ولد الممثل اللبناني أسعد رشدان في 3 آب/أغسطس عام 1953 في بلدة عمشيت، قضاء جبيل في محافظة جبل لبنان، هو ممثّل ومخرج في المسرح والتلفزيون والسينما ومؤدي أصوات في الإذاعة وأستاذ جامعي.

يملك تقنيات الأداء وعيش الأدوار والقدرة على التنويع، والإنتقال من دور إلى آخر بسلاسة وقوة.

هاجر 15 عاماً الى الولايات المتحدة الأميركية بغية تحقيق عيشة كريمة لعائلته، بعد أن ساءت الأوضاع في لبنان، وحصل على الجنسية الأميركية، ثم عاد إلى لبنان.

بداياته

عرف أسعد رشدان الشهرة منذ عام 1970، وهو لا يزال في السابعة عشرة من عمره، حين قدم مسرحية "البطولة الخالدة"، وحصل على دبلوم في الفن المسرحي والتمثيل من معهد الفنون في الجامعة اللبنانية عام 1978.

بعد 3 أعوام إنضم الى الفريق المؤسّس لـ"إذاعة لبنان الحر"، وعمل في التصوير والرسم، وقف إلى جانب أهم الممثلين على المسرح، ولمع على الشاشة وفي الإذاعة، كما إرتبط اسمه بكثير من الأعمال الفنية الناجحة.

الهجرة الى الولايات المتحدة

هاجر أسعد رشدان إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتابع أبحاثاً في المسرح الحديث والفن الدرامي بشكل عام، بجامعة هيوستن في ولاية تكساس.

وعاد إلى لبنان على الرغم من أن الظروف المعيشية لم تتغيّر، ويصف أسعد رشدان العيشة الهادئة التي أمضاها في أميركا، ولكنه ضحى بـ 15 عاماً من عمره من أجل عائلته، وهما شابان وشابة وحيدة، لكي لا يعملوا في الفن من ناحية، ومن ناحية أخرى لكي يؤمنوا مستقبلهم، لأن لا مستقبل لهم في لبنان.

ويشير إلى أن الفن الذي ضحى من أجله لا يعطي، حتى أنه يشترط على المنتج عند توقيع العقد أن لا يستخدم عبارة الممثل القدير، لأنه لا يحبها، بل يكتفي بذكر إسمه فقط، وفق التراتبية التي يجدها المنتج مناسبة.

العودة الى لبنان

تحدث أسعد رشدان في إحدى مقابلاته عن علاقته الوطيدة بالكاتبة اللبنانية منى طايع، والتي لطالما طالبته بالعودة إلى التمثيل والمشاركة في مسلسلاتها، بعدم أن ترك لبنان، وعندما كتبت مسلسل "أمير الليل" أصرت على أن يشارك فيه، وإتفقا على أن يشارك في 30 حلقة، مقابل أجر معين عن كل حلقة.

وحينها فكر أسعد رشدان بأنه عرض مناسب، سيجني منه أكثر مما يجنيه من عمله في أميركا لمدة عام كامل، وسيشكل عودة موفقة له إلى الشاشة، بدور جميل وجيد، فعاد خلال أسبوع إلى لبنان، ولكنهم أرجأوا التصوير، وظل من دون عمل.

وأضاف: "الشريك الثالث في الإنتاج راح يماطل في الدفع ويتعامل مع الممثلين بطريقة غير لائقة، فتدخلت منى طايع بينهما، وقيل أنني بقيت مدة 6 أشهر في البيت، ولكنني كنت أتقاضى أجري، وهذا الكلام سمعته من أشخاص من بينهم مروان نجار ومروان حداد، كل شيء عندهم محوره الفلوس ولكن المسألة عندي مسألة مبدأ".

وتابع: "حصلت مشكلة بيني وبين منى طايع وابن عمها، حولاها إلى مادية وقالا إنني أخذت حقوقي كاملة، وأبرزا مستنداً، فقلت لهما إن مشكلتي معكما ليست مادية، لأنني لا أسمح لأحد بأن يأكل حقي، حتى لو كان قرشاً واحداً. أنا إنسان مثقف وراقٍ ومتعلم ومسالم ومتدين، ولكن ضمن حدود، ولا أسمح لأحد بأن يخطئ في حقي".

أعماله

قدّم أسعد رشدان أرشيفاً من الأعمال الفنية المتعددة والمتنوعة، أغناها بأدوار جريئة ومركبة ومعقّدة، وكان دائماً يلعب الأدوار الجديدة والمختلفة.

شارك في العديد من الأفلام السينمائية اللبنانية والعربية والعالمية، منها فيلم "الشيخة" من انتاج التلفزيون السويدي، إخراج ليلى عساف السويدية اللبنانية الأصل "The Kid" وهو نسخة مستحدثة لرائعة تشارلي تشابلن، في الذكرى المئوية لإطلاق الفيلم، من اعداد وإخراج الأميركي دايفد سكوت هِك، من إنتاج عام 2014.

شارك في فيلم "الفلوس"، من بطولة تامر حسني وإخراج سعيد الماروق.

"ساعة ونص"، من بطولة عباس شاهين وتاتيانا مرعب، إخراج نديم مهنا.

"ولاد النواب" من إخراج فوزي بشارة، و"فرح" من إخراج حسيبة فريحة، و"طرف تالت".

"The Game" لكارل حداد، فيلم قصير "فارغ" للميا فرحات، "مرايا" لغريس أكمكجيان.

لعب أدواراً عديدة منها في مسرحية "ياسمين" لروميو لحود، "زلمك يا ريّس" لجلال خوري، "صبي وين بدو يروح" لمروان نجار، "صولد" لمروان نجار، "عرس الأخوت" لنبيه أبو الحسن، "أخوت حتى النصر" لنبيه أبو الحسن، " القبقاب لأنطوان غندور، "البطولة الخالدة" تمثيلا واخراجا عام 1970، "جحا في القرى الامامية" عن جلال خوري 1971، "البخيل" (موليير) 1972، "الخابية" (بيراندللو) 1973، "البهلول والعرش" د. إيلي لحود، "الاستاذ" (اوجين يونسكو) إخراج د. إيلي لحود 1976، "خللينا نبوس" د. إيلي لحود، "زهور برية" 1974 مع خالد الهبر وإلياس غانم، إخراج د. هاني رعد، "حكاية صخر" لجورج زكا مع منى طايع، بيار شمعون وخليل أبي خليل "لحن إلى أرض السنابل" (أنطوان غندور) أنطوان كرباج (المغرب - مهرجان الشباب العربي الرابع) 1980، "ست الكل" مع صباح ووسيم طبارة 1974، "الوصية" لمنصور الرحباني، "أوبة خالتي" لكميل سلامة، "نيالك بعدك صابر" لكميل سلامة 1997، "اماريس" لموريس عواد، "جراس الخوف" لروبير أبي طايع، "انتحال" مع جورج باسيل إخراج أسعد رشدان (مسرح دائري) -"Un Canapé-lit"- بالفرنسية لسمير خوري "Christophe Colombe" بالفرنسية لبول كلوديل وإخراج فؤاد مسعود، بالإضافة الى "ثورة النسّاك" للأب فادي تابت عام 2016.

إنطلق في دراما تلفزيون لبنان الرسمي، وشارك في مسلسلات "القيد"، "الحُكم لكم" مكرم حنّوش، "دويك ٢٠٠٠" إلى جانب عبد الله حمصي، "حرّيف وظريف"، "الكوخ القديم" مع إلفيرا يونس، "بو بليق" إلى جانب أنطوان كرباج، "زوج الآنسة"، "الأستاذ مندور" لمروان نجار مع جورج دياب وهيام أبو شديد، "الهاجس"، "ليالي شهرزاد"، "ليل الذئاب"، "شباب وبنات"، "أمير الليل" لمنى طايع مع رامي عياش وداليدا خليل عام 2015، "رفيق" سيرة الرئيس رفيق الحريري مع علاء علاء الدين عام 2016، "سكت الورق" مع خالد القيش وداليدا خليل، "أدهم بك" مع يوسف الخال، كريستينا سعادة ورندة كعدي، "ورد جوري" مع نادين الراسي، عمار شلق وستيفاني عطا الله.

"الحب الحقيقي" مع باميلا الكك، نهلا داوود وجوليان فرحات، "طريق" للمخرجة رشا شربتجي مع نادين نسيب نجيم وعابد فهد، "دولار" لسامر البرقاوي مع عادل كرم وأمل بوشوشة، "الهيبة الحصاد" لسامر البرقاوي إلى جانب تيم حسن وسيرين عبد النور، "العودة" لإيلي السمعان مع دانييلا رحمة ونيقولا معوض، "سرّ" لمروان بركات إلى جانب بسام كوسا، باسم مغنية وداليدا خليل، "الحب جنون 3" لمروان بركات مع وسام حنا.

"النبع" مع ليلي حبيش، "العاصفة تهب مرتين" لشكري أنيس فاخوري، "إسمها لا " لشكري أنيس فاخوري مع كارول سماحة، "عيّوق ورفقاتو" لمروان نجار، "شارع الكسليك"، "طالبين القرب" لمروان نجار، "الهاربان" مع فادي إبراهيم وورد الخال، "اللوحة الاخيرة" مع رولا حمادة وعاطف العلم، "المهاجرون"، "الإساءة"، "الهديّة"، "شكتني ردينة"، "رصيف الباريزيانا"، "من باب لباب" لمروان نجار، "مجالس الأدب"، "أمرؤ القيس" إلى جانب عبد المجيد مجذوب، "المغامِرة" إلى جانب شكيب خوري وجورجيت نابلسي، "هنادي" لمروان نجار إلى جانب هند أبي اللمع، "برّ الأمان" مع جومانا شرف الدين، "الرجل الذي هوى" إلى جانب محمود سعيد، "بربر آغا" لأنطوان غندور إلى جانب أنطوان كرباج، "من أجل غدي" مع إحسان صادق وسميرة بارودي، "اهربوا إجت القفورة" لأنطوان غندور، "سنابل الحب"، "أوبة خالتي" لكميل سلامة - عدة مواسم، "ذات يوم"، "كما تعامِل تعامَل" إلى جانب فيليب عقيقي، "برج الحب" إلى جانب إبراهيم مرعشلي وهنادي سلّوم، "من أحلى بيوت راس بيروت" لمروان نجار وسمير حبشي وميلاد أبي رعد، "البيت الأبيض"، "أصحاب 3" مع ريتا برصونا، رانيا عيسى ورولا بقسماتي، "موت أميرة"، "غربة"، "بردانة أنا" مع كارين رزق الله وبديع أبو شقرا ورولا حمادة، "ومشيت" مع كارين رزق الله وبديع أبو شقرا، "انتي مين" مع كارين رزق الله وعمار شلق، "هند خانم" مع ورد الخال، وسام صباغ، خالد القيش ويورغو شلهوب، "الحي الشعبي"، "تمر حِنّه"، "دُفعة بيروت"، "لا حكم عليه" مع قصي خولي، طوني عيسى، كارلوس عازار وكارول الحاج.

كان أحد مؤسسي إذاعة "لبنان الحر" في نهاية السبعينيات، كما شارك في دبلجة عشرات مسلسلات الرسوم المتحركة، وله عدد لا يحصى من البرامج والمسلسلات الإذاعية والأفلام والمسلسلات الأجنبية المدبلجة إلى اللغة العربية.

وفي هيوستن، أعدّ وأخرج مئات الحلقات التلفزيونية، وظلّ مستمرا في إدارتها عن بُعد، بوتيرة أسبوعية من دون توقف.

زاول أسعد رشدان مهنة التصوير الفوتوغرافي، على مدى 45 عاماً، إضافة إلى هواياته المتعددة، منها الرسم والنحت.

الجوائز

حصل أسعد رشدان على العديد من الجوائز في مسيرته الفنية، ومنها في The Houston International Film Festival 2015، الموركس دور كأفضل ممثّل عن دوره في مسلسل "أمير الليل"، "GIMFA" كأفضل ممثل في فيلم قصير لـ أورسولا غالب بعنوان Memory Express، بيلوراما 2017، Beirut Golden Awards عام 2019.

عمله الإجتماعي والسياسي

أسعد رشدان ناشط إجتماعي وثقافي ورياضي وفني منذ العام 1968، وشغل عضوية المجالس الإدارية في نادي عمشيت، المجلس الثقافي في بلاد جبيل، مجلس نقابة الفنانين المحترفين في لبنان، كأمين للصندوق ورئيس اللجنة الثقافية.

في البدايات عمل في الصحافة الفنية لفترة طويلة، فكانت له لقاءات صحفية فنية مع أنطوان ملتقى، ريمون جبارة، شكيب خوري، أنطوان كرباج، منير أبو دبس، نبيه أبو الحسن، كما تحرير زاوية "ولنا ملاحظة" في مجلة بوستر.

كتب في السياسة اللبنانية والعربية، وله مئات المقالات موزّعة على الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

الممثل اللبناني والممثل السوري والإنتاج

أشار أسعد رشدان في أحد اللقاءات إلى أن الممثل اللبناني لم يلمع نجمه كما الممثل السوري، لأنه في حاجة إلى التسويق، وتابع:"عندما يسوّق الإنتاج للممثل بشكل جيد يصبح مطلوباً. ما الذي يمكن أن يفعله عابد فهد أو تيم حسن أو قصي خولي ولا يستطيع الممثل اللبناني فعله! المطلوب إحساس وأداء طبيعيان".

إصابته بـ فيروس كورونا

كشف أسعد رشدان إصابته بـ فيروس كورونا عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي، بعد خضوعه لفحص الـPCR، لأنه كان ينوي السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، وإذ به يتفاجأ بأن النتيجة أتت إيجابية، من دون أن يشعر بأي عوارض

ونفى ما أشيع عن وجوده في العناية الفائقة، وأعلن أنه سيبقى حصرماً بعيون مطلقي الشائعات، وأنه سيكون آخر من يموت في عمشيت.