دخلت الممثلة اللبنانية جويل داغر عالم المسلسلات العربية المشتركة، بعد أن لمع إسمها لسنوات عديدة في مسلسلات لبنانية، منها "البيت الأبيض"، "زوجتي أنا" و"باب إدريس"، فأظهرت قدرات تمثيلية لا يستهان بها.
وكان لموقع "الفن" مقابلة خاصة مع جويل داغر، تحدثت فيها عن شخصية "جنى" التي جسدتها في الجزء الثاني من مسلسل "للموت"، وتحضيرها لها، وعن علاقتها بالممثلين أبطال العمل، منهم ماغي بو غصن، دانييلا رحمة، محمد الأحمد وباسم مغنية، وعن الأعمال التي تسعى لتقديمها بعد "للموت".

ماذا أضافت مشاركتكِ في "للموت" إلى مسيرتك الفنية؟

عندما عرضت عليّ المنتج المنفذ للمسلسل جويل بيطار من شركة Eagle Films، الدور في "للموت"، كنت قد شاهدت الجزء الأول من العمل، الذي أحدث ضجة كبيرة وشكّل ظاهرة، فتحمست للفكرة فوراً، ولدور "جنى" لأنه محوري ويؤثر على الأحداث. بعد غيابي عن التمثيل لسنتين بسبب انتشار فيروس كورونا، قررت أن أعود إلى العمل بشخصية جميلة وجديدة، ودور "جنى" كان كفيلاً بذلك، ولفتني بشكل كبير، فقررت أن أعمل عليه من قلبي، حتى أن لوك الشخصية كان مختلفاً عن باقي المسلسلات، والجزء الثاني من "للموت" جاء على قدر التوقعات. الضجة التي أحدثها مسلسل "للموت"، لم يُحدث مثلها أي مسلسل، هناك عالم عربي بأسره شاهده، حتى أن الجزء الأول منه عرض على Netflix، ومن المفترض عرض الجزء الثاني منه عليها، أي أننا دخلنا إلى عالم جديد، وجهي أصبح معروفاً أكثر في الخارج، ولم يمر مرور الكرام.

تعرضت "جنى" للكثير من الإنكسارات، كم تطلبت منك هذه الشخصية من جهد؟

شخصيات المسلسل جميعها عانت، ونهاية الجميع كانت سيئة، ولكن هذه النهاية المتوقعة والطبيعية للشخصيات، منهم "سحر" و"ريم"، أي الممثلتين دانييلا رحمة وماغي بو غصن، أو "عمر" الذي يؤدي دوره الممثل اللبناني باسم مغنية، وهذا مرتبط بالفكرة التي أرادوا إيصالها من المسلسل، إذ لا يمكن لأي شخص يسير بطريق الخطأ أن يتابع حياته بطريقة جيدة.
أما بالنسبة لدور "جنى"، فكان صعباً للغاية، فهي عانت بحياتها، ابتعدت عن والدها، أحبت شخصاً لـ 15 عاماً وهو لا يشعر بها، تركها عندما أحب "ريم"، وعاد إليها عندما تركته، والدتها متوفية، وليس لديها أخوة، إذاً فهي ليس لديها أحداً سوى "هادي"، الذي يؤدي دوره الممثل السوري محمد الأحمد، وهو يمثل لها الأمان، وعلاقتهما هي علاقة سامة للغاية. عاشت "جنى" تقلبات نفسية كثيرة، نراها تبكي طول الوقت، حتى أني إضطررت للعمل على تغيير صوتي ومشيتي من أجل الدور. مشاهدي مع "هادي" ومع "عمر" كانت صعبة للغاية، حتى المشهد الذي تقرر فيه قتل "ريم"، نرى شخصية مشحونة للغاية، إعتقدت أنها حصلت على ما تريد عندما طلب "هادي" يدها، ويتم حرمانها من هذه الفرحة، نرى في النهاية أن الشخصية أصيبت بالجنون، وأصبحت مريضة بحبها لـ"هادي"، ولن ترتاح حتى تتخلص من "ريم" نهائياً.

هل يمكن أن تفعلي مثل "جنى"، وتعيشي حباً من طرف واحد؟

"جنى" ضحت كثيراً بحياتها من أجل شخص واحد، وهي تعلم أنه لا يحبها ولن يحبها، وهذا لا أقبل به على الصعيد الشخصي، أنا لست ضد التضحيات والتنازلات في الحب، ولكن في حال كان الحب متبادلاً بين شخصين.

كيف كان التعامل مع طاقم العمل؟

الممثل اللبناني كميل سلامة هو أبي وأستاذي في الجامعة، والممثل نقولا دانيال أيضاً، رغم أنه لم تجمعني به مشاهد في المسلسل. التعامل مع الجميع كان جيداً، جميعنا كنا يداً واحدة، فقد عشنا معاً لوقت طويل. أكثر مشاهدي جمعتني بالممثلين باسم مغنية، محمد الأحمد، كميل سلامة ودانييلا رحمة، سعدت كثيراً في العمل معهم، يستفزونك بقدراتهم، ويخرجون منك أفضل ما لديك في التمثيل.

شاركتِ في بطولة​​​ مسلسلات لبنانية عديدة، أي مسلسل تعتبرينه إنطلاقتك الحقيقية، وبين "روبي" في "البيت الأبيض" و"تارا" في "زوجتي أنا"، أي دور تفضلين؟

أعتبر مسلسل "باب إدريس" نقطة تحول بمسيرتي بين الجامعة والعمل، لدي ضعف تجاه هذا الدور. أفضل دور "تارا" في "زوجتي أنا"، كما أحب تطور شخصية "روبي" في "البيت الأبيض"، عندما أصبحت أقوى.

كانت لكِ مشاركة وحيدة في السينما بفيلم "كاش فلو"، هل تسعين للعمل في السينما مجدداً؟ وأين ترين السينما اللبنانية اليوم؟

عرض عليّ عدة أفلام، ولكني اضطررت لرفضها نظراً للوقت الطويل الذي يتطلبه تصوير الفيلم، فأحياناً يطلبون منك التفرّغ لـ 20 يوم متتالية، ولكن في حال عرضت عليّ فرصة مناسبة، سأقبل بها بالتأكيد. من ناحية ثانية، لا يمكننا القول إن السينما في لبنان تراجعت، ولكنها توقفت لفترة بسبب كورونا وإغلاق دور العرض.

بظل الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، هل تفكرين في الهجرة؟ وما الذي يلجأ إليه الممثل اللبناني للإستمرار؟

مستحيل، حتى بهدف السياحة، لا يمكنني أن أتحمل البعد عن لبنان لأكثر من أسبوع، عملي هنا، أصدقائي هنا، أحب هذا البلد ولا أجد مثله، هنا الجميع قريبون من بعضهم البعض.
بالنسبة للممثل اللبناني، أرى أن وضعه الحالي أفضل بكثير من قبل، مع موجة المسلسلات العربية المشتركة، ودخولهم العالم العربي أكثر، تغيرت النظرة للممثلين اللبنانيين والممثلات اللبنانيات، ربما كان حق الممثل الشاب مهدوراً، ولكن الوضع بدأ يتحسن أكثر الآن، أصبح الممثل اللبناني مقدراً أكثر، وقدراته التمثيلية معروفة أكثر.

تربطك صداقات قوية مع ممثلين، هل تؤمنين بهذا النوع من الصداقات، أم تعتقدين أن المنافسة لا بد أن تعترض طريقها؟

إجمالاً، كل أصدقائي من الوسط الفني، منها داليدا خليل، جويل فرن، رانيا عيسى، نتالي حموي، ريتا برصونا، جيسكار أبي نادر، مازن معضم، ونقوم بنشاطات مشتركة سوياً، وإذا كان عقل الشخص كبيراً، يُدرك أن لا أحد يأخذ رزق غيره، هناك منافسة إيجابية تحفز الشخص على تقديم أفضل ما لديه، وليس المنافسة التي تؤدي إلى الغيرة السلبية والمشاكل، ولكن بالطبع موجودة في كل المجالات، وتظهر في التمثيل أكثر لأننا تحت الأضواء.

هل فكرتِ في خوض مجالات فنية غير التمثيل؟

عرض عليّ تقديم برامج، ولكني أجد نفسي فقط في التمثيل.