هي ممثلة محبوبة وحجزت لنفسها مكانة في قلوب المشاهدين، وشاركت الممثلة كندة علوش مؤخراً في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، وذلك من خلال فيلميها "السباحتان" و"نزوح".
موقع "الفن" كان له لقاءً مع الممثلة كندة علوش تحدثنا فيه عن العملين وعن عائلتها:

في البداية ألم تقلقكِ فكرة الظهور بشخصية الأم في "السباحتان"؟ وما الذي جذبك للموافقة على المشاركة؟

بالعكس لأن الأم هنا غير تقليدية ولكنها استطاعت أن تساعد بناتها في تحقيق ما يريدنّ، فهي شخصية مليئة بالمشاعر والتفاصيل التي جذبتني رغم أن الدور الرئيسي في القصة حول سارة ويسرا مارديني اللتين خرجتا من سوريا وحققتا أحلامهما، لكن شخصية الأم هي ضمن الأدوار الرئيسية والمؤثرة في سياق الأحداث أيضاً، كل هذا إلى جانب أن العمل من إنتاج عالمي وإحدى شركات هوليوود، وعُرض على منصة عالمية بكل تأكيد، جميعها عوامل تجذب الممثل للعمل.

العمل أصبح تريند على منصة عالمية لفترة وكان حديث نجوم عالميين كيف رأيتِ ذلك؟

بكل تأكيد سعدت كثيراً للأمر إنها المرة الأولى التي تتصدر فيها قصة عربية حقيقية تريند حول العالم، وليس في الشرق الأوسط فقط وهذا دليل على تأثير وقوة الفن، فمن خلال العمل عرف العالم أزمة حقيقية يواجهها أشخاص على الجانب الآخر من القارة، وبالطبع سعيدة للغاية بأننا تمكنّا من صناعة جودة فنية جذبت جمهوراً من حول العالم للفيلم.

فيلم "السباحتان" قصة حقيقية، وأيضاً "نزوح" فيلم يرصد معاناة العرب فهل تحرصين في اختياراتك على أعمال تحمل قيمة وهموم عربية وقضايا؟

كل عمل له خصوصيته وله أيضا أسباب تجعلني أحب المشاركة فيه وأسباب تدفعني لتجسيد دوري فيه، هذا أمر أكيد، ولكن أنا لا أتعامل مع الأعمال كمجموعة واحدة بل كل عمل له خصوصية، وله أسباب قبوله، وأسباب تجسيدي للدور فيه، لذلك يمكن أن نتحدث عن كل عمل بشكل منفصل. لأوضح أسباب قبول كل عمل بشكل مفصل فمثلاً في فيلم "السباحتان" لا أعرف لو كنت مكان الأم كيف كنت سأتصرف لأنه من الصعب على الأم أن تجازف بابتعاد أبنائها عن حضنها، فدائمًا ما تكون قناعة الأم أن أمان أبنائها في أحضانها، ولكننا نتحدث هنا عن أم لا تفكر بشكل تقليدي، بل كانت مختلفة في تعاملها مع بناتها، وظهر أن هذا الأمر كان ناجحاً بكل تأكيد معهن ولقد ساهمت في تحقيقهن لأحلامهن، وإحداهن بطلة أوليمبية، والأخرى أصبحت سعيدة بما تفعل.
أما "نزوح" فإنتاجه ليس ضخماً لكن قصته مؤثرة وجيدة عن فتاة تأخذ قرارات تفاجئ من حولها وهي تمتلك قوة داخلية، إلى جانب وجود لمحات كوميدية وهذا ما يجعله وجبة خفيفة على الجمهور، إضافة إلى أن العمل يرصد فترة عاشتها سوريا لم أكن في ذلك الوقت هناك بل كنت في مصر، فجعلني هذا الأمر أعيش تلك التفاصيل التي لم أحضرها في سوريا.

كيف ترين عرض "السباحتان" في أكثر من مهرجان عربي ودولي؟

عُرض الفيلم في أكثر من مهرجان، ولكني لم أتمكن من مشاهدته مع أبطال العمل، ولكن في مهرجان القاهرة تمكنت من الحضور، ومشاهدة عرض الفيلم في قاعة الأوبرا، ولقد ظل الجمهور يصفق للعمل لأكثر من عشر دقائق كاملة، وتفاعلوا معه أثناء عرضه بشكل كبير، وهذا ما يعكس تفاعل الجمهور مع العمل، وقربهم من السوريين وشعورهم بمشاعرهم نفسها، وكنت سعيدة للغاية بعرضه في مهرجان القاهرة، وكأنني أشاهده في بلدي.

"نزوح" حصد جوائز في مهرجان فينيسيا الدولي كما عرض في مهرجان البحر الأحمر.. حدثينا عن شعورك تجاه فوز العمل بجوائز وردود الأفعال حول عرضه؟

بالفعل العمل نال جائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا، وإنها المرة الأولى التي يفوز فيها فيلم بتلك الجائزة، ولا ننسى أن القصة عربية وقد لا تلمس الجمهور الأوروبي، ولكن العمل نال إشادات من الجمهور والنقاد بشكل كبير، وهذا الأمر جعله يكون الفيلم العربي الأول الذي يفوز بجائزة الجمهور، ناهيك عن التصفيق عقب عرض العمل، والنقاش الذي أعقب عرض الفيلم لدرجة أنهم لم يودوا أن يتركونا، الأمر الذي أسعدني للغاية بكل تأكيد، إضافة إلى عرضه في مهرجان البحر الأحمر وهذا ما زاد سعادتي، وتفاعل الجمهور وردود الأفعال عقب عرضه أسعداني أيضاً، لذلك كانت سعادتي لا توصف.

ما المعيار الذي تختارين على أساسه أدوارك؟

المعيار بالنسبة لي ليس أن تكون القصة جادة على سبيل المثال، فقد قدمت آخر أعمالي الدرامية "سيدات بيت المعادي"، ولكن المعيار أن يكون العمل يحترم عقلية المشاهد حتى لو كان عملاً كوميدياً، ويكون فيه جودة فنية، ولا تهم النوعية بقدر ما يهم احترامه للمشاهدين.


كندة دائماً تضع عائلتها في المقام الأول ودائمًا ما نرى أن أغلب الناجحين يتحدثون عن أهمية العائلة.. هل نجاحك يقاس في المقام الأول في نجاحك في منزلك؟

أرى أن نجاحي مع عائلتي وتلبية احتياجاتها هي في المقام الأول، وتخصيص وقت كبير لها، هذا أمر لا جدل فيه، فالعائلة بالنسبة لي خط أحمر، فأنا كونت رصيداً فنياً جيداً قبل زواجي وإنجابي، لذلك أصبح الجمهور ينتظر أعمالي، ولا أتأثر في غيابي بسبب اهتمامي بمنزلي وعائلتي، على العكس هناك من يعتبر نجاحه في العمل هو الدافع ليكون ناجحاً في بيته، كل شخص له قناعاته، وأنا أحترمها جميعها، وكل منا له قدرة تحمّل مختلفة عن الآخر.