تشتاق للسينما دائماً، وبالرغم من ما يعرض عليها من سيناريوهات، إلا أنها تؤكد باستمرار أنها تبحث عن العمل الذي يليق بمكانتها وتاريخها الفني، لتعود به إلى السينما مرة أخرى، بعد غياب حوالى الـ 20 عاماً عنها، إذ كان آخر أعمالها السينمائية فيلم "الرغبة" الذي عرض عام 2002، في ظل مشاركتها في الدراما بين وقت وآخر، كان آخرها في مسلسل "سكر زيادة" منذ عامين.
إنها الممثلة نادية الجندي، التي كشفت في حوارها مع موقع "الفن"، عن وجود عمل درامي جديد تعمل عليه، كما تحدثت عن تكريمها من مهرجان "جمعية الفيلم" عن مجمل أعمالها التي قدمتها للسينما.

لماذا لم يدخل العمل الدرامي الذي تعملين عليه السباق الرمضاني؟

أعمل على هذا المشروع على مهل، فأنا أحب العمل بهدوء، والتحضير المكثف، ولا أشغل نفسي بتحديد موعد لعرض العمل الخاص بي سواء في شهر رمضان أو خارجه، ولكن المهم لدي أن أقدم عملاً مميزاً وقوياً، والعمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت، وهذه قناعاتي الخاصة، فمثلاً عندما عرض مسلسل "أسرار" عام 2015 خارج شهر رمضان، حقق نجاحاً كبيراً، وكان هذا المسلسل خطوة لتشجيع الممثلين على خوض نفس التجربة، وعدم عرض الأعمال التي تنتمي إلى دراما الـ30 حلقة في شهر رمضان.

السينما بيتك الأول، هل هناك مشاريع سينمائية جديدة؟

بالطبع الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص هما حياتي وعشقي، فأنا أشتاق دائماً للسينما، لكن عودتي إليها لا بد أن تكون بعمل يليق بتاريخي ومكانتي، والسينما مرت بالعديد من الظروف الصعبة خلال السنوات الماضية، ولكن هناك أعمالاً جيدة الآن، وأتمنى أن أجد العمل الذي أستطيع من خلاله العودة إلى السينما بأسرع وقت.

وهل يمكن القول إن النجاحات التي حققتها طوال مشوارك الفني هي التي تعيق عودتك إلى السينما مرة أخرى؟

مع كل عمل تقدمه، لا بد وأن تكون هناك دراسة للخطوة التي تليه، لتكون دقيقة وواضحة، فتاريخي الفني الذي صنعته على مدى سنوات طويلة، يجعلني أفكر جيداً قبل قبول أي عمل، حتي لا تكون أقل من المستوى الفني الذي عرفني به المشاهدون، خصوصاً وأن المواضيع والقضايا التي طرحتها في أعمالي لامست الجمهور، وكان لها دور في عرض أفكار مسكوت عنها، ما جعل أعمالي تعرض عبر الشاشات حتى اليوم، وتلقى ردود فعل من الأجيال الجديدة التي لم تشاهدها حينها في صالات السينما.

كيف تنظرين إلى تكريمك مؤخراً من مهرجان "جميعة الفيلم"؟

أفتخر بهذا التكريم لأنه جاء من جهة لها مصداقيتها وتاريخها في الالتزام والنزاهة في منح الجوائز، وليس لها أهداف سوى تحقيق العدالة والمصداقية الفنية، ولذلك فهي تحظى باحترام كل السينمائيين، وأى جائزة أو تكريم منها، تكون له قيمته ومصداقيته، لذلك هذا التكريم عزيز جداً على قلبي، وهو وشرف كبير لي، وتابعت بسببه تصدّري منصات التواصل والترند، وذلك بعد الإعلان عن تكريمي، وبعد حفل التكريم ونشر صوري منه.

ولكن لم يكن هذا تكريمك الأول من "جمعية الفيلم".

إنه التكريم الأول لي من "جمعية الفيلم"، وهو عن مجمل أعمالي، ويعتبر تقديراً من الجمعية ونقادها لكل مشواري في السينما، ولحرصي على تقديم الفن الراقي. ولكني كنت حصلت سابقاً من الجمعية على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم "الرغبة"، إخراج علي بدرخان، ووقتها حصل على جائزة أفضل ممثل الراحل أحمد زكي، وأذكر حينها أني سألته عن "جمعية الفيلم"، فقال لي :"إنها أهم جمعية، وتم منحك الجائزة بالإجماع، وعليكِ أن تفتخري بها لأن كل نقادها على أعلى مستوى من الثقافة والخبرة والوعي"، وكانت تلك المرة الأولى التي أتعرف فيها على الجمعية.
وتسلمت الجائزة، وفرحت كثيراً بها، لأني حصلت عليها عن دور مهم جداً جسدته في فيلم "الرغبة"، وأعتبره من أفضل أدواري، كما حصل الفيلم حينها على جائزة "أفضل فيلم" و"أفضل إنتاج" و"أفضل إخراج".

ما هي نصيحتك للممثلين الجدد؟

الصعود في مجال الفن هو عملية صعبة، فالفن لا يحب شريكاً، ويجب الإخلاص له، وحب الناس ليس فيه وساطة، فعليك الاختيار بين إحترام الجمهور والتضحية من أجله، أو لا، وحب الناس عوضني عن أشياء كثيرة، فلقد ضحيت بالكثير من أجل فني، وأنا لست نادمة على ذلك، فلقد مررت بمحطات، إذ كنت بدأت بأدوار صغيرة لم تضف لي، لكنها أكسبتني خبرة الوقوف أمام الكاميرا، فأنا بدأت الفن حين كنت تلميذة بعمر 13 عاماً.