حاتم ذو الفقار موهبة فذة في عالم التمثيل، وقف أمام كبار النجوم وقدّم العديد من الأعمال المهمة، منها مسلسل "نساء في الغربة" وفيلم "الحناكيش"، وعلى الرغم من أن والده كان يرفض دخوله عالم التمثيل ويريده الإلتحاق بالكلية الحربية، إلا أنه أصر وإلتحق بمعهد التمثيل، ولكنه ضيّع موهبته الكبيرة بتعاطي المخدرات، وإبتعد عنه أصدقاؤه وزوجته، حتى إنتهى به الأمر وحيداً.

نشأته

ولد "حاتم محمد محمود راضي" الشهير بـ"حاتم ذو الفقار"، في 5 كانون الثاني/يناير عام 1952، بقرية ساحل الجوابر في مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، وعاش بمنطقة العباسية مع أهله، وكان الشقيق الأوسط بين أخيه الأكبر المهندس وأخته الصغرى الطبيبة، وكان والده مهندساً.

مشواره الفني

بدأ حاتم ذو الفقار مسيرته الفنية من خلال المخرج جلال الشرقاوي، الذي منحه فرصة العمل مساعد للإخراج، وقدّم معه مسرحية "شهرزاد و8 ستات"، من بطولة هدى سلطان وزبيدة ثروت ومحمد عوض، ثم شارك في أحد روائع شكسبير "تاجر البندقية"، وأسند إليه الشرقاوي دور "شايلوك" اليهودي البخيل.

وبعد ذلك رشحه الممثل الكبير محمود مرسي، للمشاركة في مسلسل "قيود من ذهب"، مع المخرج أحمد توفيق، وتوالت أعماله التلفزيونية، وإنطلق في عالم التمثيل وشارك مع كبار النجوم وتنبأ له البعض بالنجاح الكبير، ووصل عدد أعماله الى الـ100، ما بين السينما والتلفزيون والمسرح.

من أشهر أعماله التلفزيونية "كلام رجالة"، "رياح الخوف"، "السحت"، "الدوغري 90"، "طريق السراب"، "طيور الحب"، "نساء في الغربة"، "رائحة الورد"، "خالف تعرف".

كما له العديد من الأعمال السينمائية، منها: "الراقصة والشيطان"، "آه وآه من شربات"، "مسجل خطر"، "الخرتيت"، "الحناكيش"، "الخط الساخن"، "المجنونة"، "المدبح"، "الحلال والحرام".

لم ​​​​​​​يكن لحاتم ذو الفقار رصيد كبير في المسرح، فشارك في مسرحيات "أصل وخمسة صور"، "عفوا يا هانم"، "المهاجر"، "المتشردة"، "ثلاث عقلاء ولكن"، "شهرزاد و8 ستات".

حب الخير

إشتهر حاتم ذو الفقار بكرمه وسخائه وحرصه على فعل الخير، فبنى مسجداً في قريته، كما ساعد في توفير مستودع للغاز ومحطة وقود للأهالي، وتم تسمية كوبري القرية بإسم زوجته الممثلة المصرية نورا.

زيجاته

تزوّج حاتم ذو الفقار 3 مرات، الأولى من إبنة الصحفي إبراهيم الورداني، والثانية من نورا، شقيقة الممثلة المصرية بوسي، والثالثة كانت من خارج الوسط الفني، ولم يدم زواجه بأي زيجة، ولم ينجب من الزيجات الثلاث.

وقال حاتم ذو الفقار إن نورا هي قصة حبه الوحيدة، رغم معرفته بفتيات كثيرات، ورغم زواجه من إثنتين غيرها، ووصفها بأنها الفتاة الجدعة و"بنت البلد".

تعاطيه المخدرات

دمر حاتم ذو الفقار مسيرته الفنية بتعاطيه المخدرات، وتم القبض عليه مرتين، الأولى بتهمة تعاطي المخدرات، والثانية عندما كانت بحوزته مخدرات، وألقت الشرطة القبض عليه في شقة صديقه بالعباسية يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1987، وضبطت معه كميات من الهيروين للتعاطي، وبعض أنواع المخدرات الأخرى، وتمت إحالته للمحكمة، التي قضت بسجنه لمدة عام، وتغريمه 500 جنيهاً مصرياً.

قضى عقوبته وخرج من السجن، لكنه لم يتعلم من تلك التجربة، وتم ضبطه مرة ثانية في أيار/مايو عام 1994 وبحوزته هيروين ومبلغ من المال، لكن قضت المحكمة ببراءته من الإتجار بالمخدرات في تموز/يوليو عام 1994.

وفاته

تعرّض حاتم ذو الفقار للعديد من الأزمات الصحية وإبتعد عن الأضواء، ولم يطلبه المنتجون لأعمال فنية، فأثر ذلك بشكل كبير على نفسيته، وعاش في عزلة، وتركته زوجته بعد أيام من سجنه، وإنقطع عنه الجميع من أصدقائه وزملائه الممثلين، حتى مات وحيداً في منزله يوم 15 شباط/فبراير عام 2012، عن عمر 60 عاماً، وتم دفنه بمسقط رأسه في محافظة المنوفية.