صرّح الممثل منير معاصري أن التجارب الذي مرّ بها في سفره لا سيما في البرازيل، تخللتها لقاءات مع اشخاص من أصول لبنانية ما دفعه لطرح سؤال كبير عن عدم عودتهم الى لبنان.


واعتبر أن هذا الأمر من مسؤوليتنا، فنحن الذين قطعنا الحبل السري بين اللبناني المقيم والمهاجر قائلا: "تأخرنا في متابعة الموضوع والتفكير ببرامج لمتابعة المنتشرين والمساهمة في عودتهم الى وطنهم الام وهو امر كان مطلوبا منذ زمن قبل أن يعمد البعض الى تعديل اسمه وعائلته حتى جازماً بأن أحدا لا ينسلخ عن وطنه ولا يحب العودة اليه.
واشار في حديث مع الاعلامي رالف معتوق على اذاعة صوت لبنان، الى أن الأهم من عودتهم الى وطنهم الام هو معرفتهم بوطنهم الام وفي هذا الإطار يأتي فيلم "المحطة الأخيرة" الذي أبصر النور منذ خمس سنوات وكتبه شخص متزوج من لبنانية أخبرته عن قصة جدها ورحلته في الباخرة .
وكشف أن أهم خمسة كتّاب في البرازيل هم من أصول لبنانية.
ويسرد معاصري كيف طلب منه المخرج المسؤول تدريب الممثلين قبل التصوير بثلاثة أشهر وخضعوا للتدريب على مدى ست ساعات في اليوم مشيرا الى أنهم ممثلون من أصول لبنانية ومهمون والاصعب كان في لعب دور شخصيات لبنانية فوجدت نفسي أمام مهمة سرد تاريخ لبنان واطلاعهم عليه وكيف أخذنا استقلالنا وعرضت صورا عليهم كما اننا أدخلنا في الحوارات كلمات لبنانية "يا ربي" " تعا لهون " وجعلتهم يصلون باللهجة اللبنانية وأكثر ما اخذ وقتا هو التدريب على لفظ الاحرف "ح " "خ" مثلاً وربط نجاح أي مدرب بإعطائه الإحاطة الكاملة للممثل. واضاف: في عملي دخلت في عمق الشخصية وليس فقط تدريباً على أداء الدور والتمثيل بل احاطة الممثل ووضعه في الإطار المناسب معتبرا أن المواهب كثيرة لكن المشكلة في التعاطي مع المهنة وما يتعلق بمفهوم المهنة.
ورأى معاصري أن الأموال وصالات العرض والتقنيات كلها موجودة في لبنان والقصة تكمن في الهوية والفرد الذي يتعاطى مع هذه الأمور إن كان منتجاً او ممثلا او مخرجا.
وجدد القول ان المنتج طوني فرج الله أعاد حجر الأساس للهوية للسينما اللبنانية رافضا اتهامه بظلم الاخرين وطمأن الى أن السينما بألف خير لكن السينمائين هم المشكلة وبالنسبة للمسرح ايضاً.
وإذ لفت الى أن حديثه عن فرج الله جاء قبل طرح نادين لبكي فيلمها “هلأ لوين" رأى أن المعضلة التي طرحتها "باهتة" ولم تدخل في عمق المشكلة حيث تمحورت القصة حول كنيسة وجامع وضيعة.
واضاف هناك عرض وطلب وبعض الأدوار التي لا تناسبني رافضا مقولة ان الممثل الجيد يجيد تأدية كل الأدوار.
وعن فيلم " مورين" ويسرد قصة حياة قديسة لبنانية أشاد بذكاء طوني فرج الله وادراكه لعمله فهو لم يشدد على الجانب اللاهوتي بقدر ما شدد على الجانب الإنساني وطرح الموضوع من باب العادات والتقاليد التي كانت حينها موضحا أن البطلة كانت تعيش في القلمون شمال لبنان ودخلت الدير والعوامل الموجودة الزمتها ان تكون راهباً.
ولدى المقارنة بينه وبين المحطة الأخيرة يقول: كل واحد ينتمي الى نوع من الأفلام ولا يمكن اعتبار المحطة الأخيرة ضمن السينما اللبنانية بل برازيلية وعمل بوجهة نظر برازيلية.
وعن بداياته يقول: "هاجرت عام 1960، وكانت مهنة التمثيل غير محبذة لكنني أشكر الله أن لدي والداً تفهم ولم يمنعني من الهجرة وقد حالفني الحظ ان هناك مخرجا اسمه ايلي يقزان اعتقدت انه من عائلة لبنانية ولدى مغادرة بعثة لبنانية الى نيويورك في عدادها الصديق طوني رعد طلبت منه ارسال مكتوب لايلي يقزان عن نيتي الالتحاق بالمعهد لكنه وعندما تلقيت الجواب اكتشفت انه من قبرص وهاجر الى اميركا ولم يشجعني للعنصرية الموجودة والتي تسيطر على اميركا في وقتها لكنني لم اتوقف عند هذه الرسالة وهاجرت وطرقت باب المعهد وعرفته عن نفسي وذلك لإصراري ورغبتي وايماني بذلك"
معاصري قال: لبنان تأخذه معك أينما ففي الغربة جسدك هناك وتنام في غرفة فرنسية وأميركية وبرازيلية لكن روحك وعقلك في لبنان سوى لمن يقنع نفسه بأنه يغادر نتيجة قرف وبأنه حيث يوجد هو المكان الصحيح.
وأين هو معاصري اليوم من الجوائز التكريمية؟ يجيب: غير مطلع كثيرا عليها وهي كثيرة وقبوله بالمشاركة في أي حفل تكريمي يحدده في وقتها مشددا على ان الفن قيمته منه وفيه وهو وسيلة وليس غاية والفن هو في خدمة الانسان.
وماذا يفضل بين المسرح السينما التلفزيون والتمثيل الاخراج والكتابة يقول: إذا كنت قادرا على القيام بها جميعها لا اتردد والقصة ليست براعة بل ايمان الشخص بما يقوم به ويبقى الفن وجهة نظر.
ورأى أن هناك الكثير من اللغط في الدراما اللبنانية معتبرا أنه يوم يفقد المسلسل هوية بلاده لا يهمه واصفاً محاولة ثورة الفلاحين بالجميلة وفيها نقاط قوة وضعف أيضاً.
وعن مسرحية ميلاد يسوع المسيح وهي أول مسرحية في معهد الرسل بعد عودته من اميركا لديها مكانة خاصة فكانت أول نتيجة يحصدها بعد الدراسة وتجربة غارو أيضا.
وردا عما حصل في ما خص مشروع ليلى تفادى الحديث عن ذلك، معتبرا أنه ليس سهلا طرح الموضوع من منطلق التأييد أو الرفض فقط.