لطالما حققت أعماله السينمائية نجاحات في محافل ومهرجانات دولية، منذ فيلمه الأول "سرقات صيفية"، ومروراً بأفلام عديدة، نذكر منها "إحكي يا شهرزاد" و"مرسيدس" و"جنينة الأسماك" و"بعد الموقعة"، وصولاً إلى آخر أفلامه "الماء والخضرة والوجه الحسن".


إنه المخرج يسري نصر الله، الذي صنع لنفسه إسماً مهماً في عالم الإخراج السينمائي، بـ12 فيلماً، وها هو قد فاجأ جمهور الدراما بإخراج مسلسل "منورة بأهلها"، العمل الذي يقدم من خلاله تجربة مغايرة ومختلفة تماماً.
وفي هذا اللقاء مع موقع "الفن"، يكشف المخرج يسري نصر الله ما الذي شجعه على إخراج مسلسل "منورة بأهلها"، ويرد على إنتقادات ملابس الراهبة التي إرتدتها الممثلة سلوى محمد علي في العمل.

ما الذي جذبك لتقديم عمل درامي على منصة إلكترونية؟

ما جذبني هو السيناريو الذي يعتمد على "الحكاية"، فأنا أعتبر أن محمد أمين راضي "حكاء عظيم"، والعمل فيه مساحة كبيرة من الخيال، ولا أنكر أني كنت أتمنى تقديم عمل تلفزيوني منذ فترة، خصوصاً وأن الدراما تعطي هذه المساحة من الحكي، وفيها شخصيات كثيرة.
ورغم أنني لا أتابع المسلسلات بشكل جيد، ولكن لفتت نظري أعمال محمد أمين راضي، منها "أفراح القبة" و"السبع وصايا" و"نيران صديقة"، لناحية تنفيذها، كونها مختلفة وبعيدة عن التقليدية التي كنت أراها على شاشة التلفزيون، فهي أعمال تحمل حالة من الجرأة في الطرح أكثر من ما قدم سينمائياً.
علاقتي بمحمد أمين راضي بدأت منذ كنت في لجنة "ساويرس"، ووقتها وقع بين أيدينا سيناريو بعنوان "عاصمة جهنم" لشخص لا أعرفه، وكنت قرأت مئات السيناريوهات على مدى ثلاث مشاركات في لجنة التحكيم، ويمكن القول إنه كان الأفضل، وكان متفرداً في نوعية الكتابة والخيال الخاص به، فإعجابي به سبق معرفتي به كشخص، لكن بداية صداقتنا كانت مع مسلسل "منورة بأهلها".

هل ترى أنك تأخرت في دخول عالم الدراما؟

لا، لم أتأخر، فأنا سعيت إلى هذه الخطوة بعد فيلم "بعد الموقعة" الذي عرض عام 2012، وكنت قد بدأت العمل على مسلسل مع السيناريست ياسر عبد المجيد، والأزمة لم تكن في الإنتاج، بل كانت في ارتباط شركات الإنتاج بي كمخرج سينمائي لم يدخل عالم الدراما من قبل، وإحساس هؤلاء المنتجين بأنني صعب، خصوصاً وأن لدي شروطاً يجب أن تكون موجودة قبل دخولي أي عمل، وهي أن العمل يجب أن يكون مكتوباً كاملاً منذ البداية، وأن تكون كافة التحضيرات جاهزة، فلا يمكن أن أبدأ تصوير عمل، وثم أنتظر أن يأتي السيناريو بعدها، فلا يمكن أن أخترع إخراجاً على الهواء، أو أن أخرج حلقة بعد حلقة، وأضع نفسي تحت ضغط 30 يوماً في شهر رمضان، فهذه قواعد ثابتة تخص احترامي لنفسي ولمهنتي.

ما الفرق بين الدراما والسينما كمخرج؟

الحقيقة أنني متلخبط جداً، لأنني إعتدت على تقديم فيلم أشارك به في مهرجانات، وأطول فيلم قمت بتنفيذه كان خمس ساعات، وهو "باب الشمس" بجزأين، وفي استراحة عرض الفيلم، كنت أتلقى رد الفعل من الجمهور حول العمل، سواء بالسلب أو الايجاب، وهذا هو الفرق، أن هناك جمهوراً أمامي أتلقى رد الفعل منه مباشرة، ونتحدث عن ما نفذته في العمل السينمائي.
لكن في الدراما الأمر مختلف، لأنني لم أعتمد على السوشيال ميديا لمعرفة ردود الأفعال، لأنني لا أعترف بالسوشيال ميديا كعلاقة بين متفرج ومخرج.
وتجربتي كسينمائي مختلفة تماماً عن تجربتي في "منورة بأهلها"، وهي من جانب "تخض"، ولكن من الجانب الاَخر، كانت ممتعة جداً بالنسبة لي، لأني شعرت وأنا أخرج هذا العمل بنفس إحساسي عندما كنت أقوم بإخراج فيلمي الأول "سرقات صيفية" عام 1988، والشيء المشترك بين السينما والدراما، هو أن هناك ضغطاً دائماً في تنفيذ الأعمال.

تم توجيه إنتقادات كثيرة وحدث جدل واسع حول ملابس الراهبة التي إرتدتها الممثلة سلوى محمد علي في مسلسل "منورة بأهلها"، ما تعليقك؟

للأسف الذين إنتقدوا ليسوا على دراية كافية بملابس الراهبات، فأنا دقيق للغاية في التفاصيل، وهناك العديد من الراهبات اللواتي يرتدين نفس الملابس التي إرتدتها سلوى محمد علي. بعد هذا الجدل، بدأت في متابعة بعض الآراء حول المسلسل، عبر موقع التواصل الإجتماعي، فوجدت منشوراً يتحدث عن المسلسل، يقول :"احنا كنا فاكرينه بس ضد الاسلام والمسلمين، بس طلع كمان ضد المسيحيين"، وكان منشوراً كوميدياً، فأنا أقوم بأبحاث كبيرة قبل تصوير أي عمل لتفادي هذه الأخطاء. وبالمناسبة جميع ملابس باسم سمرة في المسلسل، صنعت خصيصاً للشخصية، ولا يوجد شخص طبيعي في الحياة يرتدي هذه الملابس، خصوصاً وأن المسلسل عبارة عن حدوتة، والمشروع برمته مشروع خيالي، ورغبتي هي أن يعيش المشاهد في هذا الخيال، وألا يشاهد الواقع الطبيعي الذي نعيشه، والذي يوجد فيه "جدتي" و"عمي" و"خالتي".