رودني حداد هو ممثل، كاتب ومخرج لبناني، تخرّج من الجامعة اللبنانية من معهد الفنون الجميلة.

كانت بدايته من المسرح في لبنان وإيطاليا، كما شارك في أعمال عدّة في السينما والتلفزيون. كما شارك الممثلة والمخرجة نادين لبكي في كتابة نص فيلمها "هلأ لوين"، وآخر أعماله فيديو كليب نانسي عجرم لأغنية "ما تعتذر" ومسلسل درامي إجتماعي “Amnesia”، وحقق نجاحاً باهراً، وأعتبر فريداً من نوعه.
تميز حداد بأفكاره العميقة وثقافته الموسعة، كما أثار الجدل خلال تحركات 17 تشرين بسبب تصريحاته السياسية، وعدم تغيير موقفه على عكس العديد من المشاهير الذين زعموا خلع ثوب الأحزاب خلال المظاهرات.
موقع "الفن" أجرى مقابلة مع رودني حداد، الكاتب والمخرج والممثّل اللبناني المتميّز بأدائه وثقافته، وكان له العديد من التصريحات الشيقة.

تتميّز بصوتك الذي يضفي خصوصية معيّنة على الأداء الخاص بك. هل تعمل كثيراً على تمرين صوتك خلال التحضير لدورك؟

إنّ الصوت هو البصمة الأولى للإنسان وبصمته الأخيرة أيضاً. فالصوت لا يموت وهو أهمّ الأدوات التي يمتلكها الممثّل. تلعب البيولوجيا دوراً مهمّا في تشكيل الصوت​​​​​​​ كما يلعب تطوير الصوت عند الممثل دوراً أساسياً أيضاً. يرتبط الصوت عند الممثل بالمشاعر والعواطف التي يفرضها عليه موقف معيّن عند لعب شخصية معيّنة. يتأثّر الصوت بكلّ تغيير أو تطوير للذات في شخصية الممثل، فالثقة مثلاً تنعكس على صوته كذلك المعرفة التي يتمتّع بها. هناك خطأ يقع فيه بعض الممثلين يكمن في افتعال الصوت لدور معيّن، في حين أنّ شخصيّة الدور هي التي يُفترَص أن تُلزِم الممثّل بصوت معيّن.

ما هو الدور الذي جسّدته في أعمالك والأحبّ على قلبك؟

من الأدوار المميّزة بالنسبة لي، هو دوري في فيلم "جبران خليل جبران" للمخرج سمير حبشي، كذلك دوري في الفيلم الفرنسي "Une histoire de fou" للمخرج روبير غيديغيان.

خلال مسيرتك الفنيّة، شاركت بأعمال أجنبيّة عدّة على سبيل المثال شاركت كممثل في الفيلم الفرنسي " Une Histoire De Fou " ووككاتب في فيلم " Rio, I Love You" وغيرهما، لماذا لم تلق هذه الأعمال المهمّة شهرة في لبنان؟

نحن كممثلين نُتقن عملنا لأنفسنا في البداية، و لا يهمني موضوع مدى شهرة العمل الذي نقوم به. ما يهمّني هو أن يبحث المشاهد بنفسه على الأعمال الجيّدة. طبعاً من واجب الممثل أن يقدّم أعمالاً ذو مستوى وينشر الثقافة ولكن لا يمكننا أن نختار جمهورنا أو أن نرغمه على مشاهدتنا. ومن واجب المشاهد أن يقارن بين مستوى الأعمال المقدَّمة له ويصنع الفرق.
هناك ترند مُتَّبع في العالم وهو أنّ النوعيّة الجيّدة لا تستهوي الجمهور (العامة من الناس). ما أحاول فعله دائماً في أعمالي هو تقديم النوعية للجمهور، وذلك من خلال عرض القصّة في إطار يجذب هذا الأخير (في إطار مسلٍّ مثلاً إذا كان هذا الأخير يبحث عن التسلية)، وتمرير الفكر والثقافة من خلال شخصيات القصة.
يتميّز الجمهور اللبناني بأنّه يحبّ الأفضل ويعتزّ به. فمثلاً، لو تمّ عرض مسلسل "أمنيزيا" على المحطّات اللبنانية، أؤكّد لك أنّه كان ليحصد نجاحاً كبيراً.
بالعودة إلى سؤالك، بعض الأعمال الأجنبية التي شاركت بها لم تُعرف في لبنان بسبب عدم عرضها على المحطات اللبنانية، أو عدم عرضها في صالات السينما اللبنانية لفترة طويلة أو بسبب حملتها الدعائية أو لمعالجتها قضايا أو مواضيع أجنبية لا تهمّ اللبنانيين.

أيّ أداء تعتبره أداءً فنيّاً مهماً لممثل أثّر فيك بدور معين؟

في العالم من الصعب أن أحصرها بشخص، أمّا في لبنان فأختار الممثل غبريال يمين بأدائه المسرحي.

هل تحضّر لأعمال جديدة؟

طبعاً، لقد أنهيتُ تصحيح سيناريو.

هل يمكنك إطلاعنا على تفاصيل العمل؟

ربّما، في مقابلة لاحقة. إذ لا أستطيع التّحدث عنه قبل بدء تصويره، فهو ليس من كتابتي إنّما من إخراجي.

هل تعيد تجربة التعليم التي خضتها في الجامعة اللبنانية بمعهد الفنون الجميلة؟

بالطّبع. إنّ التعليم جزء من شخصيتي وهو لا يتوقّف. إنّه تشارك فمثلاً يمكنك التعليم أثناء الإخراج أو في جلسات مع الأشخاص المُلمّين بعملنا.

سجّلت موقفك السياسي الدّاعم للرئيس السابق الجنرال ميشال عون، وتمسّكت به. هل أثّرت هذه الخطوة سلباً على عملك ؟ وهل ترى أنّ الفنان يجب أن يحتفظ برأيه السياسي أو أن يجاهر به؟

​​​​​​​لديّ مسؤوليّة تجاه الأشخاص الذين يحبّونني. لا يمكن لأحد أن يعمّم فكره ويقمع الآخر لأنّه من هويّة سياسية معيّنة أو لأنّه ضدّه في السياسة. فهو بذلك، يقوم بطريقة ما بإبادة جماعية، وأنا لا يمكنني أن أكون طرفاً مع الجلاّد. أنا أقف مع الضّحية. في لبنان، كانت الضحية أقوى من جلاّديها وذلك لأنّها مُتحرّرة، تحبّ وطنها وتريده أن يكون أفضل من فرنسا.

هل أثّر رأيك السياسي على علاقاتك بزملائك الذين كانت مواقفهم تتناقض بشكل كبير مع موقفك السياسي ؟

كلا، علاقتي مع زملائي جيّدة جداً، ولم أردّ في الإعلام على أيّ زميل لي بل كنت أهاتفه وأخبره بعدم صوابيّة تصريحاته. فلا يجوز أن يصرّح الفنّان بمعلومة غير متأكّد منها وعليه أن يتمتّع بالوعي ويعرف الأسباب التي أوصلتنا إلى هذا الوضع.
فعلى الممثّل مسؤوليّة تجاه مجتمعه لأنّه يؤثّر عليه والبعض كان يؤثر بطريقة سيّئة ويزوّر التاريخ بدون معرفته. فمسؤولية الفنان والمواطن تكمن في خياراته في الانتخابات وهو يحصد نتائجها.
بالنسبة لي، لم يؤثّر موقفي السياسي على عملي أبداً. فالسياسية لا يجب أن تؤثّر على العلاقات الانسانية، وإن أثّرت على العمل فهذا نوع من القمع وأنا لا أقبل به حتّى لو اضطررت لتغيير مهنتي.