السعدية قريطيف، وإشتهرت بإسمها الفني ثريا جبران، ولدت يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر عام 1952، وهي ممثلة مسرحية وسينمائية مغربية، شغلت منصب وزيرة الثقافة في الحكومة المغربية عام 2007، لتصبح أول وزيرة فنانة في تاريخ المغرب السياسي.

نشأتها
إستعارت ثريا جبران إسم "جبران" من زوج شقيقتها محمد جبران، بعد أن عاشت فترة طويلة تحت رعايته حين توفي والدها، كما عاشت طفولتها بين أحضان دار الأطفال المتواجدة بحي عين الشق، نظرا إلى كون والدتها كانت تعمل في هناك بعد وفاة والدها، قبل أن تصير في رعاية محمد جبران، زوج شقيقتها، الذي أصبح مسؤولاً عن مصحة دار الأطفال.

البداية من المسرح وأعمالها
تألقت ثريا جبران الطفلة على خشبة المسرح البلدي، وكانت بدايتها في عالم مسرح الهواة وعمرها لا يتعدى عشر سنوات، على الرغم من دورها الصغير في المسرحية.
كانت تحرص على متابعة نبض "الخيرية"، من خلال والدتها التي تقاسمها هموم المؤسسة.
إختارت الطفلة سكة المسرح بعد أن شجعها سي محمد والشناوي على السير بعيداً في هذا المجال، خصوصاً أن المخرج الراحل فريد بن مبارك، أستاذ المسرح، شجعها على الإحتراف، والإلتحاق بمعهد المسرح الوطني في الرباط عام 1969، على الرغم مما كان يشكله الإنتماء للمسرح من خطورة على صاحبه، إذ كانت الأعمال المسرحية (الملتزمة)، تحت مراقبة المخبرين السريين والعلنيين.


إرتبطت الأعمال الفنية لـ ثريا جبران بالبسطاء، وبرعت في أداء أدوار التعبير عن معاناة المحرومين والمهمشين، لأنها عاشت في دار الأطفال.
قدّمت عام 1980 مسرحية "ديوان عبدالرحمن المجذوب"، التي أبدع نسختها الأولى سنة 1967، وهي تستعيد فيها الشاعر الصوفي الشعبي المجذوب، وحكمه الخالدة، كما قدمت في مسرح الصديقي مسرحية "أبو نواس" عام 1984.
في عام 1985، قدّمت مع الطيب الصديقي عملاً مسرحياً عربياً، من خلال المسرحية التاريخية "ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ"، في إطار فرقة الممثلين العرب، التي أسسها الصديقي مع الكاتبة والمخرجة اللبنانية نضال الأشقر، بمشاركة ممثلين من العراق وسوريا والأردن وفلسطين.
وفي عام 1987، تألّقت ثريا جبران في فرقة "مسرح اليوم"، من خلال عملها الأول "حكايات بلا حدود"، وقد اقتبسها زوجها المخرج عبد الواحد عوزري عن نصوص للشاعر السوري الراحل محمد الماغوط، وهو "البدوي الأحمر"، الذي كتب نصوصا مفعمة بالسخرية والمفارقات. وقد عرضت المسرحية في مهرجان بغداد المسرحي في ذلك العام، وفي مهرجان دمشق للفنون المسرحية عام 1988.
أما العرض المسرحي "أربع ساعات في شاتيلا"، الذي يعود إلى عام 2001، وهو نص للكاتب الفرنسي جان جنيه، بترجمة محمد برادة، فلم يكن يقل شاعرية، وهو يستعيد روائع الشعر الإنساني، من ملحمة جلجامش إلى قصيدة "حالة حصار"، للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.

وقد شاركت في العديد من الأعمال السينمائية، ومنها "جنة الفقراء"، "أركانة"، "جوهرة بنت الحبس"، "عود الورد"، "بامو"، "قصر السوق".
كما شاركت ثريا جبران في العديد من الأعمال التلفزيونية، ومنها "ربيع قرطبة"، "صقر قريش".

إختطافها
تعرّضت ثريا جبران في سبعينيات القرن الماضي، للخطف على يد مجهولين، بينما كانت تستعد للمشاركة في برنامج تلفزيوني.
وقد قامت تلك الجهات بحلق شعرها، لمنعها من المشاركة في البرنامج.

وزيرة الثقافة
إنتقلت ثريا جبران من الفن إلى الجلوس على كرسي وزارة الثقافة عام 2007، هنا أيضاً كان الهاجس الخيري حاضراً في برامجها بإعطاء الأولوية للجانب الإجتماعي للفنانين، من خلال مجموعة من التدابير، ومنها قانون الفنان وبطاقة الفنان والتغطية الصحية للمشتغلين في هذا القطاع.
تسمي نفسها بـ"ابنة الشعب"، ولم يدم جلوسها على كرسي الوزارة كثيراً، فسرعان ما عجّل المرض بتقديمها إستقالتها من منصبها.

وفاتها
توفيتثريا جبرانيوم 24 آب/أغسطس عام 2020، عن عمر ناهز الـ68 عاماً، في أحد المستشفيات بمدينة الدار البيضاء، بعد معاناتها مع مرض السرطان.