هي ممثلة ذات طابع فني خاص، فلا تهتم بمظهرها الجذاب طوال الوقت، بل تؤمن بأن الاستمرارية في النجاح أصعب من تحقيق النجاح نفسه، لتتجدد بكل دور تقدمه، في إبهار جديد للجمهور، هي الممثلة درة، والتي احتلت مساحة لا بأس بها في الساحة الفنية المصرية.
كشفت درة، في حوارها لموقع "الفن"، عن ردود أفعال الجمهور حول مسلسلها الأخير "المتهمة"، إلى جانب عودتها إلى السينما بعد غياب، ومشاركتها المسرحية في موسم الرياض وتفاصيل أخرى في الحوار التالي.

حققتِ نجاحاً جماهيرياً كبيراً في مسلسل "المتهمة" .. حدثينا عنه وعن سر حماسك له؟

بداية.. لم أكن أتوقع النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، لأنني في أي عمل فني أترقب ردود أفعال الجمهور بكل خوف وشغف في الوقت نفسه، لكن ما حققه المسلسل من نجاح فاق توقعاتي، وأعتبره الأهم في مشواري الفني لما بذلت خلاله من مجهود كبير في التحضير والتصوير، ولأول مرة أشعر بنفسي داخل العمل لهذه الدرجة.

ولماذا تحمستِ له؟

تحمست لورق العمل ذاته منذ الوهلة الأولى، لأنه حقق شرطاً كنت أبحث عنه وهو التنوع والاختلاف مع الحبكة الدرامية والواقعية التي تعكس حياة الكثيرين والأزواج وتناقش القضية الأشهر دومًا وهي "الخيانة"، بالاضافة إلى أن الشخصية تطلبت مهارات جديدة وهي تجمع بين الخير والشر، وجعلتني أغوص في عالمها، وجعلتني كممثلة أعيد اكتشاف أدواتي في منطقة جديدة بالتمثيل أو مثلما يقولون "غيرت جلدي".

المسلسل شهد العديد من المشاعر المضطربة.. فماذا عن تحضيرك له؟

اندمجت مع الورق والأحداث ورأيت نفسي من خلالهما، وعلى الرغم من انتشار العديد من الأعمال التي تتناول التيمة الدرامية نفسها من الجريمة والهروب؛ إلا أنني لم أتطرق إليها وكانت لدي رغبة في أن أطلق العنان لخيالي في إظهار الشخصية على طبيعتها ومن دون تكرار، فلم أعتمد على مرجعية، ولم يكن لدي هدف لتقليد أي من الزملاء، وإنما ركزت على السيناريو وعلى تفاصيل الشخصية والتاريخ الخاص بها في الأحداث لكي أبني أساساً لها، وكذلك على نظرات الأعين، ونبرة الصوت التي تظهر من ورائها سرًا ما، وحتى لغة الجسد التي تكون غير متناغمة مع حوار الشخصية، ولكنه يظل في النهاية ممتعًا أن نقدم تفاصيل مركبة وأنا أميل إلى الشخصيات المركبة في أعمالي.

كان لكِ مشهد ماستر سين بالأحداث وهو "السكينة" .. حدثينا عنه؟

(ضاحكة) لم أتوقع ردود أفعال الجمهور عليه، وخاصة زوجي الذي شعر أنه حقيقي من شدة تقمصي للشخصية والمشهد، لافتة إلى أن المسلسل عكس أسباب وصول المرأة لتلك الحالة وقتل زوجها، والتي من بينها الخيانة أو الكره أو الإنتقام أو أن تكون قد تعذبت في حياتها.

هل تعاطفت معها؟

لكي أتقمص الشخصية لا يمكن أن أصدر عليها الأحكام، أو أضعها في موقع المتهمة التي تحاكم أحدهم على أخطائه، بالعكس أنا يجب أن أصدق الشخصية، وأصدق دوافعها ومبررات أفعالها، وأصدق أن التصرف الذي صدر عنها في موقف ما هو ما يمكن أن ينبع منها، ولكن أنا لا أتشابه معها، وردود أفعالي في ظروف تشبه ظروفها ستكون مختلفة تمامًا، ولكن الجمهور الذي يشاهد العمل هو سيعيش حالة التعاطف تارة، والهجوم تارة أخرى، وهذا أمر طبيعي وصحي، ولكن لست أنا.

رغم عرض المسلسل على منصة إلكترونية إلا أنه لاقى نجاحًا كبيرًا.. فما السر؟

طبيعة جمهور المنصات أنه معتاد على مشاهدة الأعمال الأجنبية بشكل أكبر، وهو جمهور متطور ولا تجذبه أية أعمال، كونه طوال الوقت يتابع أعمالًا من مختلف بلدان العالم، وهذا الأمر الذي سهلته المنصات وجعلت المشاهد بكبسة زر يتمكن من مشاهدة عمل من أي دولة في العالم، فهو جمهور متشبع بجودة الأعمال، لذلك أن ينال العمل إعجابه فهذا يترجم أنه كان على المستوى المطلوب، والنوعية التى يفضلونها.

هل يوجد جزء ثانٍ من المسلسل؟

من المحتمل وبنسبة كبيرة، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، إضافة إلى أنني تعلقت بهذا العمل للغاية.

شهد فيلم "الكاهن" عودتك إلى السينما.. حدثينا عنه؟

الفيلم تناول قضية هامة، ومؤثرة حول المعرفة، والتي أصبحت متوافرة بشكل كبير بسبب الأجهزة الذكية التي باتت في متناول الجميع في عصر التكنولوجيا، ولقد حقق الفيلم ايرادات قوية في موسم سينمائي ضخم، وواجهت صعوبات كثيرة خلاله، أهمها أنني أردت تقديم المشاهد الصعبة بنفسي من دون دوبلير أو الاستعانة بأحد لأثبت للجميع أننا لسنا أقل في أي شيء سواء في الموهبة الفنية أو في القدرات التمثيلية الصعبة والمشاهد الحركية، ولم أضع المكياج أثناء ظهوري في الفيلم رغم حبي للأزياء والموضة ولكن طبيعة الشخصية لم تتطلب ذلك، فقصته وطبيعته لم يتم تقديمهما في السينما من قبل.

وماذا عن جديدك في الفترة المقبلة؟

أستعد للمشاركة في بطولة مسلسل "الأجهر" مع الممثل عمرو سعد، والذي أشارك به في الموسم الرمضاني المقبل، ويعكس اسم الشخصية التى يجسدها الممثل عمرو سعد، ويستعرض المشكلات الإنسانية داخل الحارة بشكل مختلف لأدق التفاصيل التي تلمس حياة الجمهور وكيفية مواجهتها.

وماذا تعني الأجهر؟

اسم الأجهر يطلق على الشخص الذي لا يرى إلا ليلاً فقط، ويتم إطلاقه أيضًا على فرخ الحمام ذات العيون السوداء، وتم تسميته بهذا الاسم كصفة لبطل العمل.

كانت لكِ تجربة مسرحية مميزة من خلال "حتى لا يطير الدكان".. حدثينا عنها وتلقي الجمهور لها؟

نجاح مواسم الرياض في السعودية يعتبر طفرة في الفن والثقافة في الوطن العربي، ولقد تحمست لتقديم عمل فني خلاله، خاصة مع حماسي لنص العرض، وتفاجأت بالشغف الفني الكبير لدى الجمهور السعودي وقد انعكس ذلك على ردود أفعاله للعرض.