إشتهر كورال الفيحاء بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان، كأول فريق في العالم، يؤدّي الموسيقى العربية على طريقة الـ A cappella (بلا موسيقى). يتضمّن برنامجه أغاني من التراث الموسيقي العربي، كما يؤدّي مقطوعات بلغات عالمية كالأرمنية والإنجليزية، وغيرهما.

حصد الكورال عدداً من الجوائز العالمية، ويُعتبر المرجع الأول في العالم للـ A cappella العربية الموّزعة، خاصة من قِبل المايسترو والموزّع الموسيقي إدوار طوريكيان.

في هذه المقابلة مع موقع "الفن"، يتحدث باركيف تسلاكيان عن الكورال وأهدافه والنجاحات والصعوبات، التي واجهها منذ تأسيسه، وخططهم المستقبلية.

الكورال بدأ أرمنياً، كيف توسّع ليصبح كورال الفيحاء؟

بعد الإبادة الأرمنية ومجيء الأرمن الى البلاد العربية، حملوا معهم هذا التراث ومن ضمنه الأكابيلا، وكان هناك النادي الثقافي الأرمني المنتشر في كل المناطق اللبنانية وأنا ولدت في عنجر وهذا الكورال تأسس عام 1970، وإستلمته في عام 1990، وكنا نقدّم حفلات في عنجر والمناطق اللبنانية التي يتواجد فيها الأرمن، والهدف منها نشر والحفاظ على التراث الأرمني، وبعد عام 1997 كان واجبنا أيضاً نشر التراث العربي.

ومن ساعدك في ذلك؟

قدّمنا حفلاً في طرابلس عام 2000، ضمن مسابقة بين أحسن الكورالات في لبنان، وكان يتواجد أيضاً من غير الأرمن، وفزنا بالجائزة الأولى، كما مثّلنا لبنان بالمهرجان الكورالي العربي وغنيّنا أيضاً "الحلم العربي" التي نُفذّت خصيصاً لهذه المناسبة، وسمّونا أحسن كورال عربي رغم غنائنا بالأرمني، وبعد ذلك إقترحوا عليّ إنشاء كورال في طرابلس، في 11 كانون الثاني/يناير عام 2003، وبدأت المسيرة بعد ذلك ووصلنا الى أكثر من 120 أغنية وزّعها إدوار طوريكيان.

كم ساعة يتمرن الكورال في الأسبوع، وما هي عدد فروعه؟

من عام 2003 بدأنا نتمرن 3 أيام في الأسبوع، وكل تمرين يأخذ 3 ساعات ونصف الساعة، ولم توقفنا الحرب ولا الأحداث الأمنية، إلا أن فيروس كورونا أجبرنا على التوقف. أسسنا فرعاً في بيروت بعد مطالبات كثيرة، بالتعاون مع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية.

وكيف ترى نسبة إستقطاب الكورال للجيل الشاب؟

هناك الكثير من الشباب يتحمسون للإنضمام إلى الكورال، لكن يوجد بعض الحذر لأن البعض يعتقد أن جميع الذين يشاركون في الكورال هم محترفون، لكن هذا الأمر ليس صحيحاً حتى لو أننا نأخذ جوائز في الخارج. قبل عام ونصف العام أسسنا فرع بعقلين – الشوف، كما أسسنا قبل 3 سنوات فرعاً بالقاهرة في مصر، والهدف نشر تراث غناء الأكابيلا من دون آلالات موسيقية.

ما هي الصعوبات التي تواجهكم في الـ A cappella؟

هذا الأمر صعب جداً، لكن في الوقت نفسه ممتع، فالأصوات البشرية تختلف عن الآلات الموسيقية، ويأخذ غناء الأكابيلا منا تدريبات كثيرة خصوصاً في العربي.

وهل يحجب الـ A cappella أي نشاذ يحدث؟

الموضوع ليس في النشاذ، لكن توجد صعوبات فالأحرف العربية مثل العين والحاء والقاف، تلفظ من الحنجرة وهي أحرف غير موسيقية وعلينا أن نخلق harmony مثلاً في حرف العاء، وإستطعنا بعد ذلك أن نحل هذه المشكلة بطريقتنا الخاصة، وأيضاً مخارج الحروف تخلق فراغاً، والمشكلة الأعظم في المقامات العربية التي يُستخدم فيها ثلاثة أرباع الصوت، وكان التحدي أن نخلق harmony بالمقامات العربية بالتعاون مع إدوار طوريكيان، وهذا ما نجحنا فيه، وأعتبره عملاً تاريخياً خصوصاً في ألبومنا الأخير "صوت"، مع الفنانة اللبنانية أميمة الخليل، والألحان للفنان اللبناني مارسيل خليفة.

وهل واجهتم صعوبة في غناء الـ Unison مثل الـ A cappella؟

لم نواجه صعوبة في غناء الـ Unison مثل الـ A cappella، وهي أسهل بكثير وعندما يُستخدم الربع صوت يصبح متساوياً، وحلينا المشكلة في طريقة الأداء وخلقنا توازناً بين الأصوات، وهكذا تُقرأ الموسيقى أفقياً وعامودياً في الوقت نفسه.

ما كان الهدف من إشتراك الكورال في "Arabs Got Talent"؟ وهل كنت تتأمل بحصد اللقب؟

في عام 2007 فزنا بالجائزة الأولى بأهم مهرجان كورالي في وارسو، وهي عاصمة كورالات الأكابيلا، لأنه جغرافياً من السهل أن تشارك كورالات من دول مجاورة كألمانيا وبلاروسيا وغيرهما، وبعد ذلك إتصلوا من البرنامج وعرضوا علينا المشاركة لكن أنا رفضت كوننا لسنا في منافسة مع كورال ثانٍ، لكنهم عادوا وعرضوا علينا المشاركة مرة أخرى، وقالوا إن مشاركتنا ستعطي شيئاً مختلفاً عن المشتركين، فإعتبرنا أن هذه فرصة ودعاية لنا كي يتعرف علينا العالم العربي أكثر، خصوصاً أن كورال الأكابيلا لم يكن منتشراً أو معروفاً لدى الناس كثيراً إلا في الكنائس، وكان هدفنا أن يكون هذا منبر لنا لنظهر أكثر ونحقق الشهرة أكثر من الفوز بالجائزة.

الى أي بلدان إمتدت نشاطات الكورال؟

نشاطاتنا إمتدت أكثر في البلدان الأوروبية، وصراحة هناك يقدّرون هذا الفن أكثر من الجمهور العربي، كما قدّمنا حفلات في الدولة العربية حتى في السعودية.

تجمعك صداقة بالفنانين جمال أبو الحسن ومارسيل خليفة، هل من مشاريع جديدة معهما؟

أعمل على مشاريع جديدة مع جمال وأيضاً مع مارسيل، لكن الآن كل الأعمال متوقفة بسبب فيروس كورونا، ودائماً نلتقي ونخلق أفكاراً جديدة، حتى مع فنانين آخرين، ومنهم شربل روحانا.

أي فنان تختار ليغني الـ A cappella مع الكورال؟

الموسيقى يجب أن تكون إحساساً قبل أي شيء، وغنّى معنا جاهدة وهبي، لينا شماميان، جورج خباز وأميمة الخليل وغيرهم، وأحترمهم وأحبهم جميعاً، لكن أكثر فنانة تؤثر بي في هذه الحالة هي الفنانة أميمة الخليل، وهي قمة في الإحساس، وبالنسبة لي هي تأتي من بعد السيدة فيروز، بالإضافة الى ألحان مارسيل خليفة وزكي ناصيف، وأعتبر مارسيل أسطورة لأنه يجمع القديم والجديد فالموسيقى التي يقدّمها عظيمة، وزكي ناصيف مدرسة في الموسيقى.

ما هي أهدافكم المستقبلية؟

نحن على إستعداد لمساعدة أي كورال في غناء الأكابيلا وفي حوزتنا العديد من الأعمال العربية، التي يمكنهم الإستفادة منها من دون أي مقابل، وأهدافنا نشر هذا التراث أكثر في العالم، فلقد زرنا العديد من البلدان ومنها الأردن ومصر وتونس والجزائر وغيرها، ونشجع من يريد ويطلب منا المساعدة ونحن سنستجيب لهم.