن أغنياتها الشهيرة أيضا "تم البدري بدري" والتي قدمتها هدية للإذاعة دون أجر.

أم البطل​​​​​​​

بالرغم من شهرة شريفة فاضل في أغنيات الأفراح إتبط صوتها بذكرى أليمة حين استشهد ابنها سيد السيد بدير في حرب أكتوبر 1973 وقررت أن تغني "أم البطل" بعد استشهاده بأيام، وأصبح فيما بعد لقبها.

كازينو شريفة فاضل

في منتصف السبعينات أسست شريفة فاضل كازينو حظي بمكانة فنية وسياحية كبيرة وجمع أسماء كبيرة منها وكان ملتقى للنجوم الكبار منهم محمد عبد الوهاب ومحمد عدوية ومدحت صالح وخالد عجاج وفريد شوقي وعادل إمام وكانت فيفي عبده تؤدي وصلات من الرقص الشرقي. إشترطت شريفة فاضل للحفاظ على الكازينو عدم دخول النساء بدون أسرهم كي يبقى المكان للعائلات. لكنها اضطرت إلى بيعه في التسعينات بسبب معاناتها من آلام في الكلى فسافرت الى الخارج لاستئصال إحدى الكليتين وقررت تأجير الكازينو لفترة من الزمن. لكن المستأجرين ادعوا أنهم عرضوا المحل للإيجار لمدة 5 سنوات وسيطروا على الكازينو وظلت القضية في المحاكم لسنوات طويلة قبل أن يعود أحد المستأجرين من العمرة نادما على ما فعل ويعتذر لها وطلب منها أن تعفو عنه وتنازل عن الكازينو مرة أخرى لصالح شريفة فاضل. عام 2002 باعت شريفة فاضل الكازينو لرغبتها في التفرغ لحياتها الأسرية بعد أن أصيب زوجها الثاني اللواء علي زكي بجلطة أصابته بشلل فتكرست لرعايته وابتعدت عن الأضواء.

حياة هادئة

بعد بيع الكازينو عاشت شريفة فاضل حياة هادئة مع أسرتها وأمضت حياتها ما بين قراءة القرآن والصلاة والصوم. عانت في السنوات الأخيرة من امراض الشيخوخة وتقدم العمر، وأجرت قبل شهرين عملية جراحية في عينيها، وكانت تقيم مع نجلها تامر علي زكي بينما أقام إبنها سامي السيد بدير في الخارج.

​​​​​​​

وفاتها

رحلت شريفة فاضل في الخامس من مارس/آذار 2023 وشيع جثمانها في مسجد السيدة نفيسة بحضور العائلة وبعض الأصدقاء. وكان لافتاً غياب الفنانين عن المشاركة في المأتم وإكتفوا بنعيها على مواقع التواصل الاجتماعي.