إستطاع الممثل القطري عبد العزيز الجاسم أن يتربع على عرش الدراما القطرية، في العديد من الأعمال التلفزيونية، وشكّل ثنائياً كوميدياً شهيراً مع الممثل غانم السليطي، وقدم للدراما التلفزيونية نكهة مميزة وأسلوباً خاصاً به.


ومن خلال أدائه المتميز، ترك أثراً واضحاً وتميّز عن أقرانه بأدائه العفوي التلقائي المؤثر، مجسداً شخصيات مختلفة متنقلاً بين الكوميديا والتراجيديا، ليعزز تاريخه الفني بتعدد الأدوار التي أداها.

بداياته وأعماله
ولدعبد العزيز جاسمالجاسم يوم 1 شباط/فبراير عام 1957، وحين كان في الـ17 من عمره كانت بدايته في التمثيل مع مسرح السد، ثم بدأ العمل مع غانم السليطي، وفي عام 1979 شكَّلا ثنائياً كوميدياً لعدة سنوات، وخلال عملهما في العديد من الأعمال الفنية.
يُعتبر مسلسل "يوم آخر"، الذي قدم فيه شخصية مدمن الخمر، الذي يهمل أسرته، هي بداية النجاح وتعريف الجمهور به أكثر، وقد شارك في الكثير من الأعمال الدرامية التي نالت شهرة خليجية، ومنها "ساهي ولد بوساهي، عيد وسعيد، العرندس، الفرسان الثلاثة، حكايات أبوعلي، فايز التوش، مغامرات سعدون، محسن منكم وفيكم، تناتيف، إلى الشباب مع التحية، البيت الكبير، الناس بيزات، السر في بير، عفواً سيدي الوالد، بيت المغتني، حتى إشعار آخر، أحلام البسطاء، عيال الذيب، جرح الزمن، نورة، حكم البشر، درب المحبة، بعد الشتات، جمرة غضى، عيال الفقر، المقاريد، التنديل، البارونات، امرأة وأخرى، تصانيف، الشعور القاتل، رصاصة رحمة، فرصة ثانية، الحلال والحرام، لو باقي ليلة، أوراق من الماضي، كسر الخواطر، النور، دبي لندن دبي، حالة خاصة".

كما شاركعبد العزيز جاسمفي العديد من الأعمال المسرحية، ومنها "المال مال أبونا، نجوم على الرصيف، رحلة جحا إلى جزيرة النزهاء، منصور قاهر العملاقين، الحذاء الذهبي، الفيل ياملك الزمان، من يضحك أخيراً، المناقشة، أنين الصواري، المتراقشون، عنتر وأبلة، قطار المرح، زلزال، سعدان في غابة الأحزان، مفلح في المريخ، السيارة العجيبة، كابتن ماجد، الشرير والأقزام، افتح يا سمسم، سجلات رسمية، تلفزيون المرح، رحلة الأحلام، الفرسان، ا - ب - ت، البترول يا حكومة، هوامير الأسهم، صح النوم يا عرب، ياهل الشرق، خليك في البيت، شملان في لبنان، قطري 60 في المئة".
وفي الإذاعة كان له نصيب وافر من الأعمال، ومنها "لا طاح الجمل" عام 2007، و"تجار المخشر" عام 1980، و"ليل وسراي" عام 2013.
في حين يعتبر دوره في المسرحية الكوميدية "بشت المدير" عام 1995، وهي مسرحية تناقش الفساد الإداري والإختلاسات المالية، من بين أبرز ما قدمه على خشبة المسرح.

وفي مجال التأليف كتبعبد العزيز جاسممسرحيتين متميزتين، هما "وزير الناس" عام 2002، و"في بيتنا مؤلف" عام 1999.
كما أشرف عبد العزيز جاسم على إنتاج بعض الأعمال التلفزيونية الدرامية المتميزة، ومنها المسلسلات "يوم آخر" عام 2003، و"عندما تغني الزهور" عام 2005، و"نعم ولأ"، و"المقاريد" عام 2007، و"قلوب للإيجار" عام 2009، و"خيوط ملونة" عام 2010.
وقد شارك عبد العزيز جاسم في أوبريت "كلنا الكويت"، وهو للتضامن مع الكويت خلال الغزو العراقي عام 1990.

وفاته
توفيعبد العزيز جاسميوم 14 تشرين الأول/أكتوبر عام 2018، عن عمر ناهز الـ61 عاماً، بعد معاناة مع المرض داخل أحد مستشفيات العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث كان هناك في رحلة علاج، لم يُكتب لها أن تنتهي نهاية سعيدة.
وكان آخر ظهور لـعبد العزيز جاسمفي بانكوك قبل وفاته بأيام، وتداول ناشطون قطريون فيديو يظهر حديثه عن تفاؤله بتحسن حالته الصحية، وقال في المقطع: "الحمد الله، تحسنت، والدكتور وعدني خلال أسبوعين سوف ننتهي من مرحلة العلاج".
وشهدت جنازته حضوراً كبيراً من نجوم الفن، وشارك العديد من الفنانين من قطر والخليج في وداعه إلى مثواه الأخير، ومنهم غانم السليطي وصلاح الملا وحمد الرميحي، الذين بدا عليهم التأثر والحزن الشديد، كما شارك الممثل الكويتي إبراهيم الصلال.