جورج حران، ممثل لبناني قدير، من الوجوه التي أعطت رونقاً مختلفاً للدراما اللبنانية، شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية التي تكللت جميعها بالنجاح، وشارك أخيراً في الجزء الخامس من مسلسل "الهيبة"، وتألق بأدائه التمثيلي بشخصية "أبو أحمد"، ويصور حالياً مسلسل "الأميرة"، ويشارك في الجزء الثالث من مسلسل "عروس بيروت".
موقع "الفن" كان له لقاء مع الممثل جورج حران، كشف فيه عن العديد من الامور.

أحببت التمثيل منذ أن كنت تراقب خالك الممثل الكبير الراحل فيليب عقيقي من خلف كواليس المسرح، كيف طورت قدراتك التمثيلية منذ ذلك الحين؟

شاركت في الكثير من الدورات التمثيلية مع الممثلين ناجي معلوف وكميل سلامة، فضلاً عن دراستي التمثيل في الجامعة، تواجدي مع خالي الممثل الكبير الراحل فيليب عقيقي كان مجرد بداية لي، جعلتني أشعر أنني أحب هذا المجال فعلاً، وأن التمثيل بدمي.

التمثيل لا يؤمن مدخولاً للممثل بشكل مستمر، هل قبلت أحياناً بأدوار لم تكن ترغب بها لأنك لست موظفاً في مجال آخر؟

كل ممثل يمر بوقت يكون فيه مجبراً على أن يقبل بدور غير مقتنع به، أو ليس بالحجم الذي يريده، وذلك لأسباب مادية، وهذا من الطبيعي لأنه ليس لدينا مدخول غير مدخول التمثيل، والمصروف كبير جداً، وأنا شخصياً حصل معي ذلك في أول بداياتي.

دورك في مسلسل "الهيبة" "أبو أحمد" مختار الهيبة، لم يتكلم اللهجة البقاعية، لماذا؟

في الجزء الأول من سلسلة "الهيبة" لم يبلغنا أحد بأن نتكلم باللهجة البقاعية، كان كل شخص يتكلم باللهجة التي يريدها، لكن في الجزء الثاني، عندما عاد بنا الزمن تقريباً 10 سنوات، طلب منا أن نتكلم جميعنا باللهجة البقاعية، وأنا لم أتكلم سابقاً بهذه اللهجة أبداً، كان هناك شخص إسمه عبد الرحمن، وهو ممثل أيضاً، وتمرنا معه وأصبحنا نتكلم باللهجة البقاعية، حتى عرفنا أن هذه اللهجة تختلف حسب كل منطقة في البقاع..

"أبو أحمد" شارك في كل أجزاء "الهيبة"، ودوره كان أساسياً، ماذا يعني له "جبل شيخ الجبل" الذي يجسد دوره الممثل تيم حسن؟

أبو أحمد هو هذا الشخص الطيب الذي يحب جبل كثيراً، ومقتنع به، وبكل شيء كان يقوم به، علماً أن أبو أحمد كان من عشيرة السعيد، وهي العشيرة التي كانت على خلافات دائمة مع جبل، لكن أبو أحمد لم يكن بأي موقف ضد جبل، بل كان المصلح والوسيط بين العشيرتين عند حدوث أي مشكلة، وكانت القهوة دائما تتكسر "كل واحد كان يجي عباله يفش خلقه يجي يفش خلقه بالقهوة"، لأن القهوة أساساً هي ملتقى العشيرتين وملتقى أهالي القرية كلها، مثل أي قرية توجد ساحة لها يتجمع فيها الأهالي، قهوة أبو أحمد كانت ملتقى المشاكل وملتقى الصلح، كل شيء كان يحصل في الهيبة كانت بدايته من القهوة.

هل كنت تفضل لو أن علاقة الحب التي كانت ضمن سياق أحداث مسلسل "الهيبة" بين الممثلة إيميه صياح والممثل تيم حسن استمرت؟

الكثير من علاقات الحب تواجدت في أحداث العمل، وجميعها لم تستمر، في كل جزء كانت هناك حبيبة جديدة لجبل، لأن شخصيته والظروف التي كان يعيشها كانت تؤثر بشكل كبير على علاقاته.

من أكثر ممثلة تفضلها مع "جبل شيخ الجبل"؟

أنا أحببت كل الممثلات اللواتي شاركن بالعمل والتمثيل أمام تيم حسن، ولكن لأن الممثلة نادين نسيب نجيم كانت البطلة الأولى، ولأن المشاهدين يحبون الذي يبدأ أولاً، أحببتها كثيراً، نادين ممثلة رائعة وقوية جداً. وهذا لا يمنع أن نقول إن الفنانة نيكول سابا أدت دورها كما كان مطلوباً منها، هذه المرأة القوية الشرسة التي جاءت كي تنتقم، علماً أن المشاهدين يحبون العكس تماماً، فهم يحبون المرأة الحنونة الطيبة، القريبة أكثر من القلب، وهذا طبعاً ليس ذنب نيكول.
الفنانة سيرين عبد النور أعطت هذه النسمة الحلوة مع جبل، والممثلة ديمة قندلفت من أهم الممثلات اللواتي مثلن، وأدت دورها بكل احتراف، حتى جاءت الممثلة إيميه صياح، هذه الإنسانة الطيبة صاحبة الأداء الجميل والسلس مثل شخصيتها الحقيقية، وهي أيضاً أضافت إلى شخصيتها مع خبرتها وخبرة الممثل الكبير تيم حسن، الذي ساعد كثيراً كل الممثلين والممثلات أمامه، وكل طاقم العمل التمثيلي.
وبالنسبة للمخرج سامر البرقاوي، فهو يعتبر من أهم المخرجين، أتقن تحريك الكاميرا حتى يبرز الجميع، وليس فقط الممثلات، وأعطى الجميع حقهم كي يظهر كل الممثلين بصورة متألقة.

تشارك حالياً في الجزء الثالث من مسلسل "عروس بيروت"، وتتحدث فيه باللهجة السورية، كيف أتقنت هذه اللهجة؟

عندما طلبوا مني أن أشارك في مسلسل "عروس بيروت"، وسافرت إلى تركيا وقابلت المخرج التركي الذي يتحدث باللغة العربية، تحدث معي عن الشخصية التي سأجسدها، وسألني إن كنت شاهدت المسلسل بالنسخة التركية "عروس اسطنبول"، وأجبته بأني لم أشاهده، وسألني إن كنت أتقن اللهجة السورية، وكان جوابي نعم. مع العلم أنني لم أتحدث سابقاً باللهجة السورية، لكن أغلب الأوقات، أعمل مع أحبائي من سوريا.
أكد لي المخرج أنه يمكنني أن أتكلم باللبنانية أثناء التمثيل، لكني لم أقبل لأن اللهجة اللبنانية لهجة سلسة وموسيقية، على عكس اللهجة السورية، وطلبت من طاقم العمل أن يعطوني ملاحظات في حال أخطأت لأنني أتحدث بالسورية لأول مرة، والحمد لله لم أواجه أي صعوبات. وحصل معي موقف طريف عندما التقيت بالمدربة التي تعطي دروساً عن اللغة اللبنانية للممثل ظافر العابدين، فعندما انتهيت من تصوير بعض المشاهد، قلت لهما باللهجة السورية إني أنهيت عملي، وسألت إن كان يمكنني أن أغادر، فردت عليّ وقالت لي إني أتحدث باللبنانية بطريقة جميلة جداً، وعندما قلت لها إني لبناني، تفاجأت وشعرت بالصدمة، وراحت تعتذر مني، وهي أعطتني جرعة أمل كبيرة جداً وراحة لا توصف أنني أتكلم في المسلسل باللهجة السورية بإتقان. حتى الممثلة منى واصف، هذه السنديانة الدمشقية، الممثلة الرائعة والأم الحنونة، شاهدت آخر جزء من "عروس بيروت"، وهنأتني وقالت لي :"حبيتك كتير"، فسألتها :"هل أحببتني كثيراً لأني أتحدث بالعمل باللهجة السورية؟"، فأجابت :"أنت تتكلم باللهجة السورية مثل السوريين، أحببتك من قلبي لأنك تمثل بطريقة جميلة جداً".