هو كاتب ومخرج، لديه رؤية خاصة بأعماله الفنية، البعض يراه مثير للجدل، والآخر يراه يغرد خارج الصندوق بأعمال تفتح الآفاق لأفكار ورؤى جديدة مؤثرة بشكل ايجابي، وفي حوار خاص لموقع "الفن"، كشف سلامة عن رأيه بالسينما وتصنيفاتها وعن تفاصيل وكواليس آخر أعماله السينمائية وهو فيلم "برا المنهج"، وسبب استعانته بطفل لبطولة الفيلم وعن حصده العديد من الجوائز ومشاركته بمهرجانات دولية كثيرة، وإشادة الجمهور به، بالاضافة لمشاريعه الفنية المقبلة.

تستعد لتجربة سينمائية جديدة حدثنا عنها؟

هو فيلم بعنوان "شماريخ"، ولكن مازالنا فى مرحلة الترشيحات والتحضيرات، وسوف يتم الاعلان عن كافة تفاصيله فور اتمام التعاقد مع أبطاله، وأتمنى أن نقدم دائمًا محتوى هادف وممتع للجمهور.

حققت نجاح كبير وبصمة بالسينما على الرغم من عدم تعددهم؟

هذا الأمر يسعدني، أن تاريخي بالسينما بأفلام معدودة وحقق هذا النجاح وترك بصمة بكل عمل مع الجمهور، والذي كان آخرهم فيلم "برا المنهج" وشعرت معه بسعادة كبيرة لأنني "فوجئت برد فعل الجمهور".

ولماذا استغرقت في كتابته 10 سنوات؟

لأنه يستحق، فأنا لا أحب تقديم أعمال تمر مرور الكرام، وأحب أن أعطيها كافة الوقت والمجهود، والأهم أن أحترم عقلية المشاهد وأن يكون العمل الفني يصلح لجميع العائلة دون أن يشعر أحد منهم بالخجل، وقد قمت بكتابته مرات عديدة، وحاولت تخفيف بعض النسخ وحذف التفاصيل الصادمة، التي قد تثير رد فعل غاضب من الجمهور، وكل ذلك استغرق سنوات من التدقيق.

ألم تخشى أن يكون بطل الفيلم طفل ويخوض تجربة التمثيل لأول مرة؟

لا، على الاطلاق، فالفيلم بدأ وأنا أفكر في 17 حكاية كنت أنوي تقديمها، وانتهيت إلى أنه لا يتحمل أكثر من ثلاث حكايات، فالعمل الذي يكون به طفل يكون صعبا، وأن تخلق معه كيميا للدخول في تفاصيل الفيلم لم يكن سهلا خصوصا أن الطفل متواجد في كل مشاهد العمل، ولكن الطفل عمر شريف استجاب سريعا لكل ماقلته له وكان يقوم بتنفيذ ما يطلب منه بشكل إحترافي، رغم كون هذه هي التجربة الاولى له، ومتأكد انه سيكون نجم في المستقبل، ولم أكن أقصد أن يكون موجها للأطفال، لكن الأطفال أحبوه بشدة.

وماذا عن شعورك بعد عرض الفيلم بعدة مهرجانات دولية وحصوله على جوائز أيضًا؟

شعرت بالسعادة، لأن الفيلم حقق حلمي لأن الفيلم يعبر عني، فأحداثه تدور حول اكتشاف الذات، فهي تعبر عن قصة طفل يتيم يبلغ عمر 13 سنة يدعى عمر، يريد أن يثبت شجاعته أمام زملائه فيقوم بالدخول إلى أحد المنازل المهجورة أمام مدرسته، ولكن يخشاه الجميع وتحكى حوله العديد من الأساطير، وعند دخوله يتعرف على رجل مسن يعيش في المنزل وتنشأ علاقة صداقة بينهما، ويخوضان معا رحلة لاكتشاف الذات، وفي طفولتي تعرضت للكثير من الأفكار التي أثرت على شخصيتي وحاولت التخلص منها بعد ذلك، وقد سعدت بحصول الفيلم على 7 جوائز دفعة واحدة في المهرجان، أفضل فيلم، وإخراج، وسيناريو، وممثل، وممثلة مساعدة، وديكور، وبوستر، وأتوجه أيضا بالشكر لشركة الإنتاج والممثلين وكل طاقم عمل الفيلم.

لاحظنا انتصارك دائمًا للمرأة في أعمالك السينمائية .. فما السبب؟

هذا صحيح، لأنني كنت أرى والدتي بطلة العالم وتمتاز بالقوة ولديها قدرة كبيرة على ادارة العديد من الأمور بمفردها وفي آنِ واحد، وعندما بدأت في الكتابة أصبحت متأثرًا بوالدتي ومنهجها في الحياة حتى في حياتي الشخصية تقوم زوجتي بنفس المهام ولديها نفس الصفات، لذلك تجدين ذلك منعكس على الأعمال التي أقدمها وتظهر المرأة أو البنت خلالها عادة بصورة القوة وليس الضعف أو التفاهة والانكسار، فكان لابُد من الانتصار للمرأة لأنها من تصنع أسرة وبالتالي تشكل وجدان مجتمع بأكمله، وعندما تم تطبيق تكافؤ الفرص تبين للجميع كيف يمكن للمرأة أن تصنع وتضيف للتاريخ ومجتمعها بشكل مُشرف، بل وتتولى قيادة رئاسة دولة بأكملها مثلما نرى في العديد من الدول حول العالم، ولن أتخلى عن ذلك المنظور والانحياز لدور المرأة التي لولا مجهودها وتربيتها وتدبيرها وعقلها لما أصبحنا نحن الرجال في شأننا المتميز المرموق بمختلف المجالات.

برأيك.. هل الفن هو مرآة للمجتمع أم يجب أن يكون له دور فعال للتغيير؟

الفن هو نقل الواقع وأن يكون مرآة للمجتمع، بالاضافة لامكانية تقديم حلول فعّالة للتغير نحو الأفضل إلى جانب أنه من اجل التسلية والمتعة أيضًا، ولكن مثلما نقول "لكل شيخ طريقة"، وكل فنان ومخرج لديه وجهة نظر ورؤية حول الفن يترجمها في أعماله سواء بالسينما أو الدراما، ودعينى أخبرك أن قناعات الأشخاص متغيرة بمرور الوقت مثلما حدث معي على سبيل المثال منذ بداياتي من 14 عام بفيلم "زي النهاردة"، كنت أرغب في تغيير العالم ووضع أسس جديدة للأفضل، ولكن الآن تغيرت وجهة نظري للسينما بشكل عام.

مع أم ضد مصطلح "السينما النظيفة"؟

"السينما النظيفة" مصطلح سطحي للغاية، ومع ذلك فأنا أؤيده ولكن بمعايير خاصة، وهي أن تحترم الجمهور وتقدم فن صادق، ولا يعني ألا يشمل قبلات أو أحضان، ففي عام 2008 كان هناك أصوات كثيرة تنادي بهذا المصطلح وكان نابع من الخطاب الديني بشكل أكثر.

هل يعني ذلك انك ضد الحكم على الفن من منظور ديني؟

الحكم على الفن بمنظور ديني هو نفسه الحكم على الدين بمنظور علمي هو نفسه الحكم على العلم بمنظور سياسي، هو نفسه أن تقيس وزن الشيء بمسطرة أو تقيس طول الشيء على ميزان، تحاول أن تسمع بنظارة وتنظر بسماعة، جهل أو تضليل أو حب جم للتضليل الفكري.