تحقق الممثلة سهر الصايغ، نجاحات متتالية وتدرس خطواتها الفنية بعناية شديدة تجعلها تنتقي أدوارها بحرفية، وفي حوارها مع موقع "الفن"، تحدثت سهر عن فيلمها الأخير "الباب الأخضر" مع الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وعرضه على منصة إلكترونية وكيفية تأثيره على مشاهديه وتفاعل الجمهور معه، وعن اهتمامها بضرورة تقديم قضايا مجتمعية بكافة أعمالها، كما كشفت عن موقفها من الغناء وخوض هذه التجربة وعن علاقتها بالسوشيال ميديا وتفاصيل أخرى في الحوار الآتي:

بداية.. حدثينا عن مشاركتك بفيلم "الباب الأخضر"؟

أعتبر نفسي "محظوظة جدًا" لمشاركتي بفيلم "الباب الأخضر" لأنه مأخوذ عن الكاتب العظيم الراحل أسامة أنور عكاشة قصة وسيناريو وحوار، والذي يهتم بكافة الشخصيات ويكتب حواراً رائعاً فهو عمل "مغرٍ" لأي فنان، بالإضافة إلى أنه ثاني تعاون مع المخرج رؤوف عبد العزيز والذي تجمعني به كيمياء خاصة منذ العمل في مسلسل "الطاووس" في الموسم الرمضاني الماضي، فلقد تمكنّا من تحقيق نجاح كبير لمس الجمهور على أرض الواقع، إذ إنه مخرج واعِ ويفهم الممثل الذي أمامه وسيقدمني بالفيلم بشكل مغاير عن المسلسل.

وما الجديد الذي وجدتيه في الفيلم وحمسك له؟

الشخصية كانت صعبة للغاية، إنه من أصعب الأعمال التي قدمتها، وأنا دائمًا أميل للصعب لأنني أحب الأعمال التي تحتاج إلى الاجتهاد والصعوبة التي تظهرني بشكل مغاير ومختلف للجمهور، وكعادة شخصيات أسامة أنور عكاشة فأنا أقدم "بنت مصرية جدًا" في هويتها، إذ إن مؤلف العمل منشغل دائما بالهوية المصرية، وهذا هو "المورال" الخاص أي الحكمة الخاصة بأعماله.

برأيك.. ما أبرز الرسائل التي تناولها الفيلم؟

الفيلم يتناول الهوية المصرية والحفاظ عليها، والدفاع عنها، فلقد تمت كتابته في فترة التسعينيات، ولكن الأحداث ظهرت للجمهور وكأنه في الأمس، فالراحل أسامة أنور عكاشة لديه رؤية مستقبلية للأحداث لدرجة كبيرة، والتي ستجعل الجمهور في حالة ذهول وكأنه كان يعاصر معنا ما يحدث.

حدثينا عن شخصيتك في الفيلم؟

أجسد دور فتاة من الريف تدعى "عائشة"، وتتورط في أزمة كبيرة لتبدأ رحلة البحث عن والد ابنها، والذي يجعلها تدخل بصراعات الحياة، من الريف إلى المدينة وتتورط في أزمات كبيرة تكشفها تفاصيل العمل، فالنص يتناول حقبة التسعينيات من القرن الماضي، والصعوبة كانت نفسية وتنفيذية وكان العمل ثقيلًا، فكتابة الشخصيات كانت من لحم ودم.

الفيلم حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً بالرغم من عرضه على منصة إلكترونية.. كيف رأيتِ ذلك؟

لم أكن أتوقع ردود الأفعال وارتفاع نسب المشاهدة للفيلم عبر المنصة التي عرضته، على الرغم من أنني كنت أتمنى أن يٌعرض بالسينما، ولكن المنصات في الحقيقة أصبحت تأخذ حيزًا كبيرًا في حياتنا، فلم نكن سابقًا نعرفها أو نفهمها، وليست تعويضًا عن السينما، وفي حقيقة الأمر إن جمهور المنصات أكبر من جمهور السينما وقد يكون هذا بسبب فترة كورونا، كما أنني لدي قناعة بشيء ومن الممكن أن نتفق عليه أو نختلف، ولكن العمل الجيد سواء في السينما أو المسرح أو الدراما التلفزيونية أو المنصات أيًّا كان، فالجمهور سيذهب إليه ويشترك في المنصة لمشاهدته أو يشتري تذكرة للذهاب له أو ينتظره على قناة معينة، أنا لا أنشغل بجهة العرض.

ارتبط بأذهان الجمهور مناقشتك للقضايا المجتمعية في أعمالك منها قضية "التحرش" والتي تناولتِها مرتين .. ألم تقلقي من ذلك؟

بالفعل، ناقشت قضية التحرش في مسلسل "الطاووس" عام 2021، وكان له صدى كبير على أرض الواقع وتفاعل الجمهور مع قضية البطلة، وبعدها في مسلسل "إلا أنا" في قصة "بيت عز" ولكن هذه المرة كان من خلال خط درامي واحد ضمن الأحداث التي ناقشت أكثر من قضية أخرى، وأرى أننا لا بُد أن نسلط الضوء على قضايا المجتمع في الدراما والفن لأنهما مرآة الواقع وفي أحيان كثيرة فإن ذلك يغير القوانين.

على الجانب الدرامي.. حققتِ نجاحاً كبيراً في مسلسل "المداح" العام الماضي فماذا عن هذه التجربة؟

تجربة ممتعة جدًا، رغم أنه كان عملاً صعباً ومجهداً بالنسبة لي، ورغم أيضًا أن دوري فيه كان صغيراً ولم يتعدَ الـ20 مشهداً، ولكنه كان مليئاً بالتفاصيل ومنتشراً في الأحداث، وكنت متخوفة منه ومترددة في قبوله بالبداية، لعدة أسباب منها الشخصية نفسها فهي دور جن، وأيضا لأنه جزء ثان من عمل عرض من قبل، وكل ذلك زال مع الوقت، والحمد لله كانت ردود الأفعال إيجابية وغير متوقعة وحقق العمل ككل ودوري نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور.

البعض قام بتشبيهه بمسلسل "كفر دلهاب" .. هل تتفقين؟

إطلاقاً لا يوجد أي تشابه، لأن مسلسل "كفر دلهاب" هو عمل ينتمي لنوعية الأعمال الفانتازيا من خلال قصة خيالية وغير معلوم في أي عصر وقدمت خلاله فتاة "ملبوسة" وليس من العالم الآخر، أما مسلسل "المداح" فلقد قدمت فيه دور جن، هذا بالإضافة إلى أنه عمل حقيقي من قلب المجتمع، ويناقش قضية مهمة وهي السحر والحسد والدجل وهذا موجود في أغلب الطبقات.

تظهرين من حين إلى آخر عبر السوشيال ميديا بمقاطع غنائية .. ألم تفكري في خوض تجربة الغناء؟

تراودني هذه الفكرة من حين إلى آخر، ومن الممكن جداً أن أخوض هذه التجربة لأنها فكرة مطروحة بالنسبة لي، وما يشغلني عنها التمثيل لأنه يحتاج مجهوداً كبيراً في التحضير الجيد لكل شخصية.

وماذا عن علاقتك بالسوشيال ميديا؟

السوشيال ميديا سلاح قوي وذو حدين، وبالتأكيد له إيجابياته ولكن له سلبياته أيضاً التي من الممكن أن تدمر بدلاً من أن تفيد، وهذا يرجع لسوء استخدامها، كما أنها أصبحت سمة العصر وتأثيرها كبير لذلك لا بد أن يتم استخدامها بشكل إيجابي ومعتدل، لأن الاعتدال في كل شيء أمر عظيم.