Maison Cocktail إسم على مسمى، المسرحية تمزج بين الفكاهة والاحتيال والتحقيق البوليسي، وتدور حول نادل غريب الأطوار، يمتلك ملهىً ليلياً، ويلجأ الى انتحال شخصيات على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تحسين أعماله، فيقوم بدعوة رواد التطبيقات ووسائل التواصل إلى باره، بهدف لقاء أشخاص وهميين، ومن أجل أن ينعش أجواء ملهاه الليلي.
المسرحية التي تقدم باللغة الفرنسية، لا تخلو من الألغاز والمواقف المضحكة، وهي تذكرنا بأجواء الملاهي الليلية الباريسية الصغيرة، التي يقصدها الأشخاص لشرب كأس، والقيام بلقاءات لليلة أو أكثر.
يقضي المشاهد خمسين دقيقة، حيث ينسى اليوميات الصعبة، ويضحك من طريقة تفاعل قاصدي الملهى الليلي مع بعضهم البعض. المسرحية من نوع الكوميديا السوداء المضحكة، تجمع برونو طبال، وسينتيا كرم، وماريا دويهي، وباتريك شمالي وجوزيف آصاف، تأليف وليد يازجي وإخراج برونو طبال.
موقع "الفن" حضر العرض الأول للمسرحية، التي تعرض بالشراكة مع Institut Français du Liban، وعدنا لكم بهذه الحوارات مع الكاتب والمخرج والممثلين.

كاتب المسرحية وليد يازجي
إنها أول مسرحية لك، لماذا اخترت هذا الموضوع؟

اخترت هذا الموضوع لأني أريد أن أقدم عملاً مختلفاً، أردت أن أخرج من السياسة، من الجو الاجتماعي والاقتصادي الضاغط، لتقديم عمل باللغة الفرنسية غير مألوف ومسلٍّ. المسرحية كانت مدرجة للعرض خلال شهر الفرنكوفونية 2020، ولكنها تأجلت بسبب فيروس كورونا، فقررنا عرضها الآن باللغة الفرنسية. أردت التطرق إلى موضوع جريء، لا يتناوله الكتاب بسهولة، فأحببت أن أقوم بهذه المسرحية. إنه موضوع اجتماعي خفي، تطرقت إليه بطريقة فكاهية.
المسرحية تتطرق إلى رجل يمتلك ملهى ليلي، وليس لديه الكثير من الزبائن، فجاءته فكرة الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات، التي تتيح للأشخاص بأن يقوموا بالتعرف إلى بعضهم البعض بهدف البدء بعلاقة. فيلجأ صاحب الملهى الليلي كل مرة، إلى تغيير شخصيته، ويتعرف إلى شباب وصبايا، وينتحل شخصيات عديدة، ويدعوهم إلى الملهي الليلي. الأشخاص يقصدون الملهى الليلي، آملين لقاء الشخص الذي واعدهم، وطبعاً لن يجدوه، والمسرحية تدور حول التفاعل بين هذه الشخصيات، والأحاديث التي يتداولونها.

الفنان والمخرج برونو طبال

هل هذه أول تجربة إخراجية لك؟ كيف تقيّمها؟ ولماذا اعتمدت ديكوراً غنياً بصور النادل؟

نعم، هذه أول مسرحية أخرجها منذ تخرجي، وإهتماماتي كانت في السينما والتلفزيون. أحببت العمل مع الفريق، الكاتب وليد يازجي أعطاني الثقة بأن أقوم بما أريده، والجميع بذلوا مجهوداً، وكنت محاطاً بفريق هائل، لإيصال مسرحية جميلة.
النادل دوره أساسي، إنه إنسان منحرف ونرجسي، هو مريض نفسي، وتصميم المسرح يحضّر المشاهد لما ينتظره في أحداث المسرحية. بعض عناصر الديكور ترمز إلى هيتشكوك، وتحضّر المشاهد إلى النهاية المروعة للمسرحية، والتي نتركها مفاجأة للجمهور.

هل هذه أول مرة تجسد فيها شخصية هيتشوكيكية؟ وما رأيك بها؟

هذه المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية بهذه الجرأة، الشخصية غير محببة، وليست قريبة من القلب. لم أكن خائفاً، ولكني طرحت على نفسي أسئلة عما إذا كان سيكرهني الناس. في النهاية أنا ممثل، وسمحت لنفسي بأن أذهب بالشخصية إلى أقصى حدودها.

الفنانة سينتيا كرم

ما رأيك بالشخصية التي تجسدينها في المسرحية، وبالعمل مع برونو؟

أجسد شخصية الشقراء، بين اللبنانية والفرنسية، والتي لا يهمها إلا جمالها، وهي تافهة تفهم ما تريد أن تفهمه، ولا تفهم ما يجب أن يُفهم، وتركز على نفسها. الموعد الذي تعطيه هو فقط بهدف التسلية، لترى كيف هي ردة فعل الناس عند رؤيتها. إنها تمثّل الناس المزيفين، الذين يفكرون فقط بالمال، ويمكن أن تدخل في علاقة مع أحد فقط لأنه يمتلك الأموال، ولا يهمها الحب. لا ترى أحداً غير نفسها.
برونو منفتح جداً، والعمل معه ممتع، ويعبر عن رؤيته للأمور، هو يفهم بالإخراج والضوء، وكنا بقلب واحد من أجل هذا العمل.

الممثل جوزيف آصاف

أخبرنا أكثر عن دورك في المسرحية.

أنا شرطي، يرسلني رئيسي للتحقيق في جريمة، هناك جرائم وألغاز، هناك شخص يعمد إلى قتل الأشخاص، وأنا أبحث عنه من هو، عندما يشاهد القراء المسرحية سيكتشفون التفاصيل.

هل هذا أول تعاون لك مع برونو؟

إنها المرة الأولى التي أتعاون فيها مع برونو، وأعتلي خشبة المسرح للأداء باللغة الفرنسية. عملت مع جورج خباز ومع الرحابنة لحوالى الـ12 عاماً، وعملت مع كميل سلامة في مسرح الأطفال. أحب المسرح، وأردت أن أخوض التحدي، وأن أؤدي باللغة الفرنسية للمرة الأولى.

الممثل باتريك شمالي


كيف تُقيّم مشاركتك في هذه المسرحية؟

كانت مسؤولية كبيرة، أنا أحب المسرح، ولدي خبرة في العمل فيه، ولكن في عروض صغيرة، وليس بطريقة مهنية مع أساتذة. كان هناك خوف، ولكنه اختفى عند اعتلائي خشبة المسرح، وعملت على أن أعطي فرصة للشخصية المعقدة، المكبوتة، وذات الحظ العاطل، لنخدم حبكة القصة، ونتركها تُقدَّم بطريقة طريفة. أحببت التجربة، والمسرح بالنسبة لي هو نوع من الإدمان، وأنا أواظب على حضور المسرحيات والأفلام السينمائية، ولو كنت بلد آخر، لكنت اتخذت المسرح مهنة لي، ولكني أسعى إلى أن أجد توازناً بين شغفي وحياتي العملية.

إشارة إلى أن المسرحية عُرضت في 6-7-8 نيسان/أبريل على مسرح Montaigne في المركز الثقافي الفرنسي، وتُعرض في 12-13-14-16-17 نيسان/أبريل في مسرح مونو في الأشرفية.


​​​​​​​

​​​​​​​